رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

أطباء علم نفس: الخلافات الزوجية تبدأ من "غرفة النوم"

كتب: إنجي الطوخي -

08:23 ص | الثلاثاء 12 مارس 2019

صورة تعبيرية

قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي إن الخلافات الزوجية تبدأ من غرفة النوم، فالرجل والمرأة يتحملان المسؤولية.

ووصف الأمر أنه ليس جديدا كما يعتقد البعض، بل هو موجود منذ قديم الأزل، فعالم النفس النمساوي سيجموند فرويد الذي يعتبر أبو الطب النفسي أكد منذ سبعين عاما أو يزيد أن السبب الأساسي لكل مشكلات الإنسان النفسية والصحية هي الدافع الجنسي، ولكنها تقاليد المجتمع وعاداته التي تفرض التكتم على الأمور الجنسية، وتحريم الحديث عن مشكلاتها.

وتابع: "القصة تبدأ في أن أحد الطرفين لديه شذوذية في الأسلوب فالزوج قد يكون لديه ضعف شديد أو العكس، وكذلك الزوجة قد تتصف بالبرود الشديد أو العكس، ومن هنا تتحول غرف النوم إلى ساحة معركة بين الزوجين، ولأن المجتمع لا يسمح بالإفصاح عن الأمر، فيبدأ الزوج في التلكيك لزوجته، وتفعل الزوجة المثل مع زوجها فتتحول حياتهما إلى جحيم لا يتوقف فيه الشجار، أو ينتهي بالطلاق".

وقال فرويز أن "التلاكيك" التي تبدو للبعض تافهة هي سلوك نفسي دفاعي يستخدمه المرء كوسيلة لتفريغ طاقة الغضب بداخله، وللضغط على الطرف المقابل لتحقيق ما يرغبه، وفي هذه الحالة فهي لا تساهم بأي حلول بل فقط تزيد من حدة المشكلات والخلافات الزوجية.

وشدد على ضرورة نشر ثقافة الذهاب إلى طبيب نفسي أو استشاري علاقات أسرية في حال وجود مشكلات لدى الزوجين في العلاقة الجسدية، لأنها ستساهم في تقليل نسب الطلاق قائلا: "للأسف ثقافة الذهاب لطبيب نفسي من أجل إيجاد حل للمشكلات الأسرية غير موجودة بالمجتمع المصري، مع أنه هو مفتاح الحماية الحقيقي لكثير من الأسر، لأنه يضمن الخصوصية وعدم إفشاء الأسرار، بالإضافة إلى قدرة الطبيب على تقديم العلاج بناء على أسس علمية".

ومن واقع خبرة "فرويز" الطبية ، فالكثير من النساء يرفضن الحديث عن مشكلاتهن الجنسية حتى لو كان لطبيب نفسي بسبب الخجل الشديد والعادات والتقاليد المترسخة بداخلهن عن أن المرأة تتعرض لنظرة متدنية من المجتمع إذا تحدثت في الأمر، أما الرجال فعلى العكس يتحدثن بأريحية شديدة ودون خوف وهو أمر له علاقة بثقافة المجتمع التي تمنح الرجل مساحة كبيرة من الحرية مقارنة بالنساء.

وتابع: "ما لا يعرفه البعض إن جزء كبير من مشكلات العلاقة الزوجية تقع بسبب جلسات القهاوي التي يتشدق فيها الرجل بإنجازاته مع زوجته، وأن تلك القصص يكون فيها جزء مبالغة وتفاخر بل وأحيانا خيال، وعلى الرغم من ذلك فهذه الجلسات تفتح باب المقارنات بين الأزواج ومن ثم تقع شرارة الخلافات الزوجية التي أحيانا تنتهي بالطلاق الذي أما أن يكون صامتا فكلا الزوجين يعيشان معا تحت سقف واحد سوريا ولكنهما منفصلان فعليا، أو الطلاق الحقيقي عند مأذون".

من جانبها أكدت الدكتور سامية خضر أستاذ علم الاجتماع أن البعض لا يدرك أن منظومة الزواج هي منظومة شراكة سواء في تربية الأولاد، أو العلاقات الاجتماعية المشتركة أو القرارات التي يتم اتخاذها بالاتفاق سويا، والعلاقة الزوجية جزء من تلك الشراكة التي يجب أن تكون قائمة على التراضي بين الطرفين.

وأشارت إلى أن الخلافات الزوجية الناتجة عن العلاقة الجسدية يكون السبب الطبي الرئيسي ورائها الختان، لأنه الكثير من الأسر المصرية مازالت متمسكة به، على الرغم من تأثيراته الضارة التي تقلل من رغبة المرأة الجنسية إن لم تقضي عليها لأنه في الغالب يتم بدون أي أساس طبي أو علمي.

ونتائج الختان بحسب الدكتورة "سامية" قد تكون كارثية، فالمرأة أما ترفض العلاقة الزوجية تماما لأنها لا تشعر بأهميتها في حياتها، وحينها يحدث الطلاق بشكل مباشر في أول الزواج، أو تستمر في الزواج وهي ترى أن العلاقة مجرد واجب ديني أو إنساني لا أكثر ولا أقل، وتقبل على الأمر بدون أي مشاعر أو اهتمام، وتركز أكثر على الواجبات الاجتماعية ورعاية البيت، ووقتها يشعر الرجل بعدم التقدير أو أنه يفتقد من تشاركه مشاعر الحب، فتبدأ شرارة الخلافات الزوجية التي قد تنتهي بأن يلجأ الزوج إلى الزواج من أخرى أو يطلب بنفسه الطلاق.

وذكرت: "للأسف الختان عادة فرعونية استوردناها من الدول الإفريقية، وعلى الرغم إن الأزهر أعلن رفضه لها وتأكيد الكثير من الدراسات الطبية والعلمية على خطر تلك العملية على صحة النساء النفسية والصحية، إلا إن البعض مازال يستغل جهل الأسر ويحاول فرضها بالقوة على المجتمع"

وتابعت أن غياب فكرة الثقافة الجنسية السليمة ليس فقط بين الشباب الصغار بل بين الأزواج، فهي السبب الثاني من وجهة نظر الطبيبة في الخلافات الزوجية، حيث يكون هناك جهل بأساسيات العلاقة الزوجية، والوقاية من الأمراض المختلفة سواء النفسية أو الصحية، والاعتماد يكون على معلومات خاطئة أو مجهولة المصدر.

وقالت: "للأسف حتى الآن المجتمع يحكم على تلك العلاقة بمفهوم العيب والحرام، وهو ما يسبب الكثير من المشكلات والكوارث التي لا نستطيع علاجها أو التحذير منها".