نشأت وعاشت سنين في مدينة الشمس "أسوان"، تطبعت بطباع أهلها وتقاليدهم، درست الأثار وأتقنت اللغة الألمانية، حبها ورغبتها الدائمة في أن تعيش ثقافتها بداخلها كان دافعا لها للتعمق في دراسة الهوية الأفريقية والعمل على نشرها ورفع وعي الشباب المصري بأصول جذورهم والعودة إليها، وشجعها على ذلك اختيار محافظتها كعاصمة للشباب الأفريقي.

كواحدة من خريجات المدرسة الأفريقية التي شاركت فيها، أطلقت بنت محافظة أسوان، منى أحمد، مبادرة ثقافية باسم "فكرة وحدوتة" تستهدف الأطفال والمراهقين الشباب من 10 إلى 15 سنة من خلال دورات تعريفية عن الهوية الإفريقية ومهام الاتحاد الإفريقي، وميثاق الشباب الأفريقي، وحسب وصفها، فإن هذه الفئة العمرية هم شباب المستقبل، وتسعى لمساعدتهم على اختيار المجال الصحيح لخدمة بلدهم وأجندة 2063 وقارتهم السمراء في المستقبل.

منذ بداية يناير من العام الجاري، بدأت"فكرة وحدوتة" في محافظة أسوان، وقالت منى صاحبة الفكرة لـ"الوطن" إن خطة المبادرة تستهدف مراكز الشباب في أسوان والمدارس من خلال مجموعات مقسمة كل واحدة منها نحو 30 متدرب لتعريفهم بكل ما يشمل الهوية الأفريقية وأجندة 2063.

بداية ولعها بالهوية الأفريقية كان في حضورها ملتقى للثقافات الأفريقية في قصر الثقافة بأسوان في عام 2017"، وقالت:" أكتشفت إن في حاجات كتير منعرفهاش عن قارتنا وقررت أدرس انثروبولوجي وتحديدا التراث والهوية والفنون وبحاول أنشرها بين شباب بلدي"،حسب تعبير الفتاة الأسوانية.

"سوف أعمم فكرة البحث في الهوية الأفريقية بين شباب أسوان طوال فترة رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي وبعدها كمان"، وواصلت طالبة كلية الدراسات الإفريقية حديثها، مؤكدة أن هدفها من ذلك زرع هوية وثقافة إفريقيا بين الشباب المصري ودعم سياحة وتاريخ أسوان،"أسوان نافذة شباب مصر على شباب القارة ".