3 سنوات قدمت خلالها أوراق ترشحها لمنصب "العمودية"، عقب وفاة زوجها بعد أن تولى المنصب لأكثر من 62 عاماً، وترشح اثنين من رجال القرية لمنافستها، إلا أنها فوجئت بوزارة الداخلية تُبلغها بقرار توليها المنصب، لتصبح ثانى عمدة سيدة تتولى هذا المنصب بمحافظة كفر الشيخ، لتعم الفرحة منزل "العمدة"، ويتوافد إليه العشرات من أهالي القرية والقرى المجاورة، لتهنئتها بتوليها المنصب وأنه لم يخرج من منزلها عقب وفاة زوجها.

"حبيت أكمل مسيرة زوجي في خدمة الناس، والدي وأجدادي وزوجي كلهم كانوا عمد، وأنا كنت بقعد معاهم، وعارفة إزاي أحل مشكلاتهم وأتفاعل معاهم، الناس كلها بتحبني وتعرفني، وولادي دعموني في قرار ترشحي، أهل البلد طالبوني كتير بالترشح بعد وفاة زوجي العمدة رضا زرد، الذي تولى المنصب لأكثر من 60 عاما، حيث تولى العمودية منذ 23 فبراير عام 1953 إلى أن رحل في 17 يناير عام 2016، والحمد لله نلت شرف قرار وزير الداخلية اليوم بتعييني في المنصب"، هكذا عبرت العمدة نرمين محمود زرد، التي تولت منصب العمدة لقرية الحلافي التابعة لمركز كفر الشيخ، اليوم بقرار من اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية.

وقالت العمدة زرد، إنها تزوجت في سن صغيرة حينما كانت في الثانوية العامة، وأكملت تعليمها في كلية التربية قسم اللغة العربية، وأنجبت 4 أولاد أحدهم قبطان بحري، وواحد يعمل محاميا، والبنت تعمل ضابطاً في مديرية أمن كفر الشيخ، ولديها ابنها الأصغر في كلية الحقوق، وإنها ستجتمع بأهالي القرية، لبحث تعاونهم معها خاصة بعد تقديمهم الدعم لها خلال فترة الترشح، "أهل القرية دعموني، ووقفوا معايا، من كبيرهم لصغيرهم بيحبوني، وعارفين إني مبتأخرش عن حد فيهم لا أنا ولا ولادي، ومن وقت وفاة زوجي، وأنا واقفة معهم في كل همومهم قبل أفراحهم، ورثت العمودية عن أهلي وعارفة إزاي أتعامل مع المشاكل".

وأضافت في حديثها، لـ"الوطن": "تقدمت أنا واثنين من الرجال بأوراق ترشحنا، أحدهما توفي والآخر ما زال على قيد الحياة، لكني فوجئت بقرار تعيينى، وده شرف لى، وأنا لم أتردد لحظة واحدة حينما قرر أولادي وأهالي بلدتي ترشحى، وحبهم كان داعماً لي طوال تلك الفترة، فدائماً أتواجد معهم، وتقبلوا فكرة ترشحى، أصبح لدى الأهالى فى القرى ثقافة كبيرة، تؤهلهم لقبول امرأة في المناصب المختلفة، فالمرأة أصبحت وزيرة وسفيرة، ولا فرق بينهما إلا بالعمل والقدرة على العطاء واحتواء المشاكل وحلها جذرياً، وأثق أن الأهالى سيدعمون خطواتى المقبلة، وسأسعى جاهدة لحل المشكلات التى أراها بسيطة بحكم أننا جميعاً من بلدة واحدة، نحب بعضناً ونخاف على بعض".

تابعت العمدة نرمين: "أهل البلد سيكون لهم النصيب الأكبر فى مساعدتى فى حل المشاكل، فتعودت على ذلك من أيام تولى والدى وزوجى للعمودية، يعرفوننى جيداً ويعرفون قدراتى على التفاعل مع مشاكلهم جميعاً، سنحل جميعها بالود والاحترام والحب، لأن هذا دورنا، فالعمودية دورها تخفيف العبء عن المراكز والنقاط الشرطية، وحل المشكلات الصغيرة ومحاولة في الكبيرة قبل وصولها للمراكز، ليتفرغ ضباطنا وافرادنا لما هو أكبر، بالإضافة إلى أننى سأعقد لقاءات دورية مع الأهالى، لطرح ومناقشة مشكلاتهم، فمنزلنا ظل وسيظل مفتوحاً للجميع، فضلاً عن توعيتهم بحقوقهم وواجباتهم، ونشر الوعي والفكر والثقافة، فى ظل اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بنشر الوعى والتثقيف ومحاربة الأفكار المغلوطة، وأعامل الجميع كإخوتي وآبائي".

وأصدر وزير الداخلية، اليوم، قراراً بتعيينها عمدة لقرية الحلافي التي بها قرابة الـ8 آلاف نسمة، وتضم عدداً من القرى والتوابع، العمدة الجديد لديها 4 أبناء بينهم أبنة تعمل ضابطاً بإدارة العلاقات العامة والإعلام بمديرية أمن كفر الشيخ، وتعد ثاني سيدة تتولى المنصب في محافظة كفر الشيخ بعد العمدة عزة عبدالحميد، عمدة قرية كوم الحجنة التابعة لمركز بيلا.