رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

ضاحكة أمام الكاميرات وباكية على حالها.. زينات صدقي «كل حاجة والعكس»

كتب: آية أشرف -

08:35 م | الجمعة 04 مايو 2018

زينات صدقي

فاقد الشيء أفضل من يُعطيه، فهو أكثر الناس إيمانًا بمعنى الفقدان، ذاق مرارته، وعاصره طيلة  حياته، حتى أصبحت قسوة الأيام دافعًا له لتخطي عقبات النجاح، فهناك من يستسلم لتلك الظروف، وهناك من يجعل منها نقطة تحول في مسار حياته، يكافح، يُحارب، حتى يصل لمراده، وكأنه رسول أُبعث لنشر البسمة على الآخرين.

زينات صدقي، امرأة استطاعت الهروب من قسوة حياتها خلال ضحكاتها، حتى وإن كانت ضحكة مؤقتة أمام الكاميرات، تزول عقب الانتهاء من تصوير مشهد سينمائي.

ويحل اليوم ذكرى وفاتها، التي إذا نُطق اسمها تذكرنا أعمالها و"إيفيهاتها" في الأفلام، التي جعلتها واحدة من أشهر الممثلات الكوميديا في السينما المصرية.

وبالنظر لحياتها، تجد إن "زينات" عاصرت كل شيء وتضاده، ممثلة كوميدية، لم يدخل الضحك حياتها الشخصية.

ولدت 4 مايو عام 1912 في حي الجمرك بالإسكندرية، ودرست في "معهد أنصار التمثيل والخيالة"، فما إن وضعت "زينات" قدميها بأول المشوار خلال دراستها التمثيل، إلا أن جاء قرار والدها، الذي كان بمثابة "كسر قدميها" عندما منعها من استكمال دراستها، لتتزوج في سن الـ15 عام، زيجة لم تستمر عامً.

فهي لم تكُن عانس، مثلما جعلتها أعمالها، ولُقبت بأشهر عانس في السينما المصرية، ولكن سبق لها الزواج في سن مُبكر جدًا.

تبرأ منها أهلها وأنقذها الريحاني:

رُبما لك يكتفي والدها بمنعها من الدراسة، وتزويجها مُبكرًا، وحملها لقب "مُطلقة" في طفولتها، ولكنه تبرأ منها عندما اتجهت للفن، ففي ‘إحدى المناسبات وتحديدًا يوم أن كرمتها الدولة، عام 1976 شردت "زينات" للحظات حتى قالت "اللهم انصر الفنانين على أهاليهم اللي هما مبيعترفوش بالفن"، في إشارة منها لذوييها الذين لم يعرفوا عنها شيئًا.

ويعد "نجيب الريحاني" قشة تعلقت بها زينات في أول مشوارها الفني، فقد بدأت حياتها الفنية كمغنية في بعض الفرق الفنية، إلا أن عرض عليها الريحاني دورا في مسرحية له، وأطلق عليها اسم زينات حيث تسمت باسم صديقتها المقربة «خيرية صدقي"، لتنطلق فيما بعض وتنحت أسمها في أعمال فنانين كُبار، أمثال شادية، عبد الحليم حافظ، إسماعيل يس، وأنور وجدي.

اكتسحت مجال الكوميديا.. إلا أن سقطت سهوًا:

لم تضحك الحياة كثيرًا لزينات، فبعدما وصلت أعمالها إلى 400 عمل سينمائي، قد اكتسحت من خلالهم مجال الكوميديا النسائية، مع عدد قليل من النجمات مثل ماري منيب ووداد حمدي، سقطت "صدقي" سهوًا بين خيارات المنتجين، والمخرجين، خاصة في فترة ستينيات القرن العشرين، مما جعلها تلجأ لأثاث منزلها التي باعته من أجل لقمة العيش، لتظل الممثلة التي جاهدت على رسم الضحكة على وجوه الجماهير، في محل "كان" لم يتذكرها قريب، أو غريب، حتى كرمها أنور السادات في عيد الفن عام 1976 ميلاديًا.

نهاية مأساوية:

لم تتركها المأساة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وذلك بعدما أُصيبت بماء على الرئة، قد منعتها من العمل 6 سنوات ولم تُقدم سوى فيلم "بنت اسمها محمود" عام 1975 ميلاديًا، حتى ودعت عالمنا عام 1978 ميلاديًا، ودُفنت بمدافن الصدقة.