ولد محمد في هيئة "غريبة"، فخرج من بطن أمه بقدميه ويديه لكن دون رأس، وهو في عمر 6 أشهر، تعرض لـ"نزلة برد"، ما جعل والدته فايزة عبدالعال تذهب به إلى مستفشفى حكومي بالإسكندرية لعلاجه.

"عيب في العمود الفقري وكل ما يكبر هيعوج، وهيأثر على رجله"، تشخيص أولي أبلغها به طبيب الحالة، مع ضرورة عرضه على هيئة من الأطباء، واتباعه لعلاج طبيعي طويل المدى.

وعند اكتمال العام الأول من عمره، تابعت والدته بمستشفى حكومي آخر: "قالوا لي لازم يرتدي الحزام الطبي، ومستلزمات طبية أخرى غالية الثمن"، وضرورة إجراء عملية "استكشاف" عند اكتماله 6 سنوات: "لقيت كلام تاني، وبدأوا يقولوا لي العملية خطر عليه لأن الرئة شغالة".

"تثبيت فقرات وإصلاح تشوهات في العمود الفقري"، عملية على إثرها اشترط الطبيب إمضاء والديه على قرار "خطورة" على نجليهما، الأوسط بين أخواته الأربع، ما جعل أبويه ينصرفان عن الفكرة.

وتتابع أنها سافرت إلى أسيوط عند سن 12 عاما للبحث عن طبيب يعالجه: "هو بيمشي بس النفس قصير شوية، وساعات مبيقدرش ينام من قلة النفس".

رحلة علاجية بدأها طالب الصف الثاني الثانوية الزراعية، والذي يبلغ من العمر 19 عاما، حيث التعليم المهني، وتقول: "عشان ابني مبيقدرش يروح المدرسة عشان نفسه والحركة، وبيروح على الامتحانات بس".

"الدكاترة قالوا بعد سن 21عاما، وأن يكتمل عمر الرشد، مش هيقدر يمشي ولا يتكلم وهيتنفس بصعوبة جدا"، تقولها فايزة باحثة عن متبنِ لحالته، وتحمل تكاليف علاجه.

أطباء كتير بلغوني بعد إجراء التحاليل اللازمة أن علاجه مش هنا"، موضحة سبب ذلك الذي يكمن في افتقار المراكز الطبية في مصر الأجهزة اللازمة لحالته، برغم وجود خدمة طبية ذات كفاءة.

"بتمنى من ربنا يسافر بره مصر عشان يتعالج"، متابعة أن الحالة تسوء باستمرار، في غير قدرة على تناول الطعام إلا بمرة واحدة في اليوم؛ لصعوبة في التنفس.