رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هي

عمليات التجميل تمنح الأمل للمرضى.. ونور: "مقلتش لجوزي عشان صعبت عليا نفسي"

كتب: آية أشرف -

01:03 م | الجمعة 19 أكتوبر 2018

عمليات التجميل تمنح الأمل للمرضى

يجبر سرطان الثدى بعض السيدات على التخلى عن جزء من أنوثتهن، ما يضعها فيما بعد بدائرة التساؤلات، ماذا أفعل؟ وكيف أقتنع بما أصبحت عليه الآن؟ وما الخطوة المقبلة؟ هل استسلمت للمرض، أم أن للطب رأياً آخر؟، لكن عمليات إعادة البناء بها الإجابات عن معظم تلك التساؤلات، وتعد نقطة مضيئة لمريضات يتمسكن بأى أمل.

«وعمليات إعادة البناء هى محاولات لإعادة مظهر السيدة الأنثوى من جديد»، هكذا توضح الدكتورة سارة الزيتون، مساعد استشارى جراحة الأورام بمستشفى بهية، أهمية تلك العمليات والهدف منها، عقب الاستئصال، مؤكدة أن الأمر لا يمكن حسمه بسهولة، فلا بد من علاج الأورام فى البداية، والخضوع للجنة طبية متخصصة قبل البدء بالعملية، بالإضافة للتأهيل النفسى خلال فترة العلاج وقبل وعقب العملية.

وأضافت «الزيتون»، خلال حديثها لـ«الوطن»، الأمر لا يتناسب مع كل المريضات، بسبب بعض العوامل أهمها تقدم العمر، قائلة: «لو المريضة سنها كبير ممكن ماتستحملش العملية وهى أفضل للفتيات الصغيرات»، بالإضافة إلى أن العملية لا تلائم المدخنات، وذلك لقدرة التدخين على تقليل التئام الجروح، فضلاً عن رفض الجسد فى هذه الحالة التحام الأجهزة الخارجية.

وعن الخطوات الأساسية لعملية إعادة بناء الثدى، أكدت دكتورة الجراحة أنه فى البداية يتم وضع جهاز مُمدد للجلد، وحقنه حتى يتم انتفاخه بالمقاس والحجم الملائمين للمريضة، ومن ثم حشوه، إما من خلال استقطاب عضلة من الظهر ولفها ووضعها مكان الثدى، أو حشوه بالسيليكون، كما يتم أيضاً إعادة بناء «حلمة الثدى» من الجلد، حتى يصبح الشكل النهائى مماثلاً تماماً لمظهر الثدى الطبيعى.

«7 سنوات حاربت خلالها المرض دون استسلام»، قصة مؤلمة عاشتها هبة هاشم مع والدتها وحفرت فى رأسها الذكريات عن سرطان الثدى الذى هاجم والدتها بشدة حتى اضطرت لاستئصال الثدى، رغم حالتها النفسية الجيدة التى جعلتها «تتعامل معاه كأنه مش موجود، ويمكن ده اللى طول عمرها شوية».

رغم ذلك واجهت المرض دون تدخلات تجميلية، وارتضت شكلها الجديد، حيث «استأصلت صدرها ورفضت إعادة بنائه من جديد»، وحسبما قالت ابنتها، فإن الأطباء نصحوا والدتها بضرورة استئصال الورم من خلال إزالة جهة واحدة من الصدر، الأمر الذى نزل كالصاعقة على المريضة، حيث كانت قطعة من أنوثتها تتحطم أمام عينيها بأمر من السرطان.

وعن عملية إعادة بناء الثدى بدلاً من الذى تم استئصاله، أوضحت ابنة المريضة أن والدتها رفضت تماماً إجراء العملية، أو ارتداء حمالات الصدر السيليكون، لإحساسها بأنها لن تخضع للسرطان، وتتركه يتحكم فيها وفى مظهرها: «كانت بتلبس واسع عشان محدش ياخد باله وتتضايق»، وعقب الاستئصال خضعت لمرحلة العلاج الكيماوى، ومن ثم جلسات الإشعاع، وفى النهاية التزمت بالمتابعة الشهرية للاطمئنان.

«ماكنتش عارفة يعنى إيه سرطان ثدى، مع إنى متجوزة وكبيرة، وقفت فى يوم قدام المراية بعد الاستحمام لقيت كلكيعة فى صدرى وقتها بس اترعبت وافتكرت كلام صاحبتى عن مرض والدتها»، بهذه الكلمات سردت «نور»، 33 عاماً، مريضة بسرطان الثدى، أول مشوارها مع المرض الخبيث، التى كانت دوماً ما تحاول الهروب من القراءة حوله، أو حتى مشاهدة إعلانات عنه».

وتابعت «نور» لـ«الوطن»: «صبرت، بس بعد 6 شهور الكلكيعة كبرت، ولما كشفت فى معهد الأورام اتصدمت إن عندى سرطان ثدى». أسئلة كثيرة دارت فى ذهنها عقب إخبارها بالأمر وبضرورة استئصال الثدى، حتى خضعت السيدة الثلاثينية بالفعل لعملية الاستئصال، ومن ثم عملية إعادة بناء الثدى مباشرة، التى استعان فيها الطبيب على الفور بعضلة من ظهر المريضة، ووضعها مكان الثدى بشكل احترافى، على حسب قولها، أظهر الأمر أشبه بالطبيعى.

واختتمت «نور» كلامها، مشيرة إلى أنها لم تستطع الاعتراف بالحقيقة كاملة، حتى لا ترى فى عينى زوجها الشفقة، ولكنها قالت إنها استأصلت «الحلمة» مع جزء صغير وتم تعويضه بالجراحة، مؤكدة أنها بالفعل خضعت لثمانى جلسات كيماوى، وخمس وعشرين جلسة إشعاع، ومن المفترض أن تخضع للعلاج الهرمونى على مدار خمس سنوات مقبلة.