وسط ليلة اشتد فيها الظلام وغطت سماؤها طائرات دول ثلاث تعاونت في ضربة جوية وجهتها إلى الأراضي السورية، ازداد ذعر مواطنين افتقدوا النوم في ليلة هادئة، كانت رولا فرحات، صاحبة اليد الواحدة، تجري تدريباتها لخوض بطولة سوريا للكاراتيه، والتي استطاعت أن تحصد خلالها المركز الأول.

ففي صباح يوم 22 أبريل الماضي، ارتدت اللاعبة الصغيرة زيها الرياضي، وتوجهت بصحبة والديها إلى نادي الشبيبة، حيث البطولة، مستعينة ببعض الآيات القرآنية، التي استبشرت بها خيرًا، لتحقق حلمًا طال انتظاره.

إعاقة حركية في ذراعها الأيسر صاحبت رولا فرحات منذ ولادتها، أفقدته الحركة، لكنها لم تؤثر على عزيمة دفعتها لممارسة رياضة الكاراتيه، فمنذ 7 سنوات، انضمت رولا إلى صفوف اللاعبين مع مدربها بهاء المصري.  

على مدار عامين، كان المدرب العشريني يعامل رولا بطريقة مختلفة عن باقي لاعبيه، لم يخضعها لقواعد صارمة، حيث ظلت جالسة أمام أعينه تشاهد التدريبات التي كان يمارسها أقرانها في الفريق، حتى انتقلت لمرحلة جديدة تلقت خلالها تمرينات اللياقة البدنية، فضلًا عن ممارسات ساعدتها على اللعب بيد واحدة، بحسب حديث المصري لـ"هن".

إرادة قوية تميزت بها رولا جعلتها مثل الممارسين الأصحاء، فكانت تذهب إلى النادي ثلاثة أيام خلال الأسبوع الواحد، ما أهلها لخوض التجربة في بطولات عدة، فازت خلال إحداها بالمركز الثالث على مستوى جمهورية سوريا.

قلق شديد انتاب المدرب العشريني حينما اقترب موعد البطولة هذا العام، خوفا من إرهاق بدني ربما يلاحق الفتاة عقب المشاركة، لكن في الوقت ذاته كان لديه دافع قوي لتشجيعها على الالتحاق بالمنافسة مع اللاعبين الأصحاء "كان نفسي تلعب وتربح".

"أنتِ بطلة مميزة، كل الناس تخاف منك".. كلمات وجهها المدرب الشاب إلى لاعبته الصغيرة كان لها الحافز الأكبر في خلق الدعم النفسي، الذي أهلها للفوز بالمركز الأول.

دموع انهمرت ورعشة انتابت جسد المدرب حينما وجد لاعبته ذات اليد الواحدة، تنهي المباراة بفوزها على منافسها، معبرًا عن فرحته بسجدة شكر لله.