رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

شقيق ضحية الطائرة المنكوبة يروي لـ"هن" تفاصيل آخر محادثاتهما: "خدت رأيي في عريس اتقدملها"

كتب: آية المليجى -

05:58 م | الإثنين 11 مارس 2019

دعاء عاطف

دقات الساعة تشير إلى الثامنة مساءً، وقت طويل مضى دون اتصال من دعاء عاطف، تطمئن والدتها على أحوالها وأن الطائرة هبطت بسلام إلى أرض كينيا، حاولت الأم بث الطمأنينة في نفسها بأن ابنتها ربما تجهز نفسها لحضور مؤتمر الاتحاد الإفريقي، فهو هدفها من هذه الرحلة المتعبة، وبالتأكيد سوف تتصل بعد أن تنتهي.  

تمر الساعات ويزداد قلق الأم، فابنتها لم تتصل بعد، فخطر على بالها التواصل مع أستاذها بمركز بحوث الصحراء، فهو من رشحها لحضور هذا المؤتمر، لكن الأم لم تتخيل بأن أستاذها يخبرها بالنبأ الذي يفقدها الشعور بما حولها قائلا: "مش عارف أقولك إيه.. الطائرة اللي بنتك كانت راكبها وقعت وكل اللي فيها ماتوا.. البقاء لله".

صدمة وعويل انتابت الأم، فهي لم ترد تصديق ما تلقته آذنيها، فيروي "إبراهيم"، شقيق الضحية المصرية دعاء عاطف، تفاصيل اللحظات الأولى في منزلهم الواقع بمحافظة الوادي الجديد، حينما علموا بنبأ مصرع شقيقته: "مكناش متأكدين.. فضلنا نتصل بأقاريبنا شغالين في وزارة الخارجية لغاية ما اتأكدنا من الخبر فعلًا كانت الساعة 10 بليل".

"الصديقة والحبيبة" هكذا وصف "إبراهيم"، شقيقته ضحية الطائرة المنكوبة، فدائمًا ما كان يلجأ إليها في تفاصيل أموره: "دايمًا كنت بجري عليها، ولما كنت بحتاج فلوس مكنتش بروح لأبويا، كنت بروحلها دايمًا.. كانت حنينة أوي". 

تذكر "إبراهيم" تفاصيل أخر محادثة دارت بينهما عبر "فيسبوك" حينما طلبت منه إرسال صورها التي التقطها لها في فرح ابنة خالتهما: "كانت آخر حاجة ما بينا.. لما طلبت إني ابعتلها صورها في فرح ابنة خالتها، وأنا فضلت أرخم عليها وأقولها لأ.. وفضلت تقولي أنا سيبالك فلوس، ابعتالي الصور قبل ما أطلع الطايرة والنت يفصل".

فارق السن بين "إبراهيم"، ذو الـ23 عامًا وشقيقته "دعاء"، التي كانت تبلغ من العمر 26 عامًا، لم يكن عائقًا في جعلهما سندًا لبعضهما البعض وأخذ آرائهما: "كانت دايمًا بتاخد رأيي.. وكانت قبل ما تسافر كان جايلها عريس وقالتلي اللي هتقول عليه هعمل بيه".

اجتهاد وتفوق صفات تميزت بها "دعاء" بحسب شقيقها، فهي خريجة كلية الزراعة، والتحقت للعمل بمركز بحوث الصحراء، وحصلت على الماجستير، وكانت في طريقها للحصول على درجة الدكتوراة، متابعا: "جاتلها منحة عشان تاخد الدكتوراة من السويد".

والآن خيم الحزن والانهيار على أسرتها، فيقول "إبراهيم" إن والده تزايدت لديه مشاكله الصحية، والأم لم تجف دموعها وكذلك شقيقتهما الكبرى "ولاء" مستكملا: "لغاية دلوقتي مش قادرين نصدق.. ومش عارفين جثمانها هيوصل امتى مش عارفين أي معلومات".