رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"ماجدة" محامية وبياعة كُلة في منطقة شعبية: "مهنة أبويا"

كتب: نرمين عصام الدين -

12:54 م | الإثنين 02 أكتوبر 2017

ماجدة

في أثناء دراستها بكلية الحقوق جامعة عين شمس، وبالسنة الثانية تحديدا، توجهت بالعمل في أحد محلات والدها الذي امتلك توكيلا تابعا لإحدى الشركات الخاصة في بيع "الكُلّة"، لتتجه بشكل فردي إلى التجارة بعد وفاته لتتعدى سنوات عملها أكثر من 15 عاما.

وتتبع ماجدة علي نقابة المحامين، لتكون"محامية حرة" على حد وصفها، تختار ما تشاء من القضايا لتترافع أمامها: "بشتغل في قضايا معينة، علشان أوائم بين عملي كمحامية، وشغلي في المحل".

وتقول إن القضايا التي تختارها تخصها بالأصل فترفع بقضايا أحد أقاربها أو معارف لها: "أنا الحمد لله محامية شاطرة، وأخدت كذا حكم كويس، الأول كنت شغالة في حياة ولدي، وبعد ما مات مسكت محل لوحده وبباشر فيه التجارة، اتخدت خطوتها الثانية بعد أن تزوجت".

ماجدة الأخت الأكبر التي تعمل بتجارة "الكُلّة" وصناعتها في محل خاص بها بإحدى الأزقة، بإحدى الأحياء الشعبية في القاهرة، ويتولى أخيها الأصغر أحد الأفرع المتخصصة في ذات الشأن: "أنا حبيت المجال وقدرت أحقق نفسي فيه".

وتزوجت ماجدة منذ 14 عاما، وأنجبت طفلين: "ولادي متفوقين دراسة، ورياضة وبنتي وابني بيتلقوا تدريبات في ألعاب القوى".

تعرف في المنطقة بإنها ابنة "علي السلحدار"، فضلت تغيير لقبه، والذي يعمل بتجارة "الكُلّة" منذ أعوام عديدة، ما يجعل من يتعامل معها بحد من الحدود، كما تقول لـ"هن".

"المكان هنا بيحتاجك حازمة في تعاملاتك شوية، لأنك بتتعاملي مع فئات مختلفة بداية من التجار حتى الجزمجي اللي مفيش تعليم خالص"، موضحة أنها تنتقي من تتعامل معه، من مستخدمي "الكُلّة".

في الاجتماع مع وكلاء الشركات، تكن ماجدة المرأة الوحيدة بينهم، إذ اختارت مجالا أغلب رواده من الرجال: "حتى من التجار اللي بقى يقول لي أتمنى أجيب بنت زيك، تقدر تقف تاني وتمسك اسم والدها وتكون ثابتة نفسها كده".

أسست شعارات وتصميمات "جديدة" في تجارة "الكُلّة" تبعا للفرع الذي تولته، والذي يقع بنفس الشارع للمحل القديم الذي يملكه والدها.

في أوقات بيبقى مفيش شغل خالص، وأوقات بشتغل أكثر من 12 ساعة من الاتفاق على تحديد الأسعار، والتركيبات، وتحديد الأصناف.

ترتبط ماجدة بمواسم معينة تنتعش بها حركة البيع والشراء، حيث شهر رمضان فتمكث بالمحل لأوقات متأخرة من الليل، وأيام الأعياد، ولكن تفرّق ماجدة بين حركة التجارة بعد زيادة الأسعار التي ضربت كافة المنتجات وقديما في رخص الأسعار.

بين صناديق "الكُلّة" ثقيلة الوزن، والخفيفة، تحملها ماجدة لتضعها في أماكنها المناسبة بالمحل الذي هيأت حوائطه بأشكال مربعة: "بضطر ساعات أشيل صناديق لـ 15 كيلو، وأرّص البضاعة في المحل".

يرافق ماجدة، في تولي المحل زوجها، الذي يعمل مديرا بإحدى المؤسسات الحكومية: "دلوقتي معنديش عُمال، وهو ساعات يقف معايا".

"الكل عارف مين اللي واقف في المحل، حتى الناس لقبوني بـ"الحاجة"، تقولها هند رغم عمرها الذي لم يتجاوز الـ40 عاما، يناديها به الكبير والصغير، وليس يسبب إزعاجا لها، متابعة أنها تشعر بـ"الانبساط" بذلك اللقب.

وأوضحت أن اللقب يشير إلى الحدود التي ترتسمها في التعامل، وليس السن؛ الأمر الذي يرى زوجها ذلك اللقب فيها في التعامل أمام الناس لأن المجال "صعب" حسبما تصف: "زوجي بيشوفني الحاجة أدام الناس، وبيشجعني دايما".

تقول ماجدة، إن المجال له مميزات وعيوب، مثل المجالات الأخرى، ومن ضمن الأولى أنها تدير العملية وليس يوجد أحد يعطيها تعليمات بما يجب أن تفعله وأن لا يجب: "مفيش رقيب عليّ، وأنا مبحبش حد يتحكم فيّ وده راجع لتربيتي".

وتتابع أن ذلك علمها اتخاذ القرارات الصحيحة في أوقاتها المناسبة.

وتقارن ماجدة، بالعمل الذي تديره، والآخر الذي بدأت به، فعملت بمكتب محاماة، وتدريب في بنك: "لما اشتغلت تحت إيد حد، محبتش الشغلة، حسيت أني مخنوقة، ومقيدة".

الجمع بين المحاماة والتجارة في "الكُلّة"، طريق ارتسمته ماجدة، ولكن تميل في أن تقضي معظم أوقاتها بالمحل، موضحة أن الهدف الأساسي لها هو بقاء اسم والدها بالتجارة في وفاته: "هدفي أن المحل يفضل مفتوح، واسمه موجود في السوق".

تقول ماجدة، إن والدها تولى توكيلا في "تجارة الكُلّة" منذ 30 عاما، وأنه لم يتلقى تعليمه، ولكنه استطاع بناء اسمه في التجارة: "أوقات الشغل بيفرض علينا نتعامل مع كل الفئات، ولكن بالحدود، والتعليم مش شرط للأدب".

وتضيف ماجدة إن هناك حرية لاختيار ما ترتديه من ملابس ولكن مع موائمة المكان الذي به، وأن التجارة زاد عليها الاهتمام بأسرتها واحتياجات منزلها.