رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

راقصة باليه تروي لـ"هن" مشاق الاحتراف: الفتيات يهربنّ من الأوبرا بسبب الحجاب

كتب: نرمين عصام الدين -

01:55 م | الأربعاء 07 مارس 2018

الدكتورة سحر حلمي

اعتاد الجميع مشاهدتهنّ عبر حفلات الأوبرا، ومؤخرًا ظهرنّ بالشوارع، في ظاهرة لجأت لها أغلب راقصات فن الباليه لتوثيق فنهنّ وربما معاناتهنّ، فالاعتماد الرسمي لهنّ لا يخرج عن 9 سنوات من الدراسة المنتظمة، فما العائق وراء حبس هذا الفن الراقي؟ وما العقبة التي تقف خلف وصول الفتيات للاحتراف.

"هن" التقى الدكتورة سحر حلمي هلالي، الأستاذة بأكاديمية الفنون التابعة لوزارة الثقافة، وخريجة المعهد العالي لفنون الباليه، وراقصة أولى في دار الأوبرا المصرية، في حوار حول كواليس ومشاق احتراف فن الباليه، وعقبات الاحتراف، ومساره، وهل المساواة يمكن تطبيقها في ها المجال؟

وإلى نص الحوار:

- أغلبية المدربين المحترفين في مصر من الأجانب، فما سبب ذلك؟

ليس عيبًا أن ترحب مصر بوجود محترفين أجانب لتعليم فن باليه، ولكن نحن لدينا قلة في جودة المصريين من المحترفين، الذين يتمركز غالبيتهم في القاهرة نتيجة لوجود أكاديمية الفنون، فضلا عن حاجتنا إلى زيادة مراكز المحترفين في مصر لتعليم الباليه واستيعاب الطاقات البشرية الناشئة؛ لوجود مدرسة واحدة فقط في الجمهورية والشرق الأوسط وهي الأكاديمي.

- برأيك، لماذا لجأت فتيات لرقص الباليه بالشوارع؟

لحبهنّ للفن وترحيب المجتمع بهنّ، وذلك يعكس تميز الإسكندرية باحتوائها على أكثر نسبة لمواهب مصر من الفتيات؛ نظرا لممارستهنّ الجمباز في البداية: "الجسم المخلوق للجمباز رائع في الباليه ونتهافت عليه"، وذلك مع افتقار المحافظة على وجود المحترفين المعتمدين بتدريس فن البالي.

- إذن، كيف يصبح راقص الباليه معتمدا للتدريس في مصر؟

ليس لدينا فكرة عن اعتماد واستخراج  ترخيص لراقص الباليه بتعليم الجيل الناشئ، واعتقد أن ذلك تسبب في ظهور الكثير من المدعين و" ناس دخيلة" على المهنة من الهواة، لتحقيق الربح فقط وسط انتشار المقبلين على تعلم الفن في الـ4 سنوات الأخيرة، في ظل غياب وجود قانون يمنعهم من ذلك، والمعتمدين هم خريجين أكاديمية الفنون فقط، لذا يجب إصدار قانون ينظم تلك المسألة من دار الأوبرا أو أكاديمية الفنون، لتمكن الراقص من احتراف الرقص من عدمه "مش كل اللي جسمه رائع يقدر يرقص باليه.

- هل يمكن تصنيف الرقص تبعا للنوع؟

نعم، الرقص يحتوي على حركات مخصصة للنساء وأخرى للرجال، مثل الرقص على أطراف الأصابع للفتيات، الأمر الذي يختلف تقنياته مع الذكور كالقفز العالي، وتقاس جودة المدرب ليس بجنسه ولكن بمهاراته وخبرته.

- هل يحتاج احتراف البالية لدراسة قد تصل لـ9 سنوات؟

نعم؛ 9 سنوات دراسة لمن يريد الاحتراف بـ6 ساعات ممارسة يوميًا واختبارات لعدم السماح بزيادة الوزن، وما يحدث أن الفتيات تتوقف عن الرقص قبل الذكور لأسباب من بينها الزواج، وارتداء الحجاب، والإصابة بالسمنة، أو من يحدث لهم من إصابات نتيجة الرقص منعتهنّ من ممارسته كخلع مفصل ركبة، أو تمزق في العضلات، والبعض منا يستخدم المخدر لتخطي آلام الجروح، وذلك حدث معي في حفلة تخرجي.

