رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هي

حكاية "إسراء" المغتربة التي تعرضت للضرب من مريضة نفسيا

كتب: نرمين عصام الدين -

02:44 م | الأربعاء 11 أكتوبر 2017

إسراء فخرالدين

مسكن مغتربات بالجيزة، بإحد الأحياء الشعبية، قررت إسراء فخر الدين أن تستقر به، للالتحاق بكلية الإعلام، جامعة القاهرة، لتمكث في القاهرة لـ7 سنوات، بعد عناء الدراسة والتخرج لتدخل دائرة العمل بالصحافة.

لم تكن دراسة الإعلام نتاج مجموعها الذي حصلت عليه في الثانوية العامة وهو 97%، بل كان حلمًا يداعبها منذ دراستها الابتدائية بالمنوفية، حتى تدرجت بالعمل الصحفي منذ عامها الأول في العاصمة؛ فتعارض عملها بالمجال مع فكرة سكنها بالمدينة الجامعية والتي تحدد حد أقصى 9 مساء للتواجد: "اشتغلت من أول سنة ليّ في الكلية في جرايد إلكترونية كتيرة، وبمنى ماسبيرو في محطة البرنامج العام، ثم مجال الإعداد التليفزيوني ببرنامج كلام هوانم بعد أن تخرجت في 2015".

تعددت مجالات أخواتها الفتيات ما بين الطب والتدريس والهندسة: "حتى أنا قبل ما اشتغل في الإعلام كنت في خدمة العملاء كخريجة جديدة، ووالدي وولدتي دايمًا بيشجعونا كلنا في المكان اللي تحبه أكتر، وهو أصر إننا ندخل أحسن حاجة في المجال من فكرة أنكم ترفعوا راسي".

"الحرية في الاختيار".. مبدأ تعلمته الفتاة العشرينية من والدها، ما جعلها تنتقل إلى القاهرة ثم من سكن لآخر جديد خاص بالمغتربات تتواءم حرية مواعيده مع طبيعة عملها: "من هنا عشان أقدر أتحرك انتقلت إلى سكن خارجي غير المدينة الجامعية، والست صاحبة البيت كويسة جدًا مع البنات".

ترى إسراء أنه ليس من الصعب أن تتعامل مع امرأة في تلبية أمورها، فاطمأنت، بما وجدته من توافق الفكر مع مالكة البيت: "هي دايمًا مهتمة، وبتحل المشكلات وزي مامتنا بالظبط ، ودي حاجة مهمة لأنها رقيب زي الأب والأم وده ميمنعش إنك رقيبة نفسك بس لما تلاقي حد يسألك بتعملي إيه وتأخرتي ليه وهي جادعة وهتعرف تسمعك وتحكي لأنها ست وإحنا كبنات".

التحقق من الشخصية من خلال تسليم صورة البطاقة لمالك البيت لم يكن الأمر الوحيد في رفع درجات الأمان، حتى في إحدى المرات، أثناء حديث إسراء مع زميلتها بالسكن، انهالت عليها أخرى بالضرب فجأة، وتعانفت معها بالأيدي في كل أنحاء جسمها: "سكنت معانا واحدة تبدو مريضة نفسيا، وإحنا منعرفش وكانت بتدرس علم نفس وأفعالها متزنة لـ6 شهور معانا، وفي حديث زميلة، حبست زميلتي، وفجاة تعدت عليا بالضرب في كل أنحاء جسمي وكل اللي جه على بالي أنطق الشهادتين".

"سبحان الله كما يقال إن المرضى النفسيين هما اللي بيتعمقوا أكتر في علم النفس".. جملة تعتقد بها إسراء جراء ما رأته من الفتاة التي تعدت عليها: "أنا مصدومة من اللي حصل، وصاحبة البيت قالت لها لازم تمشي، ومامتها اتصلت بينا وبلغتنا إنها بتعاني من مرض نفسي، فلازم يكون فيه معايير بنعرف بيها الشخص إذا كان مهيأ نفسيا للتعامل مع غيره أم لا".

تقول إسراء إنه من الأفضل التعامل مع أهل الشارع في صراحة، وإبلاغهم بالاغتراب إذ تسائل أحدهم: "في الأول الناس كانت بتقول لي إنتِ جديدة هنا، فكنت أقولهم إني مغتربة ودي صراحة متخوفنيش من حد، والناس عرفوني خلاص ورابع سنة ليّ في المكان وعاشرتهم".

تجد في أعين الناس، تقبل فكرة الاغتراب للفتاة، فهي ظاهرة تترجمها عدد الإعلانات الخاصة بتسكين الفتيات المغتربات، بينما ذلك لا يعكس ما تريده المغتربة ضمنًا، حتى يسيء لها البعض بغربتها: "إنتِ بعيدة عن أهلك يبقى بتعملي حاجة غلط، وقابلت ده من العيلة نفسها قاعدة بره البيت بتعملي اللي على هواكي والغلط، ولكن أنا مخطوبة وهو مغترب زيي في القاهرة".

ثمن بسيط تدفعه إسراء إيجار للسكن، وامتلاكًا للغربة.. "من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر"، كلمات قالها المسيح، عليه السلام، استعانت بها إسراء لتصف غربتها بما لها ومن عليها.