رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«الوطن» تعيد نشر آخر حديث مع الراحلة نجوى أبو النجا

كتب: آية المليجى -

12:47 م | الثلاثاء 13 فبراير 2018

الإعلامية الراحلة نجوى أبو النجا

تعيد "الوطن" نشر آخر حديث أجرته مع الإعلامية الراحلة نجوى أبو النجا، والتي تحدثت فيه عن مشوارها الإعلامي، وأبرز المحطات التي أثرت في حياتها.

"ياللي عاوز تشتغل بإيدك وتشغل عقلك تعالى أعملك دورة".. كلمات بسيطة استقطبت بها الإعلامية نجوى أبوالنجا، آلاف الشباب، لعرض منتجاتهم، من خلال دورات نظمتها إذاعة الشباب والرياضة، ولم تكن "أسواق الشباب" هي أولى البرامج التي قدمتها أبوالنجا.

كشفت الإذاعية الراحلة خلال حديثها مع "الوطن"، أن نشأتها في المنصورة ساهمت في تكوين شخصيتها، بداية من الأب الذي ظل ينتظر قدوم الولد، وجهز مع زوجته مستلزمات طفله الأول، وما إن بشر بالأنثى حتى انتابه شعور بالحزن، ليقرر إعدادها كما لو كانت الولد الذي تمناه.. قالت: "مكانش بيحب يخليني أقعد وسط تجمعات النساء، ودايما يقولي بلاش كلام الهيافة، وكان بيجهزني للقاء أصدقائه".

لم تعش أبوالنجا طفولتها مثل أقرانها، حيث أصر والدها على غرس ما يعلو من شأنها، وجعل قراءة الكتب والصحف رفاقا لها، فضلا عن حرصه على إتقانها للغة العربية ومعرفة مخارج الألفاظ ونطقها بالصورة الصحيحة، مدعما ذلك بذهابها لـ"كُتاب" القرية لحفظ القرآن الكريم. لكن تعلقها الشديد بوالدها لم يغنها عن اكتساب الكثير من والدتها، التي جمعت بين الجمال الفتان ورجاحة العقل والتفكير.

وقعت أبوالنجا في غرام الميكروفون ما إن ذهبت للمدرسة في المنصورة، واستطاعت مستندة إلى ثقافتها الواسعة، أن تصبح رئيسة للإذاعة المدرسية. تعود أبوالنجا بالذاكرة إلى الماضي، وتتذكر زيارات كبار المذيعين والفنانين، ومنهم السفير نبيل بدر، مذيع برنامج "أوائل الطلبة" حينذاك، والإعلامية آمال فهمي: "كانت لابسة تايير وجونتي أبيض في إيدها، كانت واقفة بتلوح للتلاميذ من شباك الإذاعة المدرسية مثل الزعماء".

بعد انتهاء مرحلة التعليم الأساسي، والثانوية، انتقلت الإذاعية الراحلة من المنصورة إلى المحروسة، والتحقت بكلية الحقوق في جامعة القاهرة، رغبة في تحقيق حلم والدها، لكنها لم تغفل عشقها للميكروفون، وخلال دراستها بالحقوق، التحقت بمعهد الفنون المسرحية، ما أكسبها العديد من المهارات الحياتية من الجرأة والثقافة العميقة.

مجموعة من كبار الفنانين كانوا زملاء أبوالنجا خلال دراستها في معهد الفنون المسرحية، ومنهم، الراحل نور الشريف، نبيل الحلفاوي، فردوس عبدالحميد، عبدالعزيز مخيون، محمد وفيق، وسهير المرشدي.

ما عاشته أبوالنجا في المعهد ساهم في صقل شخصيتها، ومن بين أبرز ما عاشته في المعهد، كانت ذكرياتها مع الفنان نور الشريف، تروي موقفا لها معه: "كنت بعمل دور بنت مسترجلة في رواية الذباب لبول سارتر، والأستاذ نبيل الألفي صمم أني احلق زي الولاد عشان اتقمص الدور، ولقيت نور الشريف بيديني هدوم من عنده وقالي هتكون لايقة أكتر على الدور، وبالفعل لبستهم وعملت الدور صح، وكان الأستاذ نبيل مبسوط مني".

بين دراستها في معهد الفنون المسرحية، وحلم الميكروفون، سارت أبوالنجا على خطوط متوازية، حيث تعاونت مع إذاعة صوت العرب، بعد أن اجتازت عدة اختبارات صوتية، وبتكليف من الإذاعي وجدى الحكيم، كان تقرير "كعك العيد" أولى تجاربها، وبخطوات حماسية ذهبت الفتاة المثابرة لتصوير التقرير بإحدى المخابز بمنطقة باب الشعرية، وسط ضوضاء الشارع، وعندما عادت إلى الحكيم وجدته يمسك بالشريط يلقيه من الشباك، وصرخ في وجهها بغضب: "مين اللي عملك مذيعة".

لم تنطفئ شعلة الحماس داخل أبوالنجا، لكنها أخذت هذه الكلمات بإصرار وتحد، وأعادت تجربتها مع بعض الفقرات الإذاعية مثل شارع الصحافة، ثم تخرجت في معهد الفنون المسرحية، وقد اكتسبت مهارات حياتية وعملية مكنتها من إدارة الدفة.

بعد التخرج من معهد الفنون المسرحية، بدأت الإذاعية الراحلة عملها في إذاعة صوت العرب، أو "بيتي المفضل" حسب ما وصفتها لـ"الوطن"، وقدمت مجموعة متنوعة من البرامج، ومنها "يا هلا، واحد زائد واحد، ونجمات على الهواء".

