رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

لماذا "يتهته" طفلك.. وكيفية علاجه

كتب: سارة سند -

08:25 م | الأربعاء 16 أغسطس 2017

صورة ارشيفية

في سن الثلاث سنوات، يعاني بعض الأطفال من التلعثم أو التهتهة، وهي تعني عدم القدرة على إكمال الكلمة بشكل كامل وتكرار نطق حرف عدم مرات، في بعض الأحيان تكون تلك التهتهة بسبب بداية تعود الطفل على نطق الكلمات والجمل، ولكن في أحيان أخرى تكون دليلًا على وجود مشكلة في التخاطب.

رانيا الناصر أخصائية تخاطب وتربية خاصة، أشارت إلى أن هناك عدة أسباب للتلعثم منها أسباب عضوية وبيئية ونفسية، الأسباب العضوية يكون السبب في التهتهة خلل في الإدراك السمعي، ويبدو في صورة تأخر وصول المعلومات المرتدة، ويجب على الأهل أن يعرفوا، أن عوامل النطق الصحيح وسلامته تتطلب من الناحية العضوية سلامة الأذن التي تستقبل الأصوات، سلامة الدماغ الذي يحلل الأصوات.

أما الأسباب البيئية، فتؤكد رانيا أنها تلعب دورًا مهمًا، حيث يكون تأثير البيئة في كثير من الأحيان أقوى وأشد تأثيرًا من الأسباب النفسية والعضوية، ويبدأ هذا التأثير بعد السنة الثانية من العمر، بالإضافة إلى أن الضغط النفسي يساهم بشكل ما في إظهار تلك العلة، وفي بعض الأحيان نرى أن بعض الأهل يجبرون الطفل على الكلام، وهو ما يزال في سن الثانية أو الثالثة من عمره، الأمر الذي يسبب له اضطرابات في الكلام، كما أن بعض الآباء يأمرون أطفالهم بإعادة الكلمة التي قالوها بتلعثم، ويطلبون منهم التحدث ببطء، أو يقولون للطفل كن حذرًا. وفي أغلب الأحوال فإن هذه التعقيبات تجعل الأطفال قلقين، الأمر الذي يؤدي إلى تلعثمهم بشكل أكبر وهنا تتفاقم المشكلة، ونلاحظ في أوقات كثيرة أن بعض الأطفال يستمرون في استخدام لغتهم الطفولية بسبب الدلال وتشجيع الكبار لهم على هذه اللغة.

وقالت رانيا أن الجدل العنيف أو المستمر في الأسرة، مصدر قلق لكثير من الأطفال، مما يؤدي إلى التوتر داخل الأسرة وبالتالي تلعثم الأطفال، ونلاحظ أن خوف الطفل من أن يبدو بطيئًا أو بليدًا، وكذلك خوفه من انتقادات الآخرين يجعله يتوقع أنه لن يتكلم بشكل جيد، ويشير بعض علماء التحليل النفسي، إلى أن التأتأة عارض عصابي تكمن خلفه رغبات عدوانية مكبوتة، مما يعني أن التأتأة تأجيل مؤقت للعدوان، ويعتقد أن عدم تعبير الطفل عن مشاعر الغضب يعتبر سببًا رئيسيًا للتعلثم.

وأشارت رانيا إلى وجود عدة أنواع من التلعثم تصيب الأطفال:

-  التلعثم النمائي: ويكون لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 ـ 4 سنوات ويستمر لعدة أشهر.

- التلعثم المعتدل: ويظهر في الفئة العمرية من 6 ـ 8 سنوات، ويمكن أن يستمر مع الطفل لمدة سنتين أو ثلاث سنوات.

- التعلثم الدائم: ويظهر لدى الأطفال من عمر 3 ـ 8 سنوات، ويمكن أن يستمر معهم لفترة، إلا إذا عولج بأسلوب فعال.

وبالنسبة للعلاج فإن نسبة 50 إلى 80 في المائة من حالات تلعثم الأطفال، تتحسن تلقائيًا من دون تدخل خارجي، ويلاحظ أن التحسن يكون أعلى لدى الإناث منه لدى الذكور.

و من المفيد جدًا للأهل مراعاة ما يلي للتغلب على هذه المشكلة:

ـ ينبغي عدم إجبار الأطفال على تعلم الكلام، إلا إذا كانوا يتقبلونه، فلا بد للأم من الانتباه لضروة التكلم الدائم مع طفلها، وهي تريه وجهها وفمها وليست معرضة عنه، وعليها التحدث معه ببطء.

ـ من المفيد تعويد الطفل على الكلام البطيء مع الايقاع أو الموسيقى، وذلك باستخدام اليدين أو آلة موسيقية، وتعويد الطفل على القيام بعملية شهيق وزفير قبل كل جملة، فالتنفس يؤدي إلى إبقاء الأوتار الصوتية مفتوحة.

ـ يعتبر خفض القلق تدريجيا عند الطفل، بتجنب إبداء التعليقات عليه حول تلعثمه، مع تقديم المزيد من التقبل والاستحسان عندما ينطق بكلمة بشكل صحيح.

ـ يمكن للأهل استخدام أسلوب الترديد أو الاقتفاء كعلاج سلوكي للمشكلة.

ـ على الأم محاولة تحسين الوضع النفسي للطفل، خاصة إذا كانت التأتأة قد اعقبت صدمات نفسية مثل "موت قريب أو حادث".

ـ يجب على الأهل عدم إرغام الطفل على سرعة الاستجابة، بينما هو في حالة فزع أو توتر نفسي أو إرغامه على الصمت إذا كان يصرخ.

ـ في بعض الحالات يمكن اللجوء للتدخل الجراحي.

ـ يمكن إعطاء الطفل بعض العقاقير الطبية المفيدة تحت إشراف الإختصاصي.

ـ على الأهل تقوية عضلات النطق لدى الطفل، وذلك بجعله ينفخ الفقاقيع أو البالونات.

ـ من المهم في الوقت نفسه وقبل كل شيء الكشف على أذن الطفل وعلاج الأذن الوسطى إذا لزم الأمر وتجنيب الأطفال الضجيج والأصوات العالية التي تخرب السمع.

الكلمات الدالة