رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هي

«أمنية».. قصة فتاة تعرضت للعنف فتعلمت "الكابويرا" لتدافع عن نفسها

كتب: نرمين عصام الدين -

02:44 م | الأربعاء 11 أكتوبر 2017

أمنية محمد

استطاعت أمنية محمد التي تقطن بمحافظة السويس أن تقنع أبويها بالإقامة في القاهرة، لدراسة الإعلام، بكلية الآداب، بعد أن مارست كل أشكال الإلحاح، لتقيم بالعاصمة منذ أربع سنوات، وتدخل دوامة "الدراسة، والشغل، والتنقل بين سكنًا وآخر".

لم تكن والدتها راضية بإقامتها الجديدة في أول عام من الدراسة حتى أجبرتها على المكوث بالمنزل وحضور الامتحانات فقط: "التنسيق جابني هنا، ودخلت تربية ومتكيفتش مع مواد الكلية، وسحبت الورق وقدمت في آداب إعلام، وتفوقت".

بجانب تلك المحطة عرضت الفتاة العشرينية فكرة على والدتها وهو العمل أثناء دراستها: "دايمًا أمي بتقولي لما أموت ابقي اشتغلي، بس أنا فعلًا اشتغلت، واعتمدت على النفسي من مصاريف".

في العام الثاني من الدراسة، قررت الإقامة بالمدينة الجامعية التابعة لجامعة القاهرة: "كنّا ستة في الأوضة، واتعرضت لمواقف كتيرة اتعاملت مع بنات كتيرة وبعدين روحت بيت الطالبات خارجي".

تعرضت للكثير من السرقات لأشياء تبدو صغيرة: "اكتشفت أن القفل الأسود ممكن يتفتح عادي بأي مفتاح من قفل بنفس الحجم، واتسرقت في الفلوس والفضة حتى الأكل والشرب".

"السرير كان متر، كنّا بننام عكس بعض رجليها في وشي، ووشي في رجليها".. بتلك الكلمات تصف أمنية ما وصلت إليه في السكن الجديد، حيث كثرت الخلافات مع "أم حمادة" -كما يلقبونها- وهي مالكة بيت الطالبات الجديد، التي انتقلت إليه في السنة التالية لها من الغربة، القاطن بمنطقة منشية الصدر: "مكنتش صعبة في المواعيد والقواعد، ولازم أكون في البيت 10 مساء، وكان فيه بنات تديلها فلوس زيادة وتنزل ولهم الحرية وعايزاها تعملك أي حاجة تديها فلوس".

وفي غفلة بأحد الشجارات تصدى الأمر زوج "أم حمادة" للفتاة العشرينية، فأمسك ظهرها من الخلف، مُدعيا في ذلك إبعادها عن زوجته: "من هنا بدأ الضرب، ولقيتني ضربته بالقلم على وشه، وضربني على وشي، وكتفني من هدومي وبادلنا الضرب حتى بنات البيت نزلوا وخلصوا الموضوع"، دائمًا تتجنب جداله ومناقشاته التي تلاحقها: "الراجل ده أساسًا بصباص ومش محترم".

حتى قررت أمنية أمرين؛ الأول إجراء محضر بالقسم التابع للمنطقة، والثاني هو ترك البيت: "اعتذر لي ومعملتش المحضر، واتضح أن البيت مش مرخص لسكن الطالبات والمغتربات، ووقتها بس حسيت بعدم الأمان في البيت ده فكان لازم أمشي".

ذهبت لمنزل آخر في نفس المنطقة، حتى أعجب بها شاب يقطن بنفس السكن: "كان بيت عيلة، وقتها كان شغلي ودراستي، واتخطبت لواحد سافر لأهلي في السويس، ولكن مكنش حظي".

تعامل معها الشاب الذي يكبرها بـ5 سنوات بعنف وتوجيه الأوامر والنواهي دون نقاش: "مرة شد شعري في الشارع وجرني على البيت، وشوه حياتي وسمعتي في شغلي، بسبب غيرته المرضية وغير المنطقية، وضربني مرات، وكان بيطفي السيجارة في إيدي، وسيبت الشغل والسكن بسببه".

تذكر الفتاة آخر لقاء به، بينما كان ينتظرها بمدخل البيت مدخنًا، فأخذت سيجارته، وبسطت أصابعه وأطفأتها في بطن يده: "قررت في آخر مقابلة أخد حقي ومخفتش، وكنت متوقعة يضربني بس رد فعله كان غريب وسكت ومن وقتها بعدت".

لم تفكر الفتاة طيلة الوقت بما تمر به في القاهرة، بدءًا من خلافاتها الصغيرة التي كانت تحدث في المسكن حتى بما يقع مع خطيبها: "لأننا كنا متفقين حياتنا لينا مش لأهالينا وهو عارف إني اتحملت كتير، وكان بيعاملني كده لأنه فاكر إني ضعيفة بسبب إني عايشة لوحدى هنا".

كانت "الكابويرا" حلًا تفكر به الفتاة، حيث قررت الطالبة التي تدرس الإعلام في السنة الدراسية الأخيرة أن تتعلم "اللعبة"، وهي فن من الفنون القتالية الحديثة التي أتت إلى مصر من البرازيل، حتى مارستها لمدة 6 أشهر، للدفاع عن نفسها، وإماطة من يحاول أن يمسها بالأذى: "هي أعنف الألعاب من الكونفو والكاراتيه، واتعلمت الدفاعات ضد الهجمات، وماسكات معينة في الدفاع عن النفس، وأنا بحب أي حاجة فيها عنف".

ترى أمنية التي هي أكبر أخواتها، أن تنشئة والدها على تعنيفهن من أكثر ما أفادها في الغربة: "من صغري أبويا كان معنفني في الهزار، بس مش في الجد، وبقيت على طبعه عنيفة في هزاري بمعنى الكلمة، حتى كان بيلعب معايا على الأساس ده، لأنه كان نفسه في ولد، وده أثر معايا أوي وأنا لوحدي في الغربة بشكل ظاهر".

الكلمات الدالة