رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بالصور| من النحت على الحجر إلى الثلج.. قصة نحاتة مصرية دفعها شغفها للسفر إلى الصين

كتب: دنيا أحمد رزق -

11:35 م | الثلاثاء 13 فبراير 2018

مريم رضوان

النحت أحد أقدم الفنون الراقية في العالم، احترفه القدماء المصريون وحضارات عديدة كان أبرزها مملكة الصين القديمة، وهو ما دفع النحاتة مريم رضوان إلى خوض تجربة مميزة تركت فيها أثرًا مميزًا على شخصيتها، فرغم تخصصها في النحت على الحجر إلا أن شغفها بالتجربة جعلها تتعلم تطويع الثلج لخدمة أفكارها الفنية.

نحو 26 ساعة قضّتها النحاتة المصرية في طريقها إلى شمال الصين برفقة شقيقها "مصطفى" متجهين إلى مدينة أربين، للمشاركة في مسابقة "أربين" الدولية 2018 للنحت على الثلج والجليد في دورتها الـ32، والتي أقيمت في الفترة من 6 حتى 13 يناير.

وحسبما ذكرت مريم، لـ"هن"، شاركت في مسابقتين للنحت الأولى هي نحت الجليد والثانية هي نحت الثلج، وهناك اختلاف كبير بينهم: "فالجليد، يستخدم فيها الثلج المجمد من النهر وهو شفاف اللون، المسابقة الثانية نحت الثلج، يستخدم فيها الثلج الذي يتساقط من السماء بعد تجميعه، وهذا لونه أبيض".

وشاركت فرق من 14 دولة يتميز مناخها بالبرودة القارسة وفصول شتاء باردة، وفنانين النحت بها محترفون عمل التماثيل الثلجية في درجات حرارة أقل من الصفر.

مريم رضوان تخرجت من كلية التربية الفنية عام 2011، وتحضر الماجستير في فن النحت، ومن خلال اطلاعها على أخبار فن النحت العالمي لرسالتها، لفت نظرها فن نحت الثلج، وأثار فضولها للمعرفة والتجربة، وقالت: مريم "عرفت عن المسابقة من فنان صيني، تعرفت عليه أثناء إحدى السفريات في المشاركات الدولية، فدفعني شغفي بالتجربة إلى المشاركة، مضيفةً "أنا حبيت أجرب لأن دي أول مرة في حياتي أشوف ثلج وأسافر مكان بارد بالشكل ده".

وقالت مريم: "عند وصولهم كان هناك اهتمام إعلامي كبير بالمشاركة المصرية، وذلك بسبب مناخ مصر الحار، فكان مثير وجود فنانين مصريين يشاركون في هذه الأجواء المثلجة، وذلك لعدم تدريب الفريق مسبقًا، وأنها تواصلت مع اللجنة المنظمة للمسابقة، وبعثت لهم صورًا من أعمالها، وتم قبلوها ودعوتها للاشتراك في المسابقة، وأضافتر أنه بالرغم من عدم وجود تجربة مسبقة لها في مجال نحت الثلج، أن قبولها في المسابقة لكونها تمارس إحدى أنواع النحت، بغض النظر عن الخامات التي تستخدمها.

نحت الجليد كان المسابقة الأولى"ice sculpture"، وكان عنوان العمل"Abstract"، وأمضت مريم في نحته يومان ونصف بمساعدة شقيقها مصطفى، عملت مريم وسط الجليد 12 ساعة يوميًا، وقالت: مريم لـ"هن"، "أنا كنت حاسه إني هتجمد، كنت حاسة إني مش هقدر أكمل الشغل للأخر، الجوانتي كان بيتبل والمياه بتدخل جوه وإيديا كانت بتتجمد، لكن كان بيتم تغييره سريعًا".

وأضافت أنها تجربتها الأولى للتعامل مع الثلج كخامة للنحت، ولأول مرة تستخدم أدوات نحت الثلج، لعدم وجودها في مصر، لكنها سريعًا ما تعودت على الأدوات، وأن نحت الثلج أكثر سهولة من نحت الأحجار ولكن له طريقة معاملة خاصة، قابل للكسر بسهولة، وله تقنيات مختلفة "ماتنفعش تستخدم في الحجر".

حصل الفريق المصري في نحت الجليد، على جائزة شرفية لمشاركته في المسابقة، وقالت: "المنافسة كانت كبيرة جدًا لأنهم فنانين كبار، وبلادهم كلها ثلج ولديهم خبرة في نحت الثلج تتعدى 10 سنوات، وأنها كانت تكتشف الأدوات وطريقة التعامل الصحيحة مع الثلج، حتى الملابس كانت مساعدة لهم جدًا".

نحت الثلج بدمج الفريق المصري مع فريق بولندا، وفي هذه المسابقة استخدم 4 أفراد الفريقين في عملهم الثلج الأبيض المتساقط من السماء والمجمع في صناديق خاصة، وقالت: مريم "المسابقة الثانية كانت أكثر سهولة لأن الثلج الأبيض أكثر صلابة من الثلج الشفاف مما كان يسهل عملية تشكيله".

استمرت مسابقة نحت الثلج "snow sculpture" لمدة ثلاثة أيام و نصف، وقام الفريقين المصري، والبولندي، بنحت عمل مستوحى من الأساطير اليونانية، بعنوان "Minotaur and Theseus"، وقد حصل العمل على جائزة التميز

وتابعت: مريم "أنه تم نحت مايقارب من 368 والتي تزين شوارع "أربين"، وستظل هذه الأعمال قائمة حتى نهاية فبراير، عندما ترتفع حرارة الجو إلى بعض درجات فوق الصفر، وحينها ستذوب، ولن يتبقي منها سوي الصور، حتى العالم القادم عندما يأتي فنانين جدد يشاركون في المسابقة".

وقالت: مريم عن تجربتها "التجربة بالنسبة لها فرقت بشكل كبير في شخصيتها، بسبب درجة الحرارة التي لأول مرة تعيش فيها، ولأنها تستخدم أدوات نحت الحجر، وأنها اكتسبت خبرات جديدة وتقنيات مختلفة وتعرفت على أدوات نحت الثلج، وأن هناك ملابس معينة، وأنها كانت تتناول طعام حار، وسعرات عالية لكِ تستطيع العمل في درجة الحرارة المنخفضة، وأنها فخورة بتجربتها وأنها ستشارك في كل التجارب المختلفة التى ستصلها معلومات عنها، وأنها أثببتت أن المصريين قادرين على فعل أي شيء، وأن حبها لمصر دفعها للأستمرار في التجربة لتثبت أن المصريين قادرين ومتميزين وإن كان في مناخ مختلف تمامًا عنهم".

 

الكلمات الدالة