بملامح تركت عوامل الزمان أثرها عليها، وتجعايد تروي خبرات السنين، لم يمنعهن تقدم العمر عن أداء الواجب الوطني، متكئين على عكاز أو مستخدمات لكراسي متحركة للإدلاء بأصواتهن بالتعديلات الدستورية.

واليوم التقطت عدسات الكاميرات، خطوات "الحاجة فهيمة" صاحبة الـ 103 أعوام، وأكبر معمرة في الشرقية، خلال توجهها للجنتها، للإدلاء بصوتها في الاستفتاء على التعديلات الدستورية بقرية "الموانسة" في مدينة "كفر صقر" بمحافظة الشرقية.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، كرم "الحاجة فهيمة"، في الاحتفالية التي أقامها لتكريم المرأة المصرية والأم المثالية، وقبّل رأسها، بعدما أعربت عن أمنيتها في مقابلته، خلال ظهورها مع الإعلامي عمرو الليثي، في برنامجه "واحد من الناس"، لتتبرع حينها بكل ما تتملكه 30 ألف جنيه.

لم تكن الحاجة فهيمة وحدها، التي تحدت تقدم العُمر، من أجل الواجب الوطني، فأدلت المعمرة فاطمة محمد مبارك، 108 أعوام، بصوتها في الاستفتاء أيضًا، اليوم، بلجنة معهد أبوخليفة الأزهري الابتدائي بقرية أبوخليفة التابعة لمركز القنطرة غرب في محافظة الإسماعيلية.

وفي مشهد إنساني، خرج المستشار مؤمن مصطفى رئيس اللجنة الفرعية، إلى السيدة خارج اللجنة، لتمكينها من الادلاء بصوتها في الاستفتاء تيسيرا عليها.

التحليل النفسي: 

علق الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، على ظهور المعمرات باللجان الانتخابية، قائلًا: "كل ما السن يزيد والخبرات تزيد حب الوطن بيزيد". 

وأضاف خلال حديثه لـ "هُن" قائلًا: "الناس الكبيرة مش زي الشباب، مش بيبصوا لمصلحتهم لكن بيبصوا لمصلحة الوطن، ومش مستنين منه حاجة". 

وتابع: "المعمرات وغيرهم لم يتأثروا بمواقع التواصل الاجتماعي السلبية، عكس فئة الشباب". 

وشهدت لجان الاستفتاء على التعديلات الدستورية إقبالا كثيفا من المواطنين للإدلاء بأصواتهم منذ فتح اللجان، في اليوم الأول للتصويت بالداخل، وتستمر عملية التصويت لثلاثة أيام، فيما يواصل المصريون بالخارج الإدلاء بأصواتهم، لليوم الثاني على التوالي، في 140 مقرًا انتخابيًا في 124 دولة تتواجد بها البعثات المصرية، على أن تنتهي غدا.

وقال المستشار محمود الشريف نائب رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، إنه جرى طبع بطاقات التصويت بعدد مساوٍ لأعداد الناخبين المقيدين بقاعدة البيانات، وهو 61 مليونا و344 ألفا و503 ناخبين.

وأوضح نائب رئيس الهيئة أن عدد القضاة المشرفين على الاستفتاء 15 ألفا و234 باللجان العامة والفرعية، مشيرا إلى أن هناك 4015 قاضيا احتياطيا سيتم الدفع بهم في حالة الطوارئ، ويقدر عدد اللجان العامة بـ 368 لجنة، والفرعية بـ13 ألفا و919 لجنة.

وبدأ التصويت من التاسعة صباحًا ويستمر حتى التاسعة مساء في جميع أيام الاقتراع تتخللها ساعة راحة بما لا يخل بسلامة عملية الاستفتاء، فضلًا عن إجراء عملية الاقتراع والفرز في حضور ممثلي وسائل الإعلام والمنظمات الصادر لها تصريح من الهيئة الوطنية للانتخابات.