قبل عام، حددت مي عصام موعد زفافها وشرعت في تنفيذ فكرتها بحجز فستان فرحتها، لتجد أن أقل سعر للواحد 5 آلاف جنيه، على أن سعر تأجيره ألفي جنيه.

في كلتا الحالتين تتكلف «مي» مبلغا، حتى قررت في النهاية شراء الفستان لا تأجيره، وتقول: «شعرت بالصدمة، وقولت مادام هدفع مبلغ، فاشتري فستان غالي، وأحسن يكون ملكي».

8 آلاف جنيه، تكلفة الفستان الأبيض، ذو قماش مطرز، وأكمام طويلة، وطرحة بذات اللون، وتستكمل: «فعلا كان كل اللي يشوف الفستان ينبهر بيه».

قرار «تعويم الجنيه» ضرب أسعار فساتين الأفراح، ليتراوح سعر تأجير الواحد ما بين 6 و10 آلاف جنيه، وتقول: «السنة دي، من أصحابي اللي نزل يأجر، لقى السعر ده، وفيه أقل ولكنه شكله ملبوس وقديم».

وبانتهاء ليلة زفافها، قررت «مي» ركنته عند والدتها، بالإسكندرية: «لأن كانت مساحته كبيرة في البيت، وأنا عايزة أحافظ عليه».

وبمرور عام من زواجها، قررت «مي»، التي تدرس بكلية التجارة جامعة القاهرة بيعه لأن تستفيد من عائده، ولكن: «بس قولت وبعد ما أبيعه مسيرها الفلوس هتروح، وزوجي مكنش مقتنع بفكرة البيع».

وتقول «مي» التي هي أم لرضيع يبلغ من العمر 4 أشهر، لـ«هن»، إن فكرتها تحولت من بيعه إلى التبرع به، للغير القادرات، ليتممن ليلة زفافهن، ومن ثم يرجع إليها ثانية.

ووضعت «مي» شروطا لحجزه، في أن يتراوح وزن الفتاة بين 36 و75 كيلو جراما، وإعطائها صورة من البطاقة الشخصية للزوج، أو العريس، ودفع 150 أو 200 جنيه تكلفه تنظيفه أو غسله في كل مرة يتم استلافه، ومبلغ تأمين «بسيط» على أن يسترد فور رجوعه، مع إبلاغها بحجزه قبل أسبوعين من الاستلام.

تقول «مي» إنها وضعت تلك الشرط حفاظا على الفستان، ومنعا من تناقله بين خيط الحياكين: «الفستان مزود برباط من الضهر بحيث يكون متجسم على اللي هتلبسه، ولازم يتغسل بعد كل لابسة عشان يستفيد بيه أكبر عدد ممكن».

عرضت تلك الفكرة بعد أن استشارت زوجها الذي مدرسا عبر «مجموعة» لأهل الإسكندرية على موقع التواصل «فيس بوك»، في أغسطس الماضي: «عشان الفستان عند والدتي ويكون أسهل في التواصل».

تقول «مي» إن سعر الفستان الواحد وصل لـ 15 ألف جنيه، وأن تكلفة الخياطة ما بين 400 و500 جنيه، وتتابع: «فيه ناس مقتدرين بدأت توصلي ولكن معهمش يدفعوا الأرقام الفلكية دي، بديهم الفستان ولكن بيدفعوا مبلغ تحدده يكون ثمن تأجيره».

نصحها بعض الفتيات أن يأخذن قطعة من الذهب بديلا لمبلغ التأمين، حتى لا تتعرض لأي محاولات نصب، وتقول: «لقيت ناس عملت نفس الفكرة وأتنصب عليهم، بس بدأت أزود في مبلغ التأمين بالإضافة إلى ألزمية الشروط التانية».

سمع بالفستان مقبلات على الزواج من محافظات أخرى: «جالي ناس من البحيرة، ومعظمهم من إسكندرية لأن الجروب كان لأهل المحافظة».

ما بين 3 لـ 4 عروسات يحجزن الفستان، في الأسبوع الواحد، وبحساب نسبة من ارتدينه، وجدت أن العدد 34 عروسا، لشهرين ويزيد، منذ أن كتبت المنشور، وتضيف: «أنا معنديش مانع لو كل يوم بس طبعا مش هينفع عشان يلحق يتنضف ممكن أقصى حاجة 3 عرايس».

وتقول «مي» التي تبلغ من العمر 22 عاما: «اتعرض عليّ كتير أكسب منه، بس أنا فعلا عايزة أفرّح بيه البنات، وفعلا مش بكسب منه، ولو نيتي كده كنت هجبي، لكن أنا كتبت البوست، والناس بتاخده وترجعه، لغير القادرات على دفع المبالغ الفلكية دي».