رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"لعبة الموت" تقتل أبا على يد نجله المريض في إمبابة.. وطبيب: تُفقد الشباب وعيهم

كتب: ندى نور -

03:49 ص | الأحد 14 يناير 2018

ارشيفية

لعبة يقبل عليها الكثير من الأطفال والشباب انتشرت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، تسببت في وفاة 5 أطفال في الجزائر مؤخرًا، وبدأت اللعبة عام 2013 وتبدو في البداية بسيطة وغير مضرة لكن مع الوقت تبدأ بإعطاء مجموعة من الأوامر والطلبات الغريبة على مدى 50 يومًا.

وتشمل الأوامر غير المألوفة الاستيقاظ في منتصف الليل ومشاهدة فيلم رعب، وتتدرج هكذا حتى تصل إلى مرحلة رسم حوت أزرق بشفرة الحلاقة، وبعد انتهاء الخمسين يومًا تطلب اللعبة من اللاعبين إنجاز الأمر الأخير وهو تحريضهم على الانتحار شنقًا أو قتل أقارب لهم.

تكاثرت الوفيات بين الأطفال حول العالم بسبب هذه اللعبة في مختلف دول العالم، ومن ضمن هذه الحوادث مقتل طفلين في الأرجنتين و40 طفلا في البرازيل وتشيلي وكولومبيا وصربيا وإسبانيا وانتشرت أيضا في المملكة العربية السعودية، ووصل عدد الضحايا في روسيا إلى 130 طفلا ومراهق، إلى أن وصلت إلى مصر عند قيام مريض نفسي بقتل أبوه لتدهور حالته الصحية وإدمانه لتلك اللعبة، وهي الجريمة التي أثارت الجدل بين أهالي حي إمبابة.

بدأت الواقعة بتصفح الشاب "محمد"، 32 عامًا، بعض المواقع عبر شبكة الإنترنت، حين طالع إعلانًا عن لعبة "الحوت الأزرق" التي تخلق تحديات مُثيرة تنتهي بالانتحار، وكان الاختبار الأول المعتاد في هذه اللعبة التدلي من "مشنقة" يعدها بنفسه في غرفته كبداية ثم تتدرج اللعبة في الطلبات حتى انتهت بأمره بقتل أحد أفراد أسرته.

ازداد تعلق الشاب الثلاثيني بتلك اللعبة، وكان يروي لأصدقائه كواليس كل مرحلة يتجاوزها، إلا أنه قبل انتهاء العام الماضي أخبر أحدهم بأن التحدي القادم هو "قتله أحد أفراد أسرته"، جاء ذلك بالتزامن مع حلم راوده خلال نومه بقتل والده.

قبل أيام، فوجئ أهالي حي إمبابة بصراخ والدته حسب ما رواه إحدى أهالي المنطقة لـ"هن"، وعند توجه البعض للمنزل، كانت الفاجعة موت "عم محمد" على يد ابنه، بطعنة نافذة في الصدر لفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة، فور وصوله مستشفى إمبابة العام.

لم يكن الأب البسيط "عم محمد"، القاطن بمنزل من 5 طوابق في شارع جابر بمنطقة إمبابة، برفقة زوجته وابنه، يتخيل أن تنتهي حياته على يد ابنه، الذي طالما عانى من تدهور حالته النفسية خاصة بعد فشله في الحصول على فرصة عمل يستطيع من خلالها تدبير شئون حياته والخروج من حالة الفراغ التي كان يعيش فيها.

وأوضح "علي محمد" أحد أهالي المنطقة، أن تدهور الحالة النفسية للشاب، جعلت والده يفكر في إيداعه بأحد مستشفيات الأمراض النفسية، ولكنه تراجع عن تلك الخطوة ظنًا منه أنه يحتاج للراحة فقط.

وعلق الدكتور محمود الشيخ أستاذ الأمراض النفسية والعصبية، على الواقعة، موضحًا أن هذه الألعاب تمثل خطورة على المجتمع بأكمله، وأنه من المفترض وجود رقابة عليها.

وأشار "الشيخ"، إلى أن تفرغ الشاب ومعاناته النفسية، بسبب رغبته في الحصول على فرصة عمل والزواج وتحقيق الطموحات، خلقت لديه حالة من الإحباط والاكتئاب، وقد تصل إلى الرغبة في الانتحار في بعض الأحيان.

وأكد أن الحتمية النفسية هي المسئولة عن حالة الانسياق، التي يصل إليها البعض، وتتضمن الرغبة في تحقيق كل مراحل اللعبة، دون خسارة أي مرحلة بها والانسياق وراءها، حتى وإن تطورت إلى إيذاء أقرب الأشخاص إليه، "فهو يصبح خاضع لكل أوامر اللعبة دون التفكير في عواقبها وهي الحالة التي لا تختلف بين الأطفال والشباب وكبار السن، لأن تدهور الحالة النفسية يفقد الإنسان التفكير بعقلانية".

الكلمات الدالة