رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

والدة الشهيدة رزان لـ"الوطن": قاومت الاحتلال رغم إصابتها.. فقتلها وسرق فرحتنا بعرسها

كتب: يسرا محمود -

01:38 م | السبت 02 يونيو 2018

رزان النجار

بالطو أبيض تشبعت خيوطه بدماء الشهيدة رزان النجار، ظل ماكثًا في أحضان والدتها، تستنشق فيه رائحتها التي ستفتقدها إلى الأبد، فتداعبها ذكرياتها معها، مسترجعة ضحكتها ونبرة صوتها العذب، الذي طالما دعا بالشهادة، فداءً لتراب وطنها فلسطين المحتل.

"رزان شجاعة، وعمرها ما تأخرت عن إسعاف مصاب، حتى لو هتمشي وسط ضرب النار، وكانت آخر واحدة بتغادر المخيم".. عبارات مقتضبة لخصت خلالها والدة "أول مسعفة متطوعة في مسيرات العودة" رسالة ابنتها في الحياة، لتروي لـ"الوطن" أن إصرارها على مساعدة الجرحى، استفز جيش الاحتلال، الذي أصابها في يديها اليمنى بجروح بالغة منذ أسبوعين، عن طريق طلقات "الخطاط الأحمر"، ليفشلوا في إعاقتها عن ممارسة "واجبها الوطني" في إسعاف المحتاجين بمسيرات العودة بغزة، رغم تملك الآلم من جسدها.    

الدعاء بالانتقام من جيش الاحتلال لم يبرح لسان والدة "الشهيدة العشرينية"، الذي اقتنص روحها وهي صائمة، خلال محاولتها إسعاف شباب مصابين بالقرب من السياج العازل بين الفلسطينيين والجنود المغتصبين للأرض العربية، لتؤكد "الأم المكلومة"، أن ابنتها رفعت يديها معلنة عدم حملها للسلاح، لتُقابل سلميتها بـ"رصاصة متفجرة" في صدرها، واصفة خسة الاحتلال بـ"الجريمة والعمل غير الإنساني"، وتتابع باكية: "الله يرحمها ويصبرنا، في الجنة إن شاء الله".

رصاص الاحتلال لم يتكف بحصد روح "النجار"، لينزع معها سعادة أسرتها باقتراب عرسها من صديقها المسعف "عزت شتات" في عيد الفطر المقبل، وسط ترديد والدتها: "حرموني فرحة بنتي، حسبي الله ونعمة الوكيل".

رسالة إنسانية وجهتها والدة رزان عبر "الوطن" إلى الصليب الأحمر والأمم المتحدة والدول العربية، بالتحرك الفعلي ضد إسرائيل ومحاسبة الاحتلال على جرائمه البشعة، للثأر لنجلتها ذات الـ21 ربيعًا.

وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت مساء أمس الجمعة، عن استشهاد رزان بعد إصابتها برصاصة في أعلى منطقة الصدر، مما أسفر عن استشهادها متأثرة بجراحها.