رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"مريم" تعرضت للختان على يد والدتها فحاربته بـ"حملة" وفشلت في إنقاذ ابنتها

كتب: آية أشرف -

06:22 ص | الأربعاء 06 فبراير 2019

الختان

"أستطيع أن أتذكر كل شيء، كل التفاصيل الصغيرة عن ذلك اليوم، تلك اللحظات، ما زال كل شيء في رأسي، حيث حدث الذي أوقفني عن الحياة لوقت طويل، الشفرة الحادة أعلى عضوي التناسلي، تقطع جزءًا منه دون رحمة، وحولي أصوات البهجة وكأنه انتصار لي ولعائلتي". 

كلمات ممزوجة بالأسى، والحسرة سردتها مريم كاكو، من جيبوتي، لموقع "اليونسيف" الرسمي، والتي تعرضت لعملية ختان وحشية، عام 1986، حينما كانت في عُمر الخمس سنوات فقط من عُمرها.

فبدون رحمة أو شفقة، قررت والدة الضحية، أن تفعل بابنتها كما يحدث بالذبائح، تستلقى على ظهرها رغمًا عنها، وتجبرها على نزع ملابسها، وإبعاد قدميها عن بعضهما البعض، لتقوم إحدى سيدات الضاحية، بإزالة قطعة لحم من عضوها التناسلي بشفرة حادة، وتترك دمائها حولها، لترتفع "الزغاريد" من حولها، احتفالًا بختانها.

ولم يكتفِ الأمر على القطع فقط، بل تمت خياطة الجانبين من العضو بإحكام، كنوع من أكثر أنواع تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية شيوعًا في جيبوتي، والمعروفة باسم النوع الفرعوني، والتي يتبعها الكثير من المجموعات العرقية في البلاد. 

وعلى الرغم من القسوة التي تعرضت لها مريم، إلا أنها جعلت منها امرأة قوية، قررت بكل ما أوتت من قوة الانضمام لحركة التخلي عن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، والتي انطلقت في الثمانينيات من القرن الماضي، في محاولات منها لرفع وعي الأمهات بضرورة التوقف عن تلك العادة، حتى ذاع صيتها عقب 10 سنوات من انضمامها للحركة، ففي عام 2005، تمت دعوة مريم للمشاركة في برنامج تمكين المجتمع، حيث تعلمت عن الاتفاقية الدولية حول حقوق الأطفال والنساء والديمقراطية والصحة والبيئة وحماية الطفل وإدارة المشاريع، وذلك من أجل إنهاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، من خلال الحوارات المجتمعية وخدمات الرعاية للفتيات.

ولم يتوقف دور مريم، عن الحركة النسوية فقط، التي قادتها ضد تلك العادة، بل انتقلت لها بعدما أصبحت أما، فلم ترث القسوة من والدتها التي أجبرتها على الختان، فتزوجت "مريم" من شخص يُدعى "علي" خلال عملها بالحركة، وسُرعان ما أنجبت فتاة، لتُقم لها ولنفسها إنها لم تعرضها لما تعرضت له من قبل.

تحدت مريم والدتها عقب إنجابها، وإنها لم تسر على سيرها لكن والدتها كانت أقوى من هذا التحدي، فتقول "مريم": "نظرت إلى والدتي، وقلت لها لم أسمح لأبنتي بقطعها، فيجب أن تنتهي تلك العادة من بيتنا".

إلا أن والدتها لم تبالِ لحديثها، فعقب أسبوع من الولادة، غادرت مريم المنزل لتحصيل شهادة التخرج الخاصة بالتدريب، لتقوم الجدة بإحضار سيدة من الضاحية، تختن حفيدتها الرضيعة التي لم تتم 8 أيام، وتتفاجأ مريم وزوجها بنزيف ابنتها بسبب عدم تحملها لما تم بها.

استمر نزيف الرضيعة أربعين يومًا، وخلال ستة أشهر من عمرها انخفضت حرارتها، ومن ثم وزنها، لتودع الحياة نهائيًا، ولفظ الرضيعة أنفاسها الأخيرة، بسبب ما فعلته بها جدتها. 

لتستكمل "مريم": "استطعت أن أرى الندم في عيون والدتي، ولكن بعد فوات الأوان، فقاطعت والدتي، لا يمكنني أن أعيد طفلتي للحياة، ولكن يمكنني استكمال عملي في الحركات المناهضة للختان للحفاظ على باقي الأطفال ببلدي، والعالم".