رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

نورا «قاتلة زوجها المغتصب» تستقبل حكم الإعدام شنقا بـ«رداء أبيض ومصحف»

كتب: دعاء الجندي -

03:51 م | الخميس 10 مايو 2018

صورة أرشيفية

بخطوات متثاقلة ورأس شامخ دخلت الشابة نورا (19 عاما) مرتدية جلباب وطرحة باللون الأبيض صعدت إلى قفص الاتهام داخل قاعة محكمة أم درمان في السودان، يبدو على وجهها علامات من الرضا لم تكن تظهر في صورة الزفاف، حاملة في يدها مصحف متوسط الحجم يبث في روحها الإيمان بالعدالة الإلهية أمام ظلم بنو أدم، جلست على أريكة خشبية متهالكة، ترمق الحضور المهيب بنظرة فاحصة باحثة في وجوهم عن عين تلقي بهمومها عليها.

انتبهت نورا على صوت حاجب المحكمة يأمر الجميع بالصمت استعدادا لبدء المحاكمة التي كانت تعلم حكمها مسبقًا، لتعلق أعينها على رئيس الجلسة أملة في العدول عن إعدامها شنقًا حتى الموت، ليمنحها فرصة في تحقيق حلمها البسيط التي عملت طوال 3 سنوات سابقة اجتهدت خلالهم في دراستها بالثانوية العامة بهدف أن تدرس القانون في جامعة أم درمان، لتبدأ كلمات القاضي بمطالبة ممثل عن أولياء الدم بالمثول أمامه لتخييره بين قصاص القانون وتسديد دية القتل، ليصعد أمام المنصة رجل عجوز ستيني عرفته نورا من مشيته إنها عم زوجها الراحل، الذي كانت تلتقيه في صغرها صدفة خلال زيارتها بيت عمتها (والدة القتيل) ليداعب شعرها بيده ويلقي بين أناملها الحلوى، لكن الحياة لا تستقيم دومًا فالعجوز الذي منحها البسمة سابقًا وقف أمام هيئة المحكمة يطلب نفاذ القانون بحقها ليطفئ آخر شعاع أمل أمامها، صوته الرخيم زاد من ضغط يدها على مصحفها وكأنها تطلب عدالة السماء.

 تقول الناشطة ناهد جبر الله مدير مركز سيما لحقوق المرأة والطفل، إن محاكمة الشابة نورا اليوم، كانت جلسة إجرائية معلومة نتيجتها مسبقًا، بعد أن تمت إدانتها سابقًا بالمادة 130 القتل العمد في الجلسة السابقة، موضحة أن القانون السوداني يعقد جلسة بعد الحكم الأول بهدف التصالح بين المتهم وأهل القتيل بهدف التنازل ودفع الدية، لكن في قضية نورا رفض أهل الزوج دفع الدية مطالبين المحكمة بالقصاص.

وتابعت جبر الله لـ"الوطن"، أن قاعة المحاكمة انقسمت فور سماع كلمة القاضي بالحكم، بين أهل القتيل الذين أطلقوا هتافات "الله أكبر.. الله أكبر"، وبين مؤيدي نورا الذين اعتبروا الحكم عليها ظلمًا، بينما ظلت نورا صامتة مبتسمة راضية بقضاء الله.

وكانت نورا قتلت زوجها بعد اغتصابها أمام شقيقه واثنين من أبناء عمها، جاء ذلك على خلفية رفضها لإتمام الزيجة الأمر الذي استمر ثلاث سنوات منذ توقيع العقد وكانت الشابة نحو 15 عاما، وهو ما دفعها إلى الهروب إلى عمتها في ولاية سنّار بوسط السودان، إلى أن خدعها والدها بالعدول عن الزيجة وطالبها بالعودة لتفاجئ الشابة بإتمام زفافها في نفس يوم عودتها خوفا من هربها مرة أخرى، وتزويجها قسرا من ابن عمتها، وهو ما دفعها إلى الامتناع عن زوجها لمدة 5 ليالي بعد الزفاف إلى أن أحضر زوجها شقيقه واثنين من أبناء عمها في الليلة السادسة وقيدوها له لمعاشرتها وهو ما يعد "اغتصاب زوجي" لكن القانون السوداني لا يعترف به جريمة، ومن ثم حاول مرة أخرى في اليوم التالي بعد تهديده لها بالذبح بالسكين، فأقدمت الشابة على الدفاع عن نفسها بطعنه 5 مرات أردته قتيلا.