رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

الأم المثالية بقنا من الخدمة في البيوت للتخلي عن الزواج: "ولادي ثمرة كفاحي"

كتب: غادة شعبان -

10:50 م | الإثنين 18 مارس 2019

الأم المثالية بمحافظة

ظروف قاسية تعرضت لها السيدة حسانية علي أبو بكر عبد المولى، صاحبة الـ53 عامًا، في طفولتها ونشأت معها حتى أصبحت يافعة، وبرغم تلك الظروف إلا انها فاقت الكثير من السيدات اللاتي يتمتعن بحياة هادئة مستقرة، لتصبح واحدة من الأمهات المثاليات التي أُعلن عنهما صباح اليوم بمحافظة قنا.

مفاجأة كبيرة لم تكن تتوقعها تلك العجوز من ابنتها الكبري التي حاولت إدخال الفرح والسرور على قلبها لتعويضها على ما فات من حياتها من الألم والمشقة، وذكرت لـ"هُن": "قدمتلي بنتي الكبيرة ياسمين صاحبة الـ31 سنة، أنا مكنتش أعرف إنها قدمتلي، قالتلي ياماما أنا هجبلك هدية كبيرة في عيد الأم".

"أقصى طموحي كان إنها تجبلي خاتم أو سلسلة"، بهذة العبارة تابعت حديثها: "فضلت أقولها هتجبيلي إيه، تقولي هجبلك حاجة أكبر مما تتخيلي كده هتخليكي أسعد واحدة في الدنيا، وفعلًا صدق كلامها ولقيتها  قدمتلي في مسابقة الأم المثالية".

من المحنة تأتي المنحة.. استكملت حديثها وسط تنهيدة كبيرة كأنها تتذكر بها حياتها المريرة على سنواتٍ عدة بعد أن توفى والدها مصدر الدعم والإلهام لها، وقالت: "والدي توفى وأنا عندي 9 سنوات، كنت في رابعة ابتدائي، والدي كان مصدر الدعم لي، والدتي خرجتني من المدرسة، وشغلتني في البيت، وكان في جنب البيت معهد لتحفيظ القرآن كنت بروح أحفظ فيه". 

انقلبت حياة "حسانية" رأسًا على عقب وتضيع أحلامها وطموحاتها في الحصول على فرصة في أخذ مساحة كبيرة في التعليم، وتابعت: "أول ما وصلت 14 سنة، والدتي زوجتني من ابن عمي، وكان يعاني من مرض نفسي كبير، وانفصلت عنه بعد شهر من الزواج وأنا مازلت أنسة وكأني لم اتزوج".

تزوجت "حسانية" للمرة الثانية على التوالي رغمًا عنها من رجلِ يسكن بجانب منزلهم وقالت: "كان عنده مشكلة مع بنت عمه، وأنجب منه 3 أبناء، وحصلت مشكلة بعد كده وأهله خيروه بيني وبين بنت عمه، فاختارها واتخلى عني".

محايلات تلو الآخري لمنح ابنتها الكبرى فرصة في التعليم رغم رفض تام من والدها، وذكرت: "قالي إحنا معندناش بنات تتعلم".

استعانت الأم بصديقة لها حتى تحقق لها حلمها، وأكدت: "روحتلها قولتها أنا عايزاكي تدخليلي بنتي تتعلم في المدرسة، رفضت في الأول وقالتلي لازم ولي أمرها"· 

رغم افتقارها للتعليم إلأ أن الأم أفنت حياتها في مساعدة أبنائها خلال دروسهم: "على قد ما قدرت كنت بفضل أذاكر ليهم، وأوديهم تحفيظ القرآن".

اعتادت حسانية على ختم القرآن الكريم كل أسبوع وهو الأمر الذي يعطيها الأمل والدافع في مقاومة ما أصابها، فتفاقمت المشاكل بين الأم وزوجها وذلك لعدم الاهتمام بها وعدم الإنفاق عليها وعلى الأبناء، اضطرت الأم إلى تربية الطيور للصرف على أبنائها، إلى جانب زراعة أرض تركها لها والدها.

تقدم لها  الكثير والكثير للزواج ولكنها أصرت على قرارها وهو تربية أبنائها وتخليد حياتها لهم، وذكرت: "حياة 3 قصاد حياة واحدة، عندي ابن معاة ماجيستير في القانون وبيحضر دكتوراة في أسوان، والابنه الكبرى حاصلة على بكالوريوس تجارة،  وعاملة دبلومة تربوية، والثالثة  حاصلة على كلية الأداب قسم علم النفس معاها دبلومة عامة ودبلومة خاصة وماجيستير، إلى جانب حصولها على كورسات خاصة بالتوحد والإعاقة والتخاطب، وذوي الإحتياجات الخاصة والمشاكل الزوجية".

وأختتمت حديثها لـ"هُن": "ولادي ثمرة نجاحي وكفاحي طول الـ53 سنة اللي فاتوا، وبكدة أقدر أموت وأنا مطمنة عليهم".