رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

شقيقة الطالبة المتوفاة بمدرسة بورسعيد: "أختي ماتت بالالتهاب السحائي"

كتب: يسرا محمود -

08:39 م | الأحد 01 أبريل 2018

نواري

عبارات تعازي وموساة، تنفذ لمسامع "نيهادة"، فتزيد من اشتياقها لشقيقتها نواري حسن، فتمسك بدفاترها المدرسية، مسترجعة ذكريات مذاكرتهما سويا، وتتحس أقلامها المبعثرة على المكتب، متمنية عودتها لاستكمال اللوحة التي رسمتها بالحصة الأخيرة، قبل أن يصيبها فيروس معدي خلال تواجدها بمدرستها "بورسعيد" بحي الزمالك الأسبوع الماضي.  

بنبرة حزينة يغالبها الدموع، تروي "نيهادة حسن" لـ"الوطن"، تفاصيل وفاة شقيقتها "نواري"، قائلة: "افتكرنا عندها برد، لما سخنت يوم الأربع، بس لقينا الموضوع كبر"، لتتفاجئ أسرتها بارتفاع حراراتها من 39 إلى 43 درجة خلال ساعات، ودخولها في "غيبوبة"، ليعطيها أحد أطباء الطوارئ بمستشفى الأطفال التخصصي بالمهندسين "حقنة سيفاتركسون 1000"، مُشخصا حالتها بالتهاب شديد في الحنجرة، مطالبا أسرتها بعودتها إلى المنزل، واستراخائها داخل حوض ممتلئ بالماء الفاتر.

"تشنجات عضلية وخروج رغاوي من الفم وانقطاع التنفس".. مضاعفات ظهرت على الطفلة مساء الأربعاء الماضي، لينقلها أهلها إلى مستشفى "الصفا"، التي هاتفت إدارتها العديد من الوحدات الصحية المتخصصة لنقل حالة صاحبة الـ8 سنوات، للحصول على رعاية صحية مكثفة بعد تأكدهم من إصابتها بـ"الالتهاب السحائي" وفقدانها الإحساس بـ"نغزات الإبر الطبية" ودخولها في غيبوبة، لتوافق مستشفى حميات بإمبابة على استقبالها أول أمس، ووضعها داخل غرفة منعزلة بالعناية المركزة، مع بدء برنامج علاجي لمقاومة الالتهاب السحائي، تمهيدا لإجراء تحليل "النخاع الشوكي"، لمعرفة مدى إصابتها بالفيروس المعدي.

لم تتحمل الصغيرة المرض لتفارق الحياة في الثامنة مساء أمس، بعد تدمير كرات دمها وتآكل الحديد في جسدها وانخفاض نسبة المناعة إلى صفر، لتصدم أسرتها بالخبر صباح أمس، غير مصدقين "فاجعة" فقد ابنتهم الصغيرة، وصوتها العذب، الذي تدندن به أغاني أم كلثوم وفيروز، مودعين حلمهم في رؤيتها "مهندسة" بالقبعة الصفراء والسترة الوقائية.

"المدرسة مصممة تزيف الحقيقة، نواري مماتش بسبب التسمم الدموي".. بهذه الكلمات هاجمت شقيقة الضحية إدارة مدرسة "بورسعيد" بحي الزمالك، لتأكيدهم عدم إصابتها بالالتهاب السحائي، خوفها من إغلاق المدرسة، دون الاهتمام بصحة بقية الأطفال، مطالبة بتدخل وزارة الصحة لتعقيم الفصول، مشددة على استلامها تقرير رسمي لتفاصيل حالة شقيقتها، عقب استلامهم شهادة الوفاة، لكشف "زيف" مستندات المدرسة، التي تضمنت "أنَّ الطالبة نوراي حسن فؤاد، ذات الـ8 سنوات، انتقلت إلى مستشفى الحميات في إمبابة بالأمس، بعد معانتها من تسمم دموي، أدى إلى فقدانها الوعي، وإصابتها بارتفاع في درجة الحرارة وتشنجات متكررة وهبوط ضغط الدم، لتلفظ أنفاسها الأخيرة بعد فشل الإسعافات الأولية وعدم استجابتها للإنعاش القلبي".

ودونت إدارة "بورسعيد" عبارات رثاء لنواري حسن، وسط تأكيدهم على وفاتها بسبب "تسمم دموي غير معدي"، عبر صفحتها الرسمية على "فيس بوك"، وسط تشكيك أولياء الأمور في صحة تلك الرواية، وخوفهم على انتقال العدوى لأبنائهم، لترسل مديرة المدرسة عزة موسى، مقطع صوتي إلى أولياء الأمور عبر تطبيق "واتس آب"، مساء أمس، قالت فيه: "ربنا يرحم نوراي، وميضرش حد في ولاده، أنا حاسّة بيكم، وعارفة إنكم قلقانين وخايفين، بس اطمنوا المدرسة زي الفل، ونضيفة ومافيهاش أوبئة"، مضيفة أنَّها أبلغت جميع المدرسين بعدم شرح أجزاء جديدة بالمقررات الدراسية غدًا، لتتمكن الأمهات من إجراء فحوصات طبية لأبنائهم، والتأكد من عدم إصابتهم بفيروسات مُعدية.