رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هو

«كل شيخ وله طريقة».. قصة تراث جمع بين «العوالم» و«المشايخ» بالإسكندرية

كتب: نرمين عصام الدين -

10:41 ص | السبت 16 سبتمبر 2017

العوالم

كل شيخ وله طريقة.. مقولة جسدتها إحدى المناطق الشعبية في حي بحري بالإسكندرية، حيث يجمع شارع، والذي هو فاصل بين قهوتي العوالم والمشايخ، لتقع الأولى بشارع «رأس التين»، والثانية بـ«أبو وردة» خلفه، لتلتقي القهوتان على عمل دكان الفراشة الذي يؤسس الشوادر والسرادق.

حكايات كثيرة تناولتها «قهوة العوالم»، التي أطلق عليها «قهوة العربجية» أو الفنانين فيما بعد؛ ليؤكد روادها أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى عائلة العطار التي كانت تمتهن تنظيم الأفراح الشعبية، والكسب منها، وتوفير ما يستلزمه من الراقصات، والطبال، والمطربين.

وعلى نفس الخطى، ولكن باتجاه آخر كان نصيب الحديث لـ«قهوة المشايخ» كما أطلق عليها، نسبة إلى تجمع المقرئين بها، بخلاف أن مؤسسيها لا يعملن بالتدريس بالأزهر، أو بالجوامع، وترتيل القرآن في المناسبات، ولكن سميت بهذا الاسم نسبة إلى مرتديها من جميع أنحاء المحافظات، حتى ظل البعض يجتمع بها حتى الآن، صدفة.

شكلان مختلفان جمعهما دكان الفراشة الموازي، والكائن بجوارهما؛ لأكثر من 50 عاما، لصاحبه «عادل السيد»، فيقع بتقاطع الشارعين، ويجمع بالتعامل مع الفنانين، والمشايخ في آن واحد؛ بما يطلبه زبائنه بمختلف المناسبات، وإنشاء الشوادر.

«الوطن» التقت أصحاب المهن، على كل لون؛ بمن يقرأ ويرتل القرآن لإحياء المآتم، والآخر من الفنانين ليحيي الأفراح والأعياد؛ لتقف على سبب التسمية، ووقت تأسيسهما، وقصص أصحابهما، والأحداث التي تجمع بينهما، وما آلت إليه.

بالحديث عن قهوة المقرئين أو المشايخ كما أشيع شهرتها، فتقع بشارع «أبو وردة»، بحي شعبي بمنطقة بحري، بالإسكندرية.

وسميت بهذا الاسم؛ نسبة إلى كثرة المشايخ الذي يترددون عليها من تأسيسها، ويقول علي محمد، مالك القهوة، لـ«الوطن«: «القهوة بقالها فوق الـ60 سنة، واليافطة مش موجودة دلوقتي لأن التجديد تبع الرخصة مسمنهاش».

ويوضح المالك السبعيني: «اشتهر حي بحري بجلوس أصحاب المهن، وترددها على مقاهٍ بعينها، ولذلك اتخذ اسمها من تلك المهن، فكل مهنة ولها روادها ومتخصصوها، اللي بيتجمعوا على قهوة معينة».

«مفيش شاب من المقرئين بيقعد عندنا وكلهم كبار السن، وأكثر الجالسين من العامة»، حسبما يقول علي محمد مشيرا إلى الفرق بين من يتردد على القهوة قديما من المقرئين الصغار، ودارسي الأزهر، وكبار السن الملتزمين من يومئذ حتى الآن.

من جانبه، يقول محمد العطار، 50 عاما، أحد أحفاد مؤسس قهوة العوالم: «ارتبط اسم القهوة بأسرة حمامة العطار، على مستوى الإسكندرية، والتي كانت تمتهن الفن الشعبي بالأفراح والمسارح، لأكثر من 60 عامًا، فكان وما زال مكانًا لالتقاء الفنانين، والمطربين».

ويوضح: «الملاهي القديمة بمسرح كوتة، في الشاطبي، أثرت على الفن الشعبي، الذي تغير بظهور القاعات الجديدة للأفراح؛ فالناس بدأت لقمة عيشها تقل، ومفيش شغل زي الأول».

ويتابع قائلا: «لأكثر من 10 سنوات بدأ يندثر الفن الشعبي: لما المسارح اللي على البحر كلها تمت إزالتها».

الكلمات الدالة