رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

أول مؤلفة موسيقى مصرية.. تلقت عائلتها عزائها "حية" وماتت بشكل "مأسوي"

كتب: ياسمين الصاوي -

05:31 م | الجمعة 04 أغسطس 2017

صورة أرشيفية

مقطوعات موسيقية ألفتها أول أصابع نسائية مصرية تركت علامة فارقة في عالم الألحان، استطاعت بهيجة حافظ أن تكمل بها مسيرة حافلة لوالدها إسماعيل باشا حافظ الذي عزف الكمان والبيانو والرق، لتحل اليوم ذكرى ميلاد أول مؤلفة موسيقى تصويرية للأفلام في السينما المصرية.

في عروس البحر الأبيض المتوسط، ولدت بهيجة حافظ في اليوم الرابع من شهر أغسطس عام 1908 داخل منزل يعزف أفراده على الآت موسيقية مختلفة، لتمسك بآلة البيانو مؤلفة أول مقطوعة لها في سن التاسعة.

"أول مؤلفة موسيقية مصرية" ذلك ما كتبته مجلة "المستقبل" على غلافها مصحوبا بصورة للفتاة مرتدية البرقع والطرحة، لتقع عين محمد كريم مخرج فيلم "زينب" عليها، ليختارها بطلة فيلمه، ووافقت على الفور.

شعور بالغضب والحسرة سكن قلب عائلتها بعد موافقتها على الدخول إلى مجال التمثيل، إلا أن إثنائها عن رأيها بات مستحيلا، فنظمت أختها "سرادق" كبير لتتلقى فيها العزاء على اعتبار أنها توفت منذ دخولها عالم السينما.

أداء تمثيلي أمام زكي رستم ودولت أبيض وعبد القادر المسيري، وموسيقى تصويرية مؤلفة من 12 مقطوعة، استطاعت بهيجة حافظ أن تقوم به في فيلم "زينب" الذي يعد أول رواية مصرية.

تطرقت الفتاة إلى مجال الإنتاج والإخراج السينمائي، ليظهر فيلم "ليلى بنت الصحراء" بطولة زكي رستم وحسين رياض وراقية إبراهيم إلى النور، ليحدث ثورة في عالم الإخراج بما يشمله من أزياء وديكورات مميزة، وتم ترشيح فيلمها للعرض في مهرجان البندقية، إلا إنه مُنع في اللحظات الأخيرة من صدور القرار لإسائته لتاريخ كسرى أنوشروان ملك الفرس وذلك بناء على شكوى واعتراض من الحكومة الإيرانية، والذي كان من أهم أسباب خسارة شركة "فنار فيلم" للإنتاج الذي عملت بها حافظ.

ويبدو أن حظها في الحب تعيسا إلى حد ما، حيث تزوجت من رجل لا يحب الموسيقى ولا يشاركها هوايتها وأحلامها، فقررت الطلاق، وفضلت البقاء في القاهرة بعد وفاة والدتها.

المرض كان رفيق بهيجة حافظ حتى توفت على فراشها، بينما لم يكتشف الجيران إلا بعد يومين، لترحل في هدوء وصمت تام دون عزاء أو نعي أو حتى حضور الفنانين جنازتها، بل شيعتها أختها وابن أختها إلى مثواها الأخير.