"فشل زوجي في إقامة علاقة معي في ليلة الدخلة، وحاولت تهدئته، إلا أنَّه أحضر والدته وشقيقته لغرفة نومي، وحاولتا معي بين ترغيب وترهيب، لإحياء تقاليد قديمة ينبذها المجتمع في تلك الليلة، إلى أن هتكوا عرضي بـ"دخلة بلدي"، هكذا اشتكت "إسراء" من إحدى قرى محافظة الدقهلية، زوجها وأمه وأخته في محضر رسمي.

تذكرت "إسراء"، (18 سنة)، وحاصلة على دبلوم فني، ما حدث معها في تلك الليلة، أمام النيابة العامة، قائلة "تزوجت رسميًا، وفي يوم 15 مايو الماضي جرى  إشهار عقد الزواج، وكتبنا الكتاب، وتحدد للزفاف يوم 19 يونيو الماضي، وبعد ليلة جميلة ذهبنا إلى شقتنا الموجود في بيت أهل زوجي، وما أن بدأنا أول علاقة بيننا لم يتمكن من معاشرتي، وحاولت بعدها تهدئته، وأكدت له أن هذا من إرهاق اليوم، إلا أنه لم يقتنع بكلامي وخرج ثم عاد ومعه أمه وأخته اللتان يسكنان أسفل شقتنا، وقعدوا يتكلموا معايا، وقالوا لازم نأخذ الشرف علشان أهلك وأبوك يجوا بكرة يشوفوا الحاجة دي، وزوجك هو اللي هيعمل كدة بس بالطريقة البلدي باستخدام يده، فرفضت".

حاولت "إسراء" إقناعهم بالصبر والانتظار لليوم التالي، لكنهما رفضتا "قالوا لازم النهاردة نأخذ شرفك، وفوجئت بزوجي يكتفني من درعاتي خلف ظهري، ودفعني على الأرض، بمساعدتها، وأغمى عليا، وتوعدوني حينما أفقت لو حكيت شيء لوالدي".

تطورت مأساة "إسراء" سريعًا، فما حدث في أول ليلة تكرر في 5 ليال أخرى، وعندما حاولت أن تتحدث مع أمها عبر الهاتف حطمه لها، واعتدى عليها بالضرب، ولم يكن بإمكان أمي الاطمئنان عليّ إلا عبر هاتف زوجي، وحينها أخبرتها بكل شيء "غضب وضربني، وحضرت أمه أيضًا وضربتني معه، وحضر أحد الجيران، ومنعهم من الاستمرار في ضربي، وحينما حضر أبي وعلم بتفاصيل ما حدث، اصطحبني إلى مركز الشرطة وحررت محضرًا بما حدث، وطالب زوجي بالذهاب إلى طبيب ليعالجه".

واصلت "إسراء" الإجراءات القانونية ضد زوجها وأمه وأخته، وأحالت النيابة العامة الأمر إلى الطبيب الشرعي، وتضمن تقريره "بالكشف الموضعي عليها تبين وجود تمزق في غشاء بكارتها وتورم الحواف وبالكشف على عموم الجسد تبين وجود كدم داكن اللون واقع أسفل العين اليمنى ومثله يحدث من المصادمة بجسم صلب أيا كان نوعه في تاريخ سابق على تاريخ الكشف الطبي الشرعي بحوالي يومين أو ثلاثة".

وأحالت النيابة العامة المتهمين الثلاثة إلى محكمة الجنايات بالمنصورة، ووجهت لها اتهامات: "هتك عرض المجني عليها بالقوة بأن قاموا بالتعدي عليها بالضرب وقام المتهمان الأول والثانية بشل حركتها وتمكين المتهمة الثالثة من فض غشاء بكارتها كرهًا عنها فأحدثوا بها الإصابات الموصوفة بتقرير الطبيب الشرعي، وأنهم ارتكبوا الجناية المعاقب عليها بالمادة 268 /1 من قانون العقوبات المستبدل بالمرسوم بقانون رقم 11 لسنة 2011".

هدأت الأجواء وعادت الزوجة إلى بيت والدها ومع مرور الوقت تمكّن وسطاء من الإصلاح بين الزوجين، وعادت الزوجة إلى بيت الزوجية ولتحلوا الأجواء بينها وبين زوجها، وبعد نحو شهر ونصف انطلقت زغاريد حماتها لأول مرة داخل البيت "ألف مبروك إسراء حامل".

في ظل أجواء السعادة التي غمرت البيت ومحاولات الحفاظ على حمل "إسراء"، تغيرت معاملة الزوج وأمه وشقيقته معها إلى الطيبة، ولم يوجد ما يعكر صفو البيت، ونسي ثلاثتهم ما حدث، ليتفاجئوا بحضور مباحث تنفيذ الأحكام، لتلقي القبض على الزوج وأمه، لتنفيذ حكم غيابي بالسجن 15 عامًا بتهمة "هتك العرض"، ولم يعرفا أن السبب "محضر الزوجة" إلا وهما خلف القضبان.

حضرت الزوجة إلى غرفة المداولة لإعادة محاكمة المتهمين الثلاثة "الزوج وأمه وأخته" وهي حامل في شهرها الخامس، ولتعلن أمام المحكة تنازلها عن الشكوى، وتحكم المحكمة ببراءة الجميع.

وأكد الدكتور أحمد الشربيني، والدكتور أحمد غازي، دفاع المتهمين، أنَّ الزوجة أخبرت المحكمة بحملها من زوجها، وذلك بعد أنَّ عادت إلى منزل الزوجية من جديد بعد ما حدث معها في أول أسبوع بعد الزواج قبل الصلح بينهما.

وأمرت المحكمة بإخلاء سبيل المتهمين، وقضت ببراءتهما وذلك بعد إعلان الزوجة تنازلها عن شكواها حفاظًا علي بيتها.