رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"الضغوط النفسية والتسلية".. لماذا تدخل الفتيات "نفق التدخين"؟

كتب: روان مسعد -

02:38 م | الخميس 09 أغسطس 2018

صورة أرشيفية

داخل فقاعة من الدخان تحاول بعض الفتيات الهرب من ضغوط الحياة اليومية، ولعله ليس مبررا قويا لتدمير صحتهن، لكن هن رأوا في التدخين ارتباط شرطي بضغوط نفسية وربما اجتماعية وعاطفية، تدفعهن للتدخين على أوقات متفرقة وأحيانا بشكل يومي.

بدأت منار أحمد، التدخين منذ كان عمرها 16 عاما، فعائلة الأب متفتحة إلى حد ما وكانت العمات يدخن مع الأعمام في المناسبات والجلسات العائلية، عكس عائلة الأم منغلقة إلى حد ما، لذا لم تجد الفتاة وهي صغيرة عيبا من التدخين أو وصمة، قائلة: "في الأول كنت بدخن في المناسبات وخبيت على أهلي وجوزي"، لكن الخروجات مع الأصدقاء كانت المتنفس للفتاة العشرينية، والتي تجد فيه براح للتدخين.

رغم إصرار "منار" على التدخين، حاول زوجها إقناعها بالكف عنه مرارا، للحفاظ على صحتها، "كان خايف أخلف أطفال مشوهين"، لكنها لم تستمع له وظلت العادة ملازمة لها، وعندما فاض الزوج بالأمر قال لوالدتها في إحدى المشاجرات وكان رد فعل الوالدة "كوميدي" بحسب وصف "منار " قائلة: "ماما بصتلي بمنتهى الهدوء وقالتلي صحتك يا بنتي"، هكذا فرضت التدخين على الأسرة، وفي إحدى المرات وجد زوجها السجائر في حذاء "بوت" الشتاء، فما كان منه إلا أن انصاع للأمر الواقع وتركها للتدخين، "قالي خلاص مفيش فايدة فيكي".

"شعور ممتع أنك تبصي للدخان في الضلمة".. حالة نفسية سيئة حولت "منار" من الفتاة التي تدخن في المناسبات والخروجات إلى أخرى تدخن ما يزيد عن ثلاثة علب سجائر، بعد وفاة زوجها واضطراراها إلى تحمل مسؤولية الأطفال بمفردها، فأصبح التدخين متنفس "سيء" لحالتها المزاجية الصعبة، وبعد 13 عاما يصبح الإقلاع عن التدخين أمر مستحيل، كما تقول، لكنها مصرة على أنها عادة سيئة ولا ترغب مطلقا بأن تكون في أولادها.

ياسمين محمد بدأت مشوار التدخين منذ كانت في الثانوية العامة وكانت تقوم بسرقة السجائر من علبة أبيها، "توتر الامتحانات خلاني أفكر يمكن بعد ما أشرب أكون أحسن"، هكذا بدأت ثم حكت لإحدى صديقاتها بأنها دخنت ووجدت صديقتها الأخرى تدخن، ما جعل شعورها يتحسن بأنها لا تفعل أمر خاطئ، خاصة بعد التركيز الذي شعرت به في المذاكرة بعد شربها للسجائر، "طعمها معجبنيش بس ماسكتها عجبتني".

بدأت "ياسمين"، ذات الـ27 عاما، وتعمل في إحدى شركات الدعايا والإعلان، بعدها في شراء السجائر مع صديقتها، ومنذ 11 عاما أصبحت السيجارة تعود وليست مصدر للتركيز قائلة: "بس بقيت أحس اني من غيرها مش هعرف أعمل حاجة"، ومع دخول الفتاة للجامعة لم يعد للكسوف مكان، وأصبحت تدخن أمام الجميع خاصة بعد أن وجدت بأنها عادة طبيعية بين الفتيات، "لما بكون مضايقة مش بتساعدني، بس لما أكون متعصبة بتهديني وبطلع فيها غلي"، مؤكدة أن اعتراض الأهل نبع في البداية من الخوف على صحتها، لكنه لم يعد له مكان، فهم يتعاملون معها وشقيقها باعتبارهما مستقلين، "أهلي بيقولوا انتوا عارفين الحلال والحرام وكبار كفاية وهتتحاسبوا لوحدكم"، لذا أصبح قرار التدخين أو الإقلاع عنه في يدها، وتحاول باستمرار تقليل السجائر.

دنيا محمد أول ما جال بخاطرها عند بدئها للتدخين هو تخفيف التوتر بعد مشاكل أسرية، وكانت حينها شرهة للسجائر وتعدت حينها الـ25 عاما، ثم استمرت في الموضوع وبدأت في الزيادة حتى أصبحت تدخن للتسلية قائلة: "طعم السجاير وحش أوي بس إحساسها تحفة"، ولم تجرب حتى الآن الإقلاع عن التدخين حيث بدأ زوجها في تقبل الأمر ومشاركتها إياه، ورغم علمها بأضراره لا تزال تدخن للتسلسة وقتل وقت الفراغ.