"الورق دا تجيبيه ليا بكرة الصبح بدري في المدرسة"، هكذا اختلط الأمر على "ميس سها" المدرسة التي طلبت من شهد أسامة، وزميلتها ريناد مصطفى، أن تحضرا بعض الأوراق الخاصة بـ"المجموعة" المدرسية لها في مدرسة الشروق الثانوية بنات، المدرسة التي تحولت إلى لجنة انتخابية، بدأ تواجد قوات الجيش والشرطة أمامها كثيفا فضلا عن التحضيرات التي جعلت المشهد يبدوا كبيرا للصغيرتين.

ارتدت التلميذتين ملابس الدراسة منذ الصباح الباكر: "عارفين إن اليوم أجازة بس مادام جايين نقابل المدرسة جوا المدرسة لازم نلبس اليونيفورم"، التزام بالزي والموعد، تحول إلى استغراب شديد: "هو في إيه؟" هكذا سألت المارة حيث لم تجرؤ أي منهم على التوجه إلى موقع قوات التأمين من أجل السؤال، "في انتخابات يا بنتي" هكذا نالت كل منهن الاجابة لتبدأ رحلة من التساؤلات للفتاتين اللتين لم تصادف أي منهن من قبل انتخابات.

بدا الحماس على وجه شهد: "أحلى حاجة في الانتخابات الحبر الفسفوري، وإن الناس بتختار المرشح اللي على مزاجهم براحتهم، الواحد ساعتها بيحس إنه في بلده بجد وبيختار الحاجة اللي هو عاوزها"، سارعت بسؤال زميلتها مع ابتسامة ذات مغزى: "تفتكري مين اللي هايكسب يا ريناد"، فأجابتها بسرعة "طبعا الرئيس السيسي" لتنخرط من بعدها كلا الصديقتين في نقاش بدا جادا: "تفتكري هايعمل إيه الفترة اللي جاية"، لكن الإجابة بدت حاضرة أيضا "أكيد هايركز في التعليم، ويخليه أفضل، أصل من غير تعليم لا هايبقى في دكاترة ولا مهندسين ولا حتى رؤساء كويسين".

"هو احنا ينفع نشارك وعمرنا 13 سنة، في طريقة يعني"، بادرت شهد بالسؤال لسيدة انتهت من التصويت فأجابتها بابتسامة: "لسة يا حبيبتي لما تبلغي السن القانوني للانتخابات"، نظرت لصديقتها قبل أن تهتف سريعا "يبقى هانقعد نتفرج ونشوف الناس هاتقول إيه".

وانطلقت اليوم، الانتخابات الرئاسية، في تمام الساعة التاسعة صباحا، وتستمر لثلاثة أيام، ويتنافس فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس حزب "الغد" موسى مصطفى موسى.

ويحق لـ59 مليونا و78 ألفا و138 ناخبا، الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لعام 2018، وهم إجمالي الناخبين المقيدين في الكشوف الانتخابية، ويشرف على العملية الانتخابية 18 ألفاً و620 قاضياً من 4 هيئات قضائية، على 13 ألفاً و706 لجان فرعية بجميع المحافظات، و110 آلاف موظف إداري وسط إجراءات أمنية مشددة.

وحددت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، الثاني من أبريل لإعلان نتيجة الانتخابات، وفي حال أسفرت النتائج عن الحاجة لإعادة، ستجرى انتخابات في الفترة من 19 إلى 21 من أبريل بالنسبة للمصريين في الخارج، وفي الداخل ستجري الإعادة من 24 إلى 26 أبريل، وتعلن النتيجة النهائية في الأول من مايو.