رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بالفيديو| فاطمة.. "أسطى نجارة" برتبة أم

كتب: نرمين عصام الدين -

07:31 ص | الجمعة 11 أغسطس 2017

فاطمة الشريف

بعد أيام من تحقيقها حلم العمر بالزواج من الرجل الذي اختاره قلبها، عادت فاطمة الشريف، من شهر العسل، لتجد نفسها بلا عمل، بعدما قررت الشركة التي تعمل بها الاستغناء عنها، بحجة في أن أصبحت متزوجة: "قالوا لي مش بنشغل متزوجات، وده سبب قفل في وشي شركات كتيرة جدًا"، فتغيير حالتها الاجتماعية، أجهدها في البحث عن عمل جديد، حتى استقرت على العمل بـ"النجارة" في ورشة والد زوجها، الذي ساعدها على خوض التجربة.

قبل 5 أشهر، بدأت خريجة "النظم والمعلومات"، عملها بالورشة، في حارة الفجالة، بـ"باب الشعرية"، باصطحاب طفلتها الرضيعة: "قبل النجارة اشتغلت في حاجات كتير جدًا لأربع سنين، من سكرتارية وخدمة عملاء وقيادة فريق بشركة خاصة، حتى قررت بعد مناقشة زوجي، نزول الورشة، بعد ما لقيت إني عايزة اشتري حاجات لبنتي والأسعار وهمية، وحمايا بدأ يعلمني الصنعة".

 

في البداية، تدربت فاطمة، التي تبلغ من العُمر 25 عامًا في المنزل لمدة 3 أشهر، على تركيب وتفكيك الخشب، وإعادة هيئته، لتقرر بعدها النزول لسوق العمل بضغط من الظروف الاقتصادية.. "هي الدنيا ضاقت بيك للدرجة دي".. كلمات التهكم نالت الشريف، في ظل وجود الورشة في مكان مفتوح، ما اضطرها ووالد زوجها للانتقال إلى مخزن محكم، حتى تستطيع العمل في أمان.

دق المسامير، وإمساك الشاكوش، والتعامل مع آلات قطع الخشب: "اتعلمت كتير من زوجي ووالده، هما إيديهم في الصانعة، إضافة إلى مشاهدة فيديوهات عن النجارة، وأول حاجة عملتها أباليك، وأنا لسه يعتبر صنايعية موصلتش للاحتراف".

"نزلت مع أول شغلانة جت، وكانت أوضة نوم، وعرفت حمايا عمل تقسيمة الخشب إزاي، ولسه في حاجات مبعرفهاش من ناحية حساب الخشب المستخدم".. طموح فاطمة لم يتوقف عن التعلم واحتراف المهنة، بل تسعى للاستقطاب مزيد من النساء والفتيات للكار: "أنا بفكر أعمل ورشة خاصة للبنات، واللي شجعني أن فيه كتير منهم عايزة تتعلم، لأن الولد سهل يدخل على أي نجار ويقوله عايزة اتعلم، إضافة إلى أن الفترة الأخيرة زادت ورش تعلم النجارة بأسعار غالية".

مشوار فاطة مع النجارة لم يخلو من عثرات في التعامل مع بعض "صنايعي" بيع الخشب، حين سافرت إلى القليوبية لمعرفة أسعار الخشب: "في ناس مكنتش مقتنعة بالتعامل مع بنت لمجرد الفكرة، وفيه اللي قالي أنا شيخ مقدرش أتعامل مع بنات، وده نتاج الصورة الذهنية اللي بيصدرها المجتمع لينا".. لكن ذلك لا يمنعها من مواصلة اعمل "الحاجة الوحيدة اللي مبعملهاش هي تركيب الخشب في البيوت، لأني معرفش صاحبها".

  

وترى فاطمة أن العمل بـ"النجارة" يعتمد على القوة العقلية أكثر من العضلية: "زوجي قالي انتي قويتي، لكن أنا بشوف العقل أطغى من العضلات في التعامل مع الآلة؛ لأننا لما بنشوف نموذج ونعمله بيعتمد بالأساس على كيفية عمل نفس الصورة، وبتحتاج كمية خشب قد إيه".

"نفسي يبقى عندي معرض ومغلأ خشب، وحِنا يكون ليه اسم تجاري"، تقول الشريف إن أحلامها تحولت بمجرد الوقوف في الورشة، متمنية الاستمرار في تجربتها.

الكلمات الدالة