رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

التحرش والاكتئاب والصورة السلبية عن الجسد.. لماذا تكره القاصرات أنوثتهن؟

كتب: وكالات -

03:26 م | الأربعاء 20 يونيو 2018

صورة أرشيفية

الكثير من الفتيات يبلغن في سن مبكر، لكن الطريقة التي يتجاوب بها المجتمع مع بلوغهن قد تلحق آثارا دائمة بصحتهن البدنية والنفسية.

ما زلت أذكر المرة الأولى التي حملق فيها شخص غريب في ساقي العاريتين، كان ذاك في الصيف السابق لبلوغي الحادية عشرة عندما كنت في أحد المحال الصغيرة قرب بيتنا، وقف هذا الرجل خلف أمي وخلفي في طابور الدفع، وكان يحملق فيّ من أعلى إلى أسفل، كان في عمر أبي، ولم تكن نظراته تنم عن الطيبة" حسبما ذكرت "بي بي سي".

"كنت من أولئك البنات اللاتي بلغن مبكرا وبدا جسدي أكبر من سني. لم يكن عقلي يستوعب التغيرات المتلاحقة بجسمي، تلك النظرات المحدقة من الرجال أشعرتني بالخوف، وفي كل مرة أطبق أحد الغرباء شفتيه مقبِّلا الهواء أثناء مروري كانت دقات قلبي تتسارع ويجف حلقي".

"حتى الآن إذ أغلقت عيناي أكاد أسمع البذاءات التي كانوا يطلقونها من نوافذ سياراتهم، وكأني لم أبرح العاشرة، وما زلت أخشى ارتداء السراويل القصيرة في الشارع".

والتعرض للمضايقات الكلامية والنظرات لا يقارن بأشكال أفدح من العنف الجنسي، ومع ذلك تظهر الدراسات أن الكلمات والنظرات قد تعرض الأطفال لمشكلات نفسية تلازمهم طيلة حياتهم.

أظهرت المبادرات والحملات مثل "أنا أيضا" مدى انتشار التحرش الجنسي في أماكن العمل، لكن التحرش جنسيا بالقصر كثيرا ما ظل طي الكتمان، رغم بلوغ أعداد متزايدة من البنات في سن أبكر من قبل على مستوى العالم.

فخلال السبعينيات كان البلوغ يبدأ عند أغلب الأمريكيات بنمو الثدي في الثانية عشرة، وتناقص إلى التاسعة بحلول 2011، إذ وجدت دراسة أن 18 في المئة من الفتيات البيض و43 في المئة من السود و31 في المئة من اللاتينيات بلغن بحلول عامهن التاسع. وما زال الباحثون يسعون لمعرفة السبب وراء تقدم سن البلوغ.

ومن ثم غدت البنات في السادسة والثامنة أكثر عرضة للتحرش، وكلما بلغت البنت في سن أبكر كلما زاد احتمال تعرضها للتحرش الجنسي. والتحرش يأتي من الأقران كما من الكبار، ولا يقتصر على الفتيات، إذ يتعرض له الصبية أيضا.

وقد وجد بحث استقصائي أجرته "بي بي سي" في بريطانيا أن أطفالا في السادسة تعرضوا للتحرش في محطات السكك الحديدية والقطارات.

تذكر كاري جيرجنز، وهي شابة في السادسة والعشرين من أوريجون، تعرضها للتحرش وهي في الحادية عشرة من عمرها في أثناء زيارتها أحد المتنزهات المائية برفقة أسرتها، إذ تبعها رجل لأحد الأحواض الساخنة واضعا ذراعيه خلفها قصدا. وسألها المتحرش عن مدرستها وعن عمرها قبل أن تهرع لمكان آخر بالمنتزه.

وتضيف: "لكنه تبعني وحاول دغدغتي، ولم أعرف ماذا أفعل، فقد علموني أن البنات ينبغي أن تكون دائما لطيفة".

تقول جيرجنز: "حينها اعتقدت أنه لو كان هذا ما يصيب المرأة فإني أكره كوني امرأة!"

ورغم أن البلوغ يأتي بمتاعب للجميع فإن البنات اللاتي يبلغن قبل غيرهن يتعرضن لمتاعب إضافية، فمؤخرا أظهرت دراسة شملت أكثر من سبعة آلاف امرأة على مدار 14 عاما أن من بلغن الحيض مبكرا كن أكثر عرضة للاكتئاب وتعاطي المخدرات واضطرابات الأكل والسلوك المتمرد لاحقا.

وتؤكد جين ميندل أستاذة علم النفس بجامعة كورنل المشاركة في الدراسة صدق نتائجها إذ تقول إن "عدة دراسات ببلدان مختلفة جاءت بنتائج مماثلة عن آثار البلوغ المبكر على الصحة النفسية"، فالبلوغ المبكر يعرض البنت أكثر للأعين والألسنة.

ولا يعني كبر حجم الثديين أن الطفلة أصبحت امرأة، أو أنها ناضجة بما يكفي للتعامل مع تلك المواقف. ففي العاشرة كنت مازلت ألعب بالدمى وأشاهد أفلام الأطفال مع شقيقي الأصغر، وكنت أبعد ما يكون عن إدراك رغبة الرجال.

وتكون الفتيات في وضع أخطر في الثقافات التي تخلط بين البلوغ الجنسي والنضج المؤهِل للزواج. وتقدر المنظمة الدولية للطفولة اليونيسف أن واحدة من ثلاث نساء -نحو 250 مليون امرأة عالميا- زُوِّجن دون سن الخامسة عشرة.