رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هي

استاذ طب نفسي : الزوجة الأولى ثورة على العزوبية ..والثانية تصحيح لمسار الثورة

كتب: نرمين عصام الدين -

08:39 ص | الإثنين 17 يوليو 2017

أرشيفية

"زي ما ليكي أني ليا، وأكتر أنا معايا الواد.. أني أم الواد"، "أنا روحي فداك.. أنا ملك إيديك".. جُمل حوارية اشتهرت بها فنانات السينما المصرية، في تجسيد للزوجة الثانية، بأفلام سينمائية أبرزها فيلمي "الزوجة الثانية" للفنانة الراحلة سعاد حسني، و"العار" للفنانة المعتزلة نورا، حيث تناولت قضية جدلية من نوعها، في إسقاط على الدوافع وراء ميل الرجل للزواج الثاني.

من جانبه، قال الدكتور علي النبوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر: "يفسر التحليل النفسي احتياج الرجل للزوجة الثانية عندما تصبح الزوجة الأولى "أم"، وفي إسقاط الزوج على زوجته فكرة الأم وتقديسها، وبالتالي لا يستطيع أن يتحرر من كونها أم، ويطالبها طول الوقت ما يراه في والدته، ومن هنا يمكن أن يبحث عن الزواج الثاني لأنه يريد أن يفعل ما لا يفعله مع زوجته الأولى، وهذه عقدة تحليلية قديمة اكتشفها محلل أجنبي واسماها عقدة "الزوجة والعشيقة"احتياج الرجل للزوجة الثانية عندما تصبح الزوجة الأولى "أم"، وهي إسقاط الزوج على زوجته فكرة الأم، وتقديسها وبالتالي لا يستطيع أن يتحرر من كونها أم، ويطالبها طول الوقت ما يراه في والدته، فهو يطلب صفات الأم دون أند يدري، ومن هنا يمكن أن يبحث عن الزواج الثاني لأنه يريد أن يفعل ما لا يفعله مع الزوجة الأولى، وهذه عقدة تحليلية قديمة اكتشفها محلل أجنبي واسماها عقدة عالمية "الزوجة والعشيقة" madonna puttana complex، وتلك العقدة جسدها الأديب نجيب محفوظ في شكل عبقري فيما يسمى بثلاثية نجيب محفوظ.

ويوضح "النبوي" لـ"هن": "ظهرت مؤخرًا بعض النكات حتى في السياسة مثل الزوجة الأولى ثورة على العذوبية، والثانية تصحيح لمسار الثورة، وهذا يعكس مدى اهتمام الرجال بالزوجة الثانية، ولذلك دافع نفسي"، نفسره كما يلي:

- "الزواج هو حاجة علاجية بيولوجية ونفسية واجتماعية، حيث يحقق التكامل النفسي الذي يعد أهم ركائن الصحة النفسية، ومن هنا جاءت السخرية كما في مسرحية "سك على بناتك" عندما تسأل الابنة الوسطى أبيها (فؤاد المهندس)، "ليه الواحدة لازم تتجوز يا بابا"، فبدى متحيرا ويضحك للجمهور، وهذا سؤال يُستخدم بطريقة كوميدية، ولا يقصد منه الجنس الذي خجل الأب أن يرد عليها أي ليست إجابة حقيقة، بل الحقيقة لا تمثل الجنس فقط، بل التقييد الاجتماعي بأن نظرة المجتمع تنظر للشخص الأعذب مختلفا عن المتزوج، ودليل على ذلك بعض العمارات والمنازل والبيوت السكنية في مصر تكتب ممنوع تسكين العذاب، لأنه يعتبرون وينظرون إلى الأعذب كقنبلة موقوتة".

- "وعند الزواج الأول لا بد وأن يحدث به مراحل طبيعية، حيث مرحلة التعارف، ثم مرحلة الخطوبة، وكتب الكتاب، حتى مرحلة الدُخلة، واتفاق الأسرتين بالكامل على كل كبيرة وصغيرة، وتختلف طقوس الزواج ما بين المجتمعات والأخرى".

- "بينما الزواج الثاني لا يحتاج تلك المراحل مطلقا، وعلينا أن نعدد مظاهر وأنواع الزواج الثاني، إما أن يأتي لحاجة بيولوجية اجتماعية مثل التأخر في الإنجاب، وإن ثبت تأخر الحمل أو وجود عقم فيلجأ الزوج في إطار الضغط العائلي والاجتماعي والأسري أيضًا إلى الزوجة الثانية بحجة الحمل، والمجتمع بطبعه ذكوري يقنن الزواج بالنسبة للرجل، أي زواجه مقبول من المجتمع بالزوجة الثانية، لكنه مرفوض للمرأة إذ كانت في هذا الموقف، وينظر إليها كوصمة العار".

- "يكثر الزواج اللائي في أزمة منتصف العمر، ما بين 40:50 عاما، يمر الرجل في هذه المرحلة بذات نفسية، فيكتشف بإنه العمر سرق في شيئ ما، فهو يبحث عن ميلاد جديد الذي يتمثل في الزواج وكأنه يقول أنا إنسان جديد، وهذا ناقوس خطر ينبه به كل الرجال، وفي تلك الحالة من أزمة منتصف العمر قائمة على الرجال أكثر من الإناث "البحث عن ميلاد جديد وسيضحي في سبيل هذا الميلاد".

- "الملل من الحياة الزوجية والبحث عن بديل آخر؛ وهي مرحلة عادة يمر بها معظم الرجال، لأن الحياة الزوجية قائمة على المشاركة، والخلاف في الرأي في قضايا معينة، كالخلافات على النفقات المادية، والخلافات المجتمعية".

- "وهناك الزوجة التي لا تريد المشاكل، فتعد الطبيبة النفسية له وتسمعه كشخصية "روقة" في فيلم العار، فقد ترك نور الشريف ابن الرجل الغني زوجة وطلقها، ولجأ سرا لزوجة ثانية وهي نورا التي تتبعه وتجهز له ما تريده فهي زوجة مريحة، ويكون الاتفاق ضمنيا بينهما على أن يعطيها المال يوفر لها مسكنا ويؤمن مستقبلها، وفي المقابل تضمن له السعادة الزوجية، ولكن تبقى مشكلة واحدة فهو لا يستطيع مواجهة المجتمع بزواجه الثاني فهو لديه أسرة وأولاد يخاف عليهم".

- "البعض يلجأ للزواج الثاني ولكن بصورة غير رسمية، وفي هذا يأخذ المأذون الأكثر من المال في حالة عدم توثيق ورقة الزواج في الأحوال المدنية والشخصية، فورقة القسيمة تبدو طبيعية ولكنها غير مختومة فقط، وما يسمى بالزواج العرفي".