رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هي

«منعنا الختان خلاص».. «الخالة سعيدة» قضت على موروث شعبي في المنيا

كتب: آية المليجى -

02:26 م | السبت 30 سبتمبر 2017

أرشيفية

تمتزج ملامح بريئة بابتسامة لم تتعكر بضغوط الحياة، وسرعان ما تتبدل إلى علامات من الذعر والرعب في مشهد لن يمحى من تلك الذاكرة الصغيرة حينما يذهبن مع أمهاتهن لإجراء عملية "الختان".

ومن داخل إحدى القرى الصغيرة بمحافظة المنيا التي ترسخت في أذهان نسائها ممارسة هذه العادة الضارة حفاظا على التقاليد الموروثة، خرجت بعض السيدات من هذا الثوب ليقضوا بأنفسهن على هذه الظاهرة وتصبح "دير البرشا" قرية خالية من ختان الإناث.

جلسة عرفية رأسها شيخ المسجد وكاهن الكنيسة، فضلا عن كبار رجال القرية الصغيرة، حضرها الخالة سعيدة وعم عيد، اللذان اعتادا على إجراء عملية الختان، آخذين منهم العهد بإيقاف هذه العادة الضارة للفتيات، ليسجلوا هذا الحديث بوثيقة تقر منع تلك العمليات الضارة داخل القرية، وانضمت إليها 12 سيدة قائمة بهذا الفعل، وذلك في أواخر ثمانينات القرن الماضي.  

السير في أزقة القرية الصغيرة وطرق أبواب منازل ضمت بين أركانها فتيات مقبلات على الختان، خطوات سارت على دربها الخالة سعيدة برفقة زميلاتها للحديث مع الأهالي عن الأضرار النفسية والجسدية التي تلاحق الفتاة بهذه العادة، ليكن الطرد من البيوت وتوجيه السباب إليهن، الرد الذي تلقته نساء الحملة في البداية، بحسب حديث القس أنطونيوس بشرى كاهن كنيسة دير البرشا لـ"الوطن".

الإصرار في استكمال العهد الذي قطعته هؤلاء السيدات على أنفسهن، هو التحدي الذي قرر أعضاء الحملة الفوز به، ليأخذوا من النزيف الذي حدث لإحدى الفتيات بعد الختان مثال حي يستشهدن به على خطورة هذه العادة، غير أنهن اتخذن من الأديان السماوية سندا قويا يلجأن إليه، حتى نجحن بالفعل في القضاء على هذه الظاهرة السيئة "القرية بقت خالية من الختان، ولو في أي حالة هتبقى فردية ومش ظاهرة".

ندوات مستمرة نظمتها الهيئة الإنجيلية بكنيسة القرية، تعطيها فتيات يتم اختيارهن من رجال الكنيسة للمتابعة مع أهالي القرية في القضاء على هذه الظاهرة واستئصال أي عادة سيئة، وإعطاء مناهج التوعية الصحيحة التي تستمر لمدة 9 أشهر في شتى الموضوعات الاجتماعية المختلفة مثل محو الأمية أو اختيار شريك الحياة ومعرفة حقوق المرأة والحصول عليها.

"الختان خلص من زمان، ومحدش بيتكلم فيه"، بهذه الجملة استهلت جيهان نبيل، مسؤولة المرأة في مجلس قروي بقرية دير البرشا، حديثها مؤكدة على القضاء على هذه الظاهرة داخل القرية والمناطق المجاورة، وذلك بفضل الخالة سعيدة ورفيقتها من الحملة.

ورغم أن جيهان نبيل لم تلتق بالخالة سعيدة من قبل، إلا أنها تدرك جيدا الأثر الطيب الذي تركته في القرية حتى بعد رحيل معظم أعضاء الحملة "أنا معملتش الختان لبناتي".

الحديث عن الصحة الإنجابية وتربية الأطفال بطريقة سليمة وزرع التفكير السليم بداخلهما هي الموضوعات الدائر الحديث عنها داخل القرية "الختان اتمنع خلاص".   

 

 

الكلمات الدالة