رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"إسراء" البحرينية أسست "شباب الشرق الأوسط".. 12 عاما من الدفاع عن الأقليات

كتب: آية المليجى - روان مسعد -

05:34 ص | الجمعة 08 مارس 2019

أرشيفية

كانت طفلة صغيرة تلهو مع قريناتها لا يشغلها سوى لحظات من السعادة تعيشها لينقضي يومها، لكن شيئًا فشيئا التفتت أنظار إسراء الشافعي نحو التمييز والعنصرية التي كان يتلقاها العمال الوافدون إلى بلدها البحرين، مشاعر من الحيرة والحزن تملكت الصغيرة حول التفرقة التي تشاهدها في معاملة هؤلاء البسطاء، فاندفعت في صباها لاستطلاع المزيد حول حقوق الإنسان والمساواة بين بني البشر، فازداد تعلقها بإيجاد مساحة للتعبير دون خوف أو قيود، فرسمت الطريق لنفسها وسارت على دربه حتى أسست شبكة شباب الشرق الأوسط الإقليمية.

"حرية التعبير عن الرأي.. بلا مساومة" كان الهدف الذي وضعته الناشطة البحرينية نصب عينيها، حينما أسست شبكتها الإلكترونية "شباب الشرق الأوسط"، في العام 2006، فأصبحت نافذة رئيسية لنشر ثقافة حرية التعبير ومساندة الأقليات، تستقبل "الشافعي" من خلالها مشاركة أكبر عدد من الشباب يوميًا لنشر مقالاتهم على الموقع دون حذف أو توجيه الرقابة عليهم.

تكرار المواقف التي شاهدتها "إسراء" في صغرها حينما عايشت التمييز في معاملة الوافدين، هو ما عكسته في رصدها لمعاناة عاملات المنازل في دول الخليج عبر شبكتها الإقليمية، للدفاع عن حقوقهن، والحديث عن نظام الكفالة، الذي رأته أشبه بالأداة التعسفية للاضطهاد واستغلال العاملات، وعبرت أيضًا عن أنواع العنف المختلفة التي تواجهها المرأة من سوء معاملة تدفعها للانتحار.

توسعت أحلام الناشطة الثلاثينية وازداد تشبثها بتحقيق أكبر قدر من التغيير، لتتجه إلى الموسيقى، فهي مصدر إلهام وقوة في التعبير عن الذات، فضمن مشاريعها تطبيق "ميديست تيونز" لاستكشاف المواهب الموسيقية الصاعدة في الشرق الأوسط، فهي الطريقة الأخرى التي أتاحت من خلاله الفرصة لتعبير الشباب الموسيقيين عن آرائهم دون مواجهة الرقابة الفورية، فوصل عدد المشاركين إلى 2000 فنان من جميع أنحاء الوطن العربي، معتمدين على أكثر من 30 نوعا مختلفا في الموسيقى.

لم تكن الأنغام وحدها، هي الطريقة التي اختارتها "إسراء" لتحقيق رؤيتها في التغيير، فثمة فيلم وثائقي أنتجته الشبكة الإقليمية عن حياة الموسيقيين في فلسطين، الذين عبروا من خلاله عن صراعاتهم اليومية، ليجوب الفيلم في مهرجانات دولية عدة.

صعوبات كثيرة واجهتها "إسراء" حينما بدأت تحقيق حلمها، فكانت نظرة أصحاب الشركات الكبرى بأن النساء غير قديرات للعمل في مجال التكنولوجيا، ليصبح الدعم المادي عائقا يقف أمامها في تطوير مشاريعها الإلكترونية، فالمستثمرون ما زالوا يفضلون مساندة الرجال عن النساء.

12 عاما من العمل المستمر على هذه المشاريع الإلكترونية، هي الفترة الطويلة التي قضتها "إسراء" وسط فريقها الذي يغلب عليه الطابع النسائي، ليأتي اسمها ضمن قائمة "بي بي سي" حينما اختارتها ضمن 100 امرأة مؤثرة حول العالم، شعور بالسعادة انتابها فعملها أصبح معترفا به دوليًا، لكنها ترى بأن هناك ملايين النساء العربيات اللاتي لديهن الكفاءة للوصول لهذه القوائم التي تسعى لتكريم نماذج نسائية ملهمة.

جوائز عالمية عدة حصلت عليها "إسراء" طيلة مشوارها، تكريمًا لأعمالها على شبكة الانترنت، حيث نالت جائزة من جامعة هارفارد الأمريكية وجائزة "التوليب" من هولندا لأعمالها في مجال حقوق الإنسان، لكنها ترى بأن فوزها الأكبر هو فريقها النسائي اللاتي يعملن معها "نحن نساء قويات لدينا القدرة على تحدي أي شيء.. يشرفني العمل معهن".

نجاح الناشطة الثلاثينية في تأثيرها الاجتماعي، زاد من أحلامها في تطوير مشاريعها الحالية، وخطتها في إطلاق عدد أكبر من المواقع الإلكترونية للحديث عن القضايا الاجتماعية وإعادة تصميم التطبيقات الموسيقية.

"يمكنك تحقيق أي شيء حتى بدون أي دعم والتغلب على أي تحديات.. نحن أقوى مما نعتقد" رسالة حرصت الناشطة البحرينية على توجهيها إلى المرأة بمناسبة يومها العالمي، فهي ترى بأن المرأة من مختلف دول العالم لديها رابط مشترك فهن القادة المؤثرات في مجتمعاتهن.