رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

في يومها العالمي.. فتيات يروين تجاربهن مع "التأتأة"

كتب: آية المليجى - إسراء جودة -

11:22 م | الإثنين 22 أكتوبر 2018

اليوم العالمي للتأتأة

اضطراب كلامي يصيب بعض الصغار والكبار، يتعطل خلاله تدفق الكلام لديهم بواسطة التكرارات اللا إرادية أو الإطالة في الأصوات أو المقاطع الصوتية أو الكلمات والعبارات، يشخصه الأطباء بالتلعثم أو التأتأة، تسببها بعض العوامل النفسية أو الخارجية، وهو الاضطراب الذي خصصت بعض المنظمات الأممية والهيئات المعنية، اليوم، للاحتفال به سنويًا والتضامن مع مرضى "التأتأة" حول العالم، وتوعية الجميع بكيفية التعامل معهم.

خوف مستمر صاحب الأم الثلاثينية دعاء ناصر عند ملاحظتها تراجع قدرة طفلها ذو الـ4 أعوام على التحدث بطلاقة كما اعتاد سابقًا، إذ واجه صعوبة في نطق الكلمات بعدما تعرض شقيقه للضرب على يد والدهما، وتقول لـ"هن": "التأتأة بتزيد عنده وبيغمض عينيه جامد وهو بيتكلم وبيمد في الكلام"، وهو ما حاولت الأم تجاوزه معه بإعادة الثقة إليه من جديد ومنحه فرص أكبر للحديث والتواصل مع الآخرين.

تجربة أخرى بطلتها شابة عشرينية، تدعى "رنا. س"، توجهت لطبيب إثر شعورها بصعوبة بالغة في تجميع الجمل ونطقها بسلاسة، لكنها لم تحصل على الاستفادة المرجوة بعد تلك الزيارة، إذ شخّص الطبيب حالتها بـ"اضطراب الوسواس القهري واكتئاب وقلق مرضي"، وهو ما لم تجده رنا سببًا حقيقيًا لحالتها الصحية.

حيرة شديدة أصابت رنا حول أسباب تلعثمها المستمر، أشعرتها بالرغبة الدائمة في الانعزال والبقاء وحيدة: "مش عارفة توصيف حالتي بس كل اللي أعرفه عن نفسي إني مش كويسة خالص وبخاف وأنا لوحدي"، وهو ما ضاعف شعورها بأنها تعاني حالة مرضية "غير طبيعية"، كما وصفتها، لكنها تحاول مؤخرًا السيطرة على مشاعرها وتجاوز محنتها بمساعدة بعض الأصدقاء المقربين منها.

تكليف دراسي بمادة "اضطرابات النطق" للسعودية شيماء قهوجي خلال عامها الأخير بكلية التربية، تطلب تجسيدها لشخصية مريضة بالتأتأة ليوم كامل، تحت إشراف أحد طلاب الماجستير الأكبر عمرًا، جعلها تتعامل لعدد من الساعات مع طلاب آخرين لا يعرفونها بطريقة المتلعثمين.

تأخر في نطق الكلمات وتجاهل بعض الأحرف، كانت الطريقة التي اتبعتها شيماء في التواصل مع الآخرين خلال اليوم، حسبما أوضحت عبر حسابها الشخصي بموقع "تويتر"، مشيرة إلى أن أصعب المواقف التي واجهتها تمثلت في ردود فعل الآخرين تجاهها، ما جعلها أحد التجارب التي لا يمكنها نسيانها على الإطلاق.

وحللت الدكتورة هالة حماد، الاستشاري النفسي بالمركز البريطاني للأطفال والمراهقين، الأنواع المتعددة لمشكلة التأتأة التي تصاحب البعض، فربما يتلعثم الشخص في نطق حرف محدد، أو كلمة، وربما تأتي التأتأة في عدم نطق الجمل بشكل صحيح.

وأوضحت حماد، في حديثها لـ"هن"، أن التأتأة تصيب الأشخاص في مختلف المراحل العمرية، وغالبًا ما تكون مرحلة الطفولة، وترجع أسبابها في هذه المرحلة إلى مرور الطفل بضغط نفسي شديد مثل معايشته للخلافات التي تقع بين والديه، أو تعرضه للتنمر من زملائه في المدرسة، ومن ضمن الأسباب أيضًا هي تميز الطفل بالذكاء الشديد وتبعثر الأفكار لديه.

وفي هذه الحالات، عادة ما تنصح حماد، بأن يتم تأجيل بدء جلسات التخاطب، وتقييم حالة الطفل النفسية وإبعاده عن جميع المؤثرات النفسية التي تزيد من ضغوطه، موضحة أنه بعد مرور فترة زمنية تنتهي هذه المشكلة لدى الطفل، مع مراعاة عدم إظهار الأسرة علامات الغضب عندما يتلعثم الطفل في حديثه، أو مساعدته في استكمال الحديث، والانتظار حتى يستطيع الانتهاء من حديثه.

وعن إصابة كبار السن بهذه المشكلة، أوضحت استشارية الطب النفسي، أنه عند تعرضهم لبعض الأزمات الصحية مثل الإصابة بالجلطات أو الشلل، تكون التأتأة أحد الآثار الجانبية التي يمكن الإصابة بها، مطالبة بضرورة مساندة أصحاب تلك المشكلة نفسيًا، سواء أطفال أو كبار السن، وفي حالة خضوعهم لجلسات التخاطب يجب متابعة تدريباتهم، المتمثلة في التفكير بهدوء وتحديد أوقات التحدث والتوقف عن الكلام.