- وعليه، هل يتعارض الحجاب مع رقص الباليه؟

نعم هناك نسبة كبيرة من الفتيات تركن الفن بسبب الحجاب، فكيف تستطيع الفتاة رقص باليه وهي ترتدي حجابًا، يجب أن ندرك الفن صعب وقائم على ظهور جمال الحركة في الجسم البشري: "إزاي واحدة هترقص شايفة إن جسمها حرام تظهره"، معتبرة أن الفتاة التي تريد احتراف الباليه يجب أن تتخلى من الخوف عن التعبير بالرقص، أو استناد الأمور إلى مقياسين العيب والحرام "العيب والحرام خرج برة القماش، ربنا بيشوفنا من جوانا قبل ظاهرنا".

- ما رأيك في راقصات الباليه المحجبات اللواتي يوثقن ممارستهن بالشارع؟

هنّ لسنّ راقصات باليه، ولكن هواة يقلدنّ المحترفات ونلنّ قسطًا من الإعجاب.

- هل يرجع ذلك إلى دور الأسرة المصرية؟

قبل عدة سنوات، العائلة المصرية كانت لا تمتلك الوعي الكامل حول دراسة بناتهنّ للباليه في عمر الـ8 و9 سنوات، وإذا العمر تجاوز الـ12 عامًا على الطفلة أن تنصرف عن رقص الباليه إذا كان ترغب في الاحتراف، وعليه الأطفال هم من يرقصون أفضل لما يتمتعون به من مرونة في عضلات الجسم.

- كيف يمكن توعية الأسرة بتلك الإشكالية؟

يجب أن تتضمن مناهج التعليم من خلال مناهج اللغة العربية أو الإنجليزية، قصصًا صغيرة للتوعية بفن الباليه "زي يالا نروح الأوبرا، يالا نرقص باليه"، إلى جانب استثمار الدولة في فن الباليه ماليًا وثقافيًا، والهدف ليس استيراد الفنان ولكن تصنيعه.

- هل هناك مراكز معتمدة بالمحافظات لتعليم فن الباليه؟

تم تشكيل أول مدرسة باليه بشكل احترافي في المنيا التي تعد إحدى محافظات الصعيد، وكذلك بإحدى مدن قناة السويس، وعادة تفتقر مصر لتنظيم  ورش فنية برعاة بعض المحترفين، بعكس ما يحدث في الخارج، خاصة أن دور المسارح يختلف عن المراكز فهي للعروض فقط.

- هل هناك تفاوت بين عدد المحترفات للبالية من النساء والرجال في مصر؟

نعم، المحترفات في مصر لم يصل عددهنّ لنحو 10 فتيات في مقابل وجود ما لا يقل عن  30 محترفًا من الرجال، فضلًا عن أن مصر تعمل على استقدام راقصات باليه من الخارج، إلى جانب سفر أغلب راقصي الباليه إلى الخارج، ما يعكس إقبال الرجال أكثر من الفتيات على امتهان هذا الفن.

- ما مسار اعتماد راقص الباليه بالأوبرا؟

الهاوي يدرس 9 سنوات، ثم يحصل على عقد فنان من دار الأوبرا للالتحاق بها، ثم التعيين عند حصوله على الشهادة الجامعية.

- كيف يُحسب الوزن المثالي لراقص الباليه؟

يُحسب بإنقاص 15 كيلوجرامًا من الوزن المثالي العادي.

- كم عمر مسيرتك المهنية؟

كنت من الجيل الأول اللواتي تم تعيينهم في دار الأوبرا المصرية، وعمري المهني يتخطى الثلاثون عامًا.

- بعد 30 عامًا من رقصك للباليه، هل تستطيعين الإفصاح عن راتبك الشهري؟

راتبي الشهري لا يتجاوز الـ4 آلاف جنيه بعد 30 عامًا من العمل، والمرتب يبدأ من 1200 إلى 3500 لراقص الباليه المعين بدار الأوبرا "راتبي قليل جدا مع تعويم الجنيه، وغلاء الأسعار، وهي مفاجأة صادمة بس ده الواقع"، وراتب المحترف الأجنبي يزيد عن المحلي في حدود ألف جنيه، وإن تحدثنا عن حذاء راقص الباليه مثلًا، فيصل سعره ما بين 60 إلى 120 دولارًا، ويستهلك في إنتاج عمل فني واحد فقط، ولا يمكن ارتدائه لأكثر من عمل، إلى جانب أن كل نوع من الرقص له حذاءه المخصص.