رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"دلبار".. أذربيجانية جاءت مع أبيها «الجاسوس الروسى».. وتزوجت فى سن الـ14

كتب: أحمد العميد -

07:00 م | الإثنين 16 يوليو 2018

دلبار

لم يكن لديها إرادة حينها، فقط الأقدار هى التى ألقتها وإخوتها إلى الجحيم فى سوريا، لم تكن لها يد فى أى من مراحل حياتها، والأمواج تتقاذفها من محطة إلى أخرى، لم نعتمد فقط على حديثها الذى كان به شىء من الصعوبة لتعلمها العربية حديثاً، بل سألنا أيضاً الأجهزة المعنية، وتأكدنا من القصة، فـ«دلبار ماموفيدا» الفتاة الأذربيجانية المسلمة البالغة من العمر 18 عاماً، جاءت إلى سوريا قبل 5 سنوات حينما كان عمرها 13 عاماً فقط بصحبة 3 من إخوتها الصغار، أتوا مع والدها الذى كان جاسوساً لدولة روسيا، حيث كانت مهمته جمع المعلومات عن الفصائل الإسلامية فى سوريا وإرسالها إلى الروس. «أمى وأبى انفصلا، أمى تعرف رجلاً تركيا وراحت هناك وتزوجت، وأنا فى أذربيجان مع إخوتى أعيش مع أبى وجدتى، أمى رفضت أنا وإخوتى، وأبى أخذنا إلى سوريا»، بهذه الكلمات استهلت «دلبار» حديثها لتوضح حالتها الأسرية التى انبثقت منها ظروف دفعتها إلى سوريا لتعيش داخل أخطر التنظيمات الإرهابية «تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام» (داعش)، مشيرة إلى أن والدها أخذها وإخوتها إلى تركيا فى مدينة «غازى عنتاب»، ومنها تسلل إلى سوريا، حيث وصل إلى سوريا عام 2013 قبل إعلان الخلافة الإسلامية فى سوريا والعراق، وعاش فى أراض تخضع لسيطرة التنظيم فى منطقة «كفر حمرة» فى منطقة جبال سمعان بمحافظة حلب، لافتة إلى أنها شعرت بالخوف بسبب رؤيتها للأسلحة مع كل الناس فى الشوارع، معلقة: «كنت أسأله وأنا فى الطريق، يقول لى رايحين مكة».

وتتابع: «فى أذربيجان كنت أشوف البارودة مع الشرطة أخاف، وسألت أبوى ليش احنا هنا؟ قال لى: مو بيدى، أمك اللى رجعتك، أمك ترفضكم، وأبى كان يعمل مع مخابرات روسية، وكان يجمع معلومات ويرسلها لروسيا»، مشيرة إلى أنها كانت صغيرة ولا تعرف معنى الجيش الحر أو النظام، وأن هذه ليست بلدها، وأوضحت أن والدها استغلهم فى إقناع الفصائل الإسلامية بأنه جاء بأسرته حتى لا يشكوا فى الهدف من انضمامه إلى تنظيم «داعش»، لكن بعد عام تم كشفه وجاءه اتصال من الروس ينصحونه بالهروب، وهو ما فعله، لكن قبل عبوره الحدود التركية أدرك «داعش» محاولته، وذهبوا خلفه وقبضوا عليه: «أجت سيارة تيوتا ورجال معهم سلاح، رفعوا علينا بارودة، وخدوا أبى وحطونا فى مضافة رجال فى الرقة»، وأخبروها أن والدها ذهب لإنهاء بعض الأوراق وسيأتى إليهم للسفر. وتضيف «دلبار» أن عناصر داعش أخبروها بعد أيام من القبض على والدها أنه قُتل فى قصف طيران، ومنعوها من الخروج هى وإخوتها، معلقة: «لكن بعد أسبوعين قالوا أبوك ما قُتل من الطيارة، أبوك كان لازم يموت ونحنا ذبحناه، وعمرى وقتها كان 14 عاماً»، لافتة إلى أن أحدهم أخبرها بأنه سيتزوجها، لكنها رفضت الزواج لأنها صغيرة، فقاموا بالضغط عليها بإرسال أشقائها إلى العراق، ثم أخبرها بأنها إن لم توافق على الزواج سيزج بها فى السجن، فوافقت على الزواج حتى لا تدخل السجن، وتزوجت من داعشى سورى وعاشت فى الطبقة، وأعاد لها أشقاءها، من العراق وأنجبت منه طفلاً، لكنه قُتل فى المعارك وابنها فى شهره الثالث، معلقة: «رُحت المضافة حتى أسوى ورقة إنى أتزوج ليكون معى محرم فأخرج وأهرب، لكن الحرب فى الطبقة ما سمحت، وانتقلت إلى مضافة فى مدينة «العشارة» التابعة لمنطقة «الميادين» بدير الزور شرق سوريا، إلى أن جرى القصف وخرجت مع المدنيين قبل 8 أشهر، وتم جلبى إلى مخيم عين عيسى».

وتقول «دلبار»: «إحنا هنا بدون ذنب، أنا مو داعشية لأن اللى جرى مو بكيفى، لو بكيفى على راسى، وأنا أفكر ليش روسيا ما تاخذنا؟ بوتين السبب، ليش ما ياخذنا؟ أبوى كان يعمل مع روسيا، أنا كنت أشوف سوريا فى التليفزيون وكتير أكون حزينة وخايفة عليهم، ما أتوقع إنى آجى هنا وأكون معاهم فى الجحيم».

الكلمات الدالة