رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بالصور| محجبة مسلمة تحتفل برأس السنة العبرية بالمعبد اليهودي: "عيشت يوم مبهج"

كتب: يسرا محمود -

08:25 ص | الأربعاء 12 سبتمبر 2018

احتفال برأس السنة العبرية

إضاءة خافتة تصدر من مصابيح زجاجية صغيرة الحجم، تكشف بوضوح معالم معبد "شعار هاشامايم" اليهودي في القاهرة، المزين من الداخل بـ"نجمة داود" معدنية وشَمعِدانات سباعية، تنعكس أشعتها على أوجه المُنصتين لقداس احتفالية رأس السنة العبرية، بينهم شابة مُتجملة بحجاب مُلفت للأنظار، تتابع بشغف وانبهار طقوس الفعالية الدينية، بالتزامن من إحياء الذكرى السنوية للهجرة النبوية.

"المسلمون والمسيحيون كانوا أضعاف اليهود".. ملاحظة رصدتها "فاطمة السيد" أثناء وجودها في "شعار هاشامايم"، راوية لـ"الوطن" تفاصيل القداس، البادئ بخطبة دينية باللغة الإنجليزية، تخللتها آيات عبرية من العهد القديم، أداها "حاخام" أمريكي، آتى إلى مصر لأول مرة في مهمة عقائدية، لإحياء ليلة عام 5779 الجديد، طالبا من طائفته الصلاة احتفالا بالعيد، والدعاء بانتشار السلام ورضا الرب، بحضور صديقات رئيسة الطائفة اليهودية ماجدة هارون من ديانات مختلفة، والدكتور محمد أبو الغار والكاتبة أمينة شفيق، ومجموعة من السفراء والشخصيات العامة.

نسخة نادرة لـ"التوارة" ذات وزن ثقيل، مُررت على الحضور داخل صندوق خشبي مزين بنقوش فضية، للتبارك بالكتاب المقدس، لمسته أيادي يهودية ومسيحية ومسلمة، حتى وصل إلى "فاطمة" التي قَبلته تقديرًا لما يحتويه من كلام الله، وبعدها حُفظ في غرفة مظلمة بالطابق العلوي للمعبد.   

صوت موسيقي صادر من "بوق" يشبه قرون الغزال، أنبأ بانتهاء التعبد واستكمال بقية المراسم، بتوزيع شرائح من التفاح الأحمر الممزوج بالعسل الأبيض، وأطباق صغيرة من حبات الرمان، كعادة دينية ثابتة عند حلول رأس السنة الجديدة، لتتصدر صديقات "ماجدة" المسلمات والمسيحيات المشهد، متوليات مهمة تقديم الفاكهة للحضور، وتهنئة الطائفة اليهودية بالعيد المقدس، "حسيت إنهم شبه أصحاب العروسة، اللي بيباركلوا للمعازيم، وبصراحة الساعة اللي قعدتها معاهم مبهجة جدًا، أنا فعلا عيشت يوم مختلف ومميز".

10 دقائق ظفرت بهم خريجة كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، للحديث مع رئيسة الطائفة اليهودية بعد انتهاء الحفل، محققة حلمها برؤيتها والإنصات إلى أرائها الوطنية المعتدلة، بفضل صديقهما المشترك المفكر "وصفي هنري"، المدبر للمقابلة، لتحكي أن حضورها القداس جاء بـ"محض الصدفة"، نتيجة إلحاحها المستمر على أستاذها المثقف برؤية "هارون"، ليخبرها أنها ستتواجد بالقداس، الذي اعتبره "فرصة" يمكن ألا تعوض بسهولة لاحقا، لتستمتع بحوارها عن أهمية احترام العقائد، والتعامل مع العبادات كعلاقة ربانية، لا يحق للبشر التدخل فيها وتقييمها.

المناقشة الراقية نشطت ذاكرة المترجمة المسلمة، مسترجعة تفاصيل أول كتاب قرأته، عن متبعي ملة موسى بشكل مقتضب، المسمى بـ"هرمجدون"، المليء بخطابات عدوانية عن اليهود من وجهة نظرها، ما دفعها للبحث عن الفروق بين الديانة السماوية واعتناق الصهيونية، فوجدت ضالتها خلال إجرائها بحث عن تاريخ القضية الفلسطينية أثناء تطوعها في نموذج محاكاة المؤسسة الدولية "ألمن"، مكتشفة وطنية اليهود المصريين، الرافض أغلبهم للسفر إلى إسرائيل، مهاجمين الفكر الصهيوني، ما دفعها للاستزادة بقراءة "شتات اليهود المصريين" للمؤلف جوئل بينين، متيقنة أنهم أصحاب أثر قوي في تاريخ مصر.

البحث المعمق عن تاريخ اليهود من أصحاب الجنسية المصرية ومواقفهم النضالية وآثرهم الواضح في مجالي الفن والاقتصاد، جعلها تخطط لقراءة متعمقة في ذلك الملف الشائك مستقبلا، للتعرف على الجزء المفقود من تاريخ الوطن.