"أضواء على الجانب الآخر" كان البرنامج الأبرز في تاريخ أبوالنجا، حيث استمر أكثر من 20 عاما، وكشف عن دستور حياة الشخصيات العامة، وكانت أولى حلقاتها الإذاعية مع سيد مرعي، حين كان رئيسا لمجلس الأمة آنذاك، قالت إنه كان يؤمن بالحسد: "كان بيحكي لما دخل سرادق الانتخابات مع شقيقه والمنصة كانت هتقع عليهم، وانهم نجوا بأعجوبة، وكان بيتفاءل بخاتم كان ديما بيلبسه".

كانت حلقة "أضواء على الجانب الآخر" مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، محطة مهمة في تاريخ البرنامج، وخلال البرنامج سألها الزعيم الراحل: "هل أنت قادرة عل طهي المحشي؟".

ومن الزعيم الفلسطيني الراحل إلى الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، الذي قالت عنه: "كان بسيط، كان بيقول تقيس نضافة المكان بنضافة الحمام"، بخلاف عدد كثير من الشخصيات السياسية، ومنهم ولي عهد الأردن الملك الحسين، المشير أبوغزالة، الذي نجحت في إظهار الجانب الخفي من شخصيته، من خفة دم وطيبة قلبه مع أولاده.

ووسط تجربتها مع صوت العرب، خاضت الإذاعية الراحلة تجربة جديدة مع التلفزيون، ببرنامج "السهرانيين"، قالت: "بيدور عن الناس اللي بتشتغل بالليل والناس نايمة، نزلنا وصورنا مع المخابز، وجنود المراقبة، حضرنا سرقات في قسم الجمالية، وأجرينا حوارات من داخل غرفة الولادة".

ومع اختلاف طبيعة العمل بين الإذاعة والتلفزيون، توقفت الإذاعية الراحلة عن تقديم البرنامج، قالت: "في الإذاعة كنت ملكة وكل الأمور كانت في إيدي، لكن التلفزيون في طاقم عمل كبير، ولما اللمبة تفرقع من عامل الإضاءة مرتين والتصوير يتلغى مقدرش أكمل البرنامج"، ثم عادت إلى معشوقتها صوت العرب.

"دوام الحال من المحال".. مثل انطبق مع أبوالنجا، حين قرر مسؤولون ترقيتها وتوليها منصب رئيس إذاعة الشباب والرياضة، ما أحزنها كثيرا لتركها "صوت العرب"، وانتقالها إلى مجال لم تكن تدرك عنه الكثير، قالت: "لقيت نفسي بروح في سكة بعيدة كل البعد عن صوت العرب، قررت أخد أسبوع عشان اقدر اقرأ وأفهم أكتر عن الرياضة والشباب، وقعدت اقرأ في الصحف تحليلات النقاد الرياضيين، وافهم كل ما يدور على أرض الملعب من أوفسايد، وضربة الجزاء".

ومع انتقالها لإدارة الشباب والرياضة، كانت أول مشكلة قابلتها "فقر المعلقين الرياضيين"، فقررت أبوالنجا عمل اختبارات للمعلقين، من شروطها إجادة اللغة العربية ولغة أجنبية، وتقديم نشرتين، قالت: "فتحت الباب أمام نجوم التحليل الرياضي حاليا، مثل، مجدي عبدالغني، أحمد شوبير، إسماعيل يوسف، وأحمد الطيب".

حققت أبوالنجا، نجاحا غير مسبوق في محطة الشباب والرياضة، حيث قدمت تحليلا رياضيا في الإذاعة للمرة الأولى، ونقلت المباريات من 7 ملاعب مختلفة، حتى هتف لها جماهير النادي الأهلي "نجوى أبوالنجا يا أبهة.. إيه العظمة دي كلها"، وتحدثت أبوالنجا عن قصة الشعار: "المعلق الرياضي اللي كان هايفتتح مباراة الأهلي والمقاولون، اتأخر، فاضطريت افتتاح المباراة بصوتي، بعدها خرجت جماهير الأهلي وقالت (نجوى أبوالنجا يا أبهة.. إيه العظمة دي كلها)".

النجاح الذي حققته أبوالنجا في "الشباب والرياضة"، جعلها تذهبت لأمين بسيوني رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون آنذاك، قالت: "لقيته بيقولي يا أستاذة نجوى دا اسمه النجاح السهل، الكورة والرياضة نجاح سهل، وريني شغلك مع الشباب". لتغادر مكتبه وهي محملة بالإصرار والتحدي.

"إن فاتك الميري اتمرغ في ترابه".. حملة أطلقتها الإذاعية الراحلة عبر إذاعة الشباب والرياضة، لتثبت قدرتها على النجاح في مجال الشباب مثل نجاحها في مجال الرياضة، حيث نجحت في استقطاب الكثير من الشباب، للعمل في الصناعات الصغيرة، مثل الخزف والصيني والفنون التطبيقية. وفتحت أبوالنجا أسواقا للشباب تحت رعاية الإذاعة المصرية، واستمرت الفكرة لدورات متتالية، افتتحها رئيس الوزراء.

وبقرار ترقية من جديد، أصبحت أبوالنجا رئيسا لقطاع القنوات المتخصصة، لتثبت نجاحها من جديد، ثم توالت عليها العديد من المناصب، حتى أصبحت مستشارا لصندوق التمويل الأهلي لرعاية النشء في وزارة الشباب والرياضة.