كثيرًا ما تُسيطر الشائعات على تفكير العديد من الأمهات، وخاصة الأمهات الجدد التي تبحثن عن كل ما له علاقة بصحة أطفالهن دون التدقيق أو التمعن، ومؤخرًا تداولت عدد من المواقع الأجنبية أخبارًا تُشير إلى اقتراح بعض الأبحاث التي أجريت في سبعينيات القرن العشرين والتي تُفيد بنمو بعض من أنواع البكتريا المتأصلة في فم الطفل وتعفن الأسنان، عقب رضاعته من الحليب الطبيعي.

وعلى هذا الجانب نفى الدكتور وليد السوري، طبيب أسنان، هذه الأقاويل، مؤكدًا أن تلك الأبحاث قديمة جدًا، ولم يُعاد النظر فيها من جديد، قائلًا: "حليب الأم يمد الأطفال الرُضع بالكالسيوم، فكيف له أن يسوس أسنانهم!".

وأضاف السوري لـ"هُن"، أن هُناك العديد من الأخطاء التي تقع فيها الأمهات دون قصد قد تعمل على تسبب مشاكل لأطفالها، أبرزها عدم تعقيم "ببرونات الحليب" جيدًا مما قد تنقل لهم البكتيريا، بالأضافة لإطعام أطفالهن باستخدام أصابعهم التي قد تحمل البكتيريا والفطريات أيضًا، وتُسبب لهم أمراض اللثة.

وبحسب ما رصده موقع "news.com.au" يقول خبير استرالي في مجال الرضاعة الطبيعية إن بعض الممارسين الصحيين يعملون على ترهيب الأمهات الجدد، بمعلومات مؤرخة عن أن حليب الثدي يمكن أن يتسبب في التسوس، قائلًا: "أسمع طوال الوقت عن أمهات قلقات يعتقدن أنه ينبغي عليهن التخلي عن الرضاعة الطبيعية، لأنهن لا يريدون إيذاء الطفل.

وقال الخبير الوطني في الرضاعة الطبيعية بينكي ماكاي: "من الأمور المثيرة للقلق أن بعض الأطباء يستشهدون بالدراسات القديمة، ولا يواظبون على البحث"، مؤكدًا إنه في الرضاعة يتم إطلاق الحليب مباشرة إلى الحلق فلن تمس الأسنان أو اللثة، بحسب ما نشرته صحيفة "كورير مايل".

وتؤكد الرابطة الأسترالية للرضاعة الطبيعية، أن هذه الفكرة خاطئة، مشيرة إلى أن الأجسام المضادة الموجودة في حليب الثدي تعمل على إعاقة النمو البكتيري.