في تمام السابعة صباحا، استيقظت الأم ورضيعتها ووالدتها بنشاط اعتادته عائلتهم طوال الأعوام السابقة، للمشاركة في صنع مستقبل بلدهن بكل ما يملكن، وهي أصواتهن الانتخابية وروحهن الحماسية، ليقفن أمام مقر اللجنة الانتخابية في تمام الثامنة قبل المواعيد الرسمية لفتح الأبواب.

جلست "ريهام محمد" على الرصيف المجاور لمدرسة الحرية للتعليم الأساسي بحي عين شمس، تنتظر فتح الأبواب، ممسكة بعلبة بلاستيكية من الزبادي، الذي تطعمه لطفلتها روضة، ذات ال7 أشهر، غير متوانية عن دورها في المشاركة بالعملية الانتخابية رغم صعوبة التنقل لها وطفلتها.

وقررت الأم الثلاثينية المشاركة في الانتخابات بصحبة والدتها الستينية وطفلتها، دون التعذر بالمرض أو ألم الولادة وحمل الطفلة: "اتربيت على إني أعتمد على نفسي وأتأقلم مع ظروفي من غير حجج".

لم يؤثر بكاء الطفلة وضيقها على رغبة الأم والجدة في المشاركة بالساعات الأولى من اليوم الانتخابي الأول، لهدف مشترك تحمله كلاهما: "نفسي أضمن مستقبل بنتي وحقها علينا إنها تطلع في مجتمع آمن مافيهوش إرهاب".

أمل في التغيير للأفضل وضمان الاستقرار للأجيال القادمة، صاحب الجدة والأم طوال الأعوام الماضية، جعلهما يشاركان في أغلب العمليات الانتخابية، وتقول الجدة: "دايما بننزل الانتخابات مع بعض وبنكون في نفس اللجنة لأن ده دورنا وواجب نعمله طول ما فينا نفس".

وانطلقت اليوم، الانتخابات الرئاسية، في تمام الساعة التاسعة صباحا، وتستمر لثلاثة أيام. ويتنافس في الانتخابات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس حزب "الغد" موسى مصطفى موسى.

ويحق لـ59 مليونا و78 ألفا و138 ناخبا، الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لعام 2018، وهم إجمالي الناخبين المقيدين في الكشوف الانتخابية، ويشرف على العملية الانتخابية 18 ألفاً و620 قاضياً من 4 هيئات قضائية، على 13 ألفاً و706 لجان فرعية بجميع المحافظات، و110 آلاف موظف إداري وسط إجراءات أمنية مشددة.

وحددت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، الثاني من أبريل لإعلان نتيجة الانتخابات. وفي حال أسفرت النتائج عن الحاجة لإعادة، ستجرى انتخابات في الفترة من 19 إلى 21 من أبريل بالنسبة للمصريين في الخارج، وفي الداخل ستجري الإعادة من 24 إلى 26 أبريل، وتعلن النتيجة النهائية في الأول من مايو.