رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"إيمان".. دكتورة جامعية تروي رحلتها مع الجهاز التعويضي: "الإعاقة مش مبرر للتنازل عن الأحلام"

كتب: نرمين عصام الدين -

08:26 م | الأحد 04 نوفمبر 2018

إيمان فوزي

بالمبنى الجامعي ومنذ أن كانت طالبة بالمقعد الطلابي حتى أصبحت مدرس بقسم المكتبات والمعلومات بكلية الآداب جامعة حلوان، واجهت الدكتورة إيمان فوزي تحديات عدة مع الاستعانة بـالجهاز التعويضي؛ لتتمكن من الحركة والسير باعتدال، حتى الوصول إلى القاعة لإعطاء محاضرة الصباح بالطابق الرابع.

"تضطر أن تصعد درجات السلم بمساعدة نفسها، لعدم وجود مصعد كهربائي بالقسم الذي تدرس به" والذي تعتبره تحدِ من نوع يراه البعض من القادرين وكأنه أمرًا عاديا، إلا أنه قد يشكل صعوبة مع الذين يواجهون إعاقة في الحركة.

لأكثر من 30 عامًا، تتعامل الدكتورة إيمان مع الأجهزة التعويضية، منذ اكتشاف إصابتها بمرض شلل الأطفال في عمر العامين، وتروي أن والديها في بدء الأمر كانا يحملانها على كتفيهما حتى شراء أول جهاز بعد 4 سنوات من اكتشاف المرض.

وتحكي إيمان فوزي البالغة من العمر 38 عامًا، قصة رحلتها ولجوءها إلى الاستعانة بـ "الجهاز التعويضي" لتستطيع الحركة، حيث وصفت يوم معرفة أسرتها بإصابتها بالمرض بـ"العصيب"، موضحة أن الأطباء في مستشفى أبوالريش، شخصوا حالتها ومكثت 60 يومًا بالمستشفى، موضحة أن الفيروس تركز في الأطراف قائلة: "تعاملي مع المرض كانت اجتهادات شخصية، ومكنش عندنا وعي كامل".

عملية جراحية في الحوض والقدم، لتعديل اعوجاج العظام، تلك العملية الأولى التي أجرتها إيمان تمهيدا لارتداء جهاز تعويضي في سن الـ5 سنوات، وشراءه من مكان مخصص، وذلك في أوائل الثمانينات من القرن الماضي.

وتضيف الحاصلة على دكتوراه في المستودعات الرقمية، لـ"هن"، أن من بين الإعاقات التي واجهتها أن الجهاز كان سيء جدًا على الجسم، حيث إن من يصممه فنيين وليس متخصصين، وكان ثمنه وقتها 2000 جنيه وقادتها الصدفة قبل 4 سنوات إلى التعامل مع شركة حياة لذوي القدرات الخاصة والمختصة في صناعة الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية، مشيرة إلى أنها من الممكن أن تجري صيانة دورية للجهاز للتأكد من صلاحيته، مضيفة: "الشركة بها موظفين قادرين على مساعدة غير القادرين من ذوي الاحتياجات الخاصة، في ظل قلة المؤسسات الداعمة والراعية لتلك الفئة".

تذكر إيمان تحديان آخريان؛ الأول وهي في سن الـ12 عامًا، حيث أجريت 6 عمليات جراحية خاصة بالركبة، للتعامل مع الجهاز الصناعي، والثاني حين أبلغها عميد كلية التربية بأنها لم تستطع الالتحاق بالكلية، وذلك رغم اجتيازها شروط الالتحاق بعد إتمام شهادة الثانوية العامة: "كنت مكسورة النفس بسبب اللي حصل بسبب إعاقتي، ما زاد إصراري على تحقيق التميز الدراسي".

وتحكي إيمان عن صعوبات الدراسة الجامعية في استقلالها المواصلات العامة، بالإضافة إلى حرصها على الحضور الدائم للتدريبات، برفقة والدتها، حتى اشترت سيارة خاصة، معبرة عن حبها لسيارتها الخاصة قائلة: "بتحرك بحريتي مش لازم يكون معايا حد، اتنقل بين أبنية الجامعة بحرية وسط طلابي"، بينما ترى المكرمة من "الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات"، أن هناك نوعًا آخر من الاستقلالية في تكوين أسرة قائمة على الاحترام والتكافؤ المتبادل، مؤكدة أن الإعاقة ليست مبررا للتنازل عن الأحلام.

تتمنى إيمان قبل انتهاء 2018، أن تطبق فكرة الإتاحة في مصر، بموجب تخصيصه عاما لذوي الاحتياجات الخاصة، منتظرة من المؤسسات التعليمية إعلان قدرتها على استيعاب القادرين وغير القادرين من الطلاب.

"إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"، جملة استعانت بها أسوة بقول الرسول (صلى الله عليه وسلم)، مؤكدة إصرارها على تحقيق حلمها ونقل تميزها إلى طلابها: "طلابي هم أولادي الذين لم أرزق إنجابهم".