رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

منتقبة تروي لـ"هن" تفاصيل التحرش بها: المتهم تاجر مخدرات.. وهددني يحرقني بـ"ماية نار"

كتب: يسرا محمود -

01:04 م | الثلاثاء 12 سبتمبر 2017

صورة أرشيفية

اقترب منها في هدوء شديد، ملامسا جسدها "خلسة"، أثناء وقوفها أمام إحدى مطاعم منطقة "كفر الشؤافة" بالإسكندرية، غيرعابئ بالتحرش بمنتقبة في "الظهيرة"، ليختفي مسرعا، تاركا الفتاة العشرينية في ذهول، دون أن يساعدها أحد.

"هتسيريا بكاء وفقدان قدرة على الكلام" حالة سيطرت على زينب، بعد صدمتها من تعرضها للعنف الجنسي، على يد أحد أشهر "بائعي المخدرات" بمنطقة "كفر البصل"، وسط مشاهدة 3 رجال الواقعة دون حراك، وسخريتهم منها، وفرت الضحية مسرعة تحتمي في منزلها، بحضن والدتها، التي دعمتها قائلة: "هافضل معاكي لغاية لما تجيبي حقك".

عبارات مشجعة سمعتها المنتقبة العشرينية، من رئيس المباحث قسم شرطة "مينا البصل"، الذي قدر شجاعتها في الدفاع عن نفسها بشكل قانوني، لتروي زينب لـ"هن"، أن الضباط تعهدوا بحمايتها من تهديدات المتحرش تشويه ملامح وجهها بماء النار، وخطف أخيها الصغير.

ضغوطات عدة تحاصر "ضحية التحرش" للتنازل عن البلاغ، حيث يصف أعمامها دفاعها عن حقها بـ"الفضيحة"، وطلبوا منها "التخلي عن حقها" مقابل أن يعتذر لها "البلطجي"، وتنتهي القضية، مثلما حدث سلفا مع العديد من فتيات المنطقة.

التفكير في الانتحار لم يفارق خاطر منتقبة الإسكندرية، للتخلص من الألم النفسي، الذي ألحقه بها "المتحرش"، ومن بعده "المجتمع"، الذي يهاجمها فيه الكثيرون، ملقين اللوم عليها بحجة "مش كل المنتقبات كويسين، وأكيد هي عملت حاجة خلته يعمل فيها كده".

تلجأ "ضحية العنف الجنسي" للدعاء وقراءة القرآن، للتخلص من الأفكار السلبية، مواجهة المجتمع بقوة مبنية على حجج دينية وتاريخية تبرهن على صحة موقفها، كاشتعال نيران إحدى الغزوات الإسلامية بسبب لمس تجار يهودي لسيدة. 

مكالمات تحفيزية تتلقاها باستمرار من ناشطات نسويات وفتيات مررن بالتجربة نفسها، أبرزهن هند عبدالستار، الحاصلة على أول حكم قضائي بالسجن المتحرش بها لمدة 7 سنوات، والتي تدعمها نفسيا، وتمدها بالقوة حتى تكمل ما بدأته.

"مش هاسيب حقي وهافضل مكملة"، كلمات معدودة أكدت من خلالها زينب استمرارها في قضيتها ضد المتحرش، موضحة أنها ستذهب لكليتها بجامعة الإسكندرية، وتستأنف عملها "محفظة قرآن" دون الخوف من نزول الشارع، مطالبة الفتيات اللاتي تعرضن للموقف نفسه اتخاذ خطوات تصعيدية ضد الجناة.

واختتمت زينب تصريحاتها لـ"هن"، كاشفة عن إلقاء القبض على الجاني، وحبسه 15 يوما على ذمة التحقيق.

الكلمات الدالة