رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

والدة أصغر أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي: خضع للتحقيق دون محامٍ.. وتعرض للتعذيب

كتب: آية المليجى -

11:16 ص | السبت 11 أغسطس 2018

والدة أصغر أسير: خضع للتحقيق دون محامٍ.. وتعرض للتعذيب

وجه سكنه الحزن ونظرات اشتاقت لرؤية طفلها يعود لمنزله من جديد ويملأ أرجاءه بشقاوته المعهودة، فضحكات شادى فراح، أصغر أسير فلسطينى، ما زالت ترن فى أذنَى والدته فريهان أفراح، التى تحتضن ملابسه لعلها احتفظت برائحته وتنظر إلى ألعابه فتحدثها بأن موعد تحريره لم يتبق منه سوى أشهر قليلة.

عامان ونصف مضت على غياب «شادى» عن منزله مرت كأنها سنين عجاف على والدته، فما زال مشهد اعتقاله يطاردها فى أحلامها وصرخاته الطفولية التى لم تشفع فى صدور الاحتلال، الذى قبض عليه حينما كان برفقه زميله فى طريقهما للعودة إلى المنزل بعدما انتهيا من يومهما الدراسى، فأوقفهما الاحتلال وبقوته المتغطرسة أدخل الرعب فى صدورهما للتفتيش فى حقائبهما المدرسية، فقيدوا أيديهما وألقوا بهما داخل سيارتهم متوجهين بهما إلى مركز التحقيق بتهمة حيازة سكين ومحاولة طعن الجنود.

صرخات عالية أطلقتها «فريهان» حينما علمت بنبأ اعتقال ابنها «شادى» الذى اعتاد اصطحاب شقيقه الأصغر للنادى، ومشاركة شقيقته رقصات الدبكة الفلسطينية ولعب الجمباز مع شقيقته الأخرى، أصبح أصغر أسير فلسطينى اعتقله جنود الاحتلال فكان عمره آنذاك 12 عاماً، بحسب حديثها لـ«الوطن».

 

 

أخذ الاحتلال «شادى» إلى أحد مراكز التحقيق وداخل غرفة انخفضت درجة حرارتها قبع «شادى» مجرداً من ملابسه وعلى جسده الضعيف آثار الاعتداء الذى تلقاه من الاحتلال، محاولات عنيفة ظل يتعرض لها «شادى» خلال جلسات التحقيق التى دامت لعام كامل دون وجود محامٍ، لانتزاع اعترافات بالقوة منه، لكن الأمر ظل بالنسبة إليه أفظع من كابوس ثقيل لم يستطع أن يفيق منه.

وفى محاكمة خلت من موازين العدل سمح الاحتلال لنفسه بتطبيق قوانينه الغاشمة، حيث أصدر حكمه بالسجن الفعلى 3 أعوام، بالإضافة إلى 5 أعوام أخرى مع وقف التنفيذ ودفع غرامة قدرها 5 آلاف شيكل، امتلأت أرجاء القاعة بصرخات «شادى» وظل يضرب رأسه بالجدار «ماما هدول مجانين حاكمونى 3 سنين، طلعونى من هون».

انتقل «شادى» إلى المؤسسة الخاصة بالمعتقلين القاصرين فى مدينة طمرة بالجليل الأعلى شمال فلسطين، ليقضى بداخلها سنوات طفولته الضائعة، وتقبع «فريهان» داخل منزلها لم تخرج منه سوى لزيارة الأسرى المحررين لعلها تطمئن على أحوال ابنها أو ذاهبة لمنازل الشهداء.

لحظات صعبة ما زالت تعيشها «فريهان» فى ظل غياب طفلها المدلل، كان أصعبها عيد ميلاد «شادى» الـ13 الذى تزامن مجيئه مع يوم محاكمته حيث حضر أصدقاؤه وأقاربه وتغنوا قبل بداية المحاكمة بأصواتهم التى حملت أمنيات بخروجه معهم.

ثلاث زيارات فى الشهر الواحد سمح بها الاحتلال لأسرة «شادى» لزيارته والاطمئنان عليه، ليستقبلها «شادى» بابتسامته الدائمة محاولاً أن يطمئنها على أحواله «دايماً يقول لى ما تخافى علىّ وما تظلى تبكى أنا منيح».

«اقرأ كتب قد ما تقدر واتثقف» نصيحة دائماً ما ترددها «فريهان» على ولدها «شادى» خاصة بعدما انتهى من دراسة الصف العاشر داخل المعتقل «نفسه يدخل كلية الطب أو هندسة البترول، نفسه يتعلم ويخدم بلده بعلمه».