بوجه مشرق وابتسامة هادئة مليئة بالأمل والتفاؤل واثق الخطى يتجه دوما البطل المصري مؤمن أحمد "السمكة السمراء"، لتمثيل بلاده في المحافل الدولية هدفه الوحيد رفع علم مصر عاليا خفاقا، فرغم التحديات التي مرّ بها استطاع الفتى الأسمر احراز العديد من الميداليات الذهبية والفضية والحصول على بطولات محلية ودولية.

"ابني عنده 25 سنة لكن عمره العقلي حوالي 12، اتولد طفل مصاب بمتلازمة داون سندروم، كان الطفل الثالث لي، في البداية تعبنا كتير عشان نقدر نعلمه ازاي يمشي ويساعد نفسه، وعرفت من بدري إن أكتر حاجة مفيدة للأطفال الداون هي السباحة لأنها بتقوي عضلاتهم، فبدأت معاه من سن صغير".. هكذا بدأت السيدة ميرفت محمد والدة البطل مؤمن حديثها عن قصة نجلها.

وتابعت ميرفت، لـ"هن": "بدأت مشواري مع تعليم ابني منذ سن 5 سنوات في أحد الجمعيات المتخصصة بتعليم ذوي الإعاقة، حيث فضلت أن يجيد تعلم حرفة يدوية فضلا عن تعلم العلوم المعقدة التي لن يتفيده بشيء في الحياة، واستمريت على مواظبة التمارين في السباحة، ومن ثم ترشحه لبطولات محلية مع الأولمبياد الخاص المصري، ثم تأهيله لبطولات عالمية".

وأضافت: "خاض مؤمن العديد من البطولات المحلية تابع للأولمبياد الخاص المصري وكأس مصر للمعاقين وكانت أولى بطولاته كانت حصوله على كأس مصر للمعاقين منذ نحو 10 سنوات، ومن ثم توالت البطولات حتى عام 2007 مثل مصر في بطولة دبي لذوي الإعاقة، وكان أخرها في بطولة العالم للسباحة العام الماضي في إيطاليا، ثم الهوكي في مارس 2017 في أول بطولة رياضة جماعية لذوي الإعاقة وحصل فيها على المركز الأول لمصر".

وأشارت إلى أن مؤمن تعلم العديد من الحرف اليدوية وتميز في حرفة البامبو ويعمل الآن في الجمعية كمرشد لزملاءه في الورش، ويتدرب الآن على تعلم الكمبيوتر، كما أنه اشترك في دورة للتأهيل لسوق العمل".

وعن أحلام مؤمن وطموحاته، قالت والدته: "يحلم دوما بإعلاء اسم مصر فدائما يقولي أنا مشارك في البطولة دي عشان أرفع العلم فوق"، مؤكدة أنه يعي معنى الوطن ويدرك حالة البلاد، معربة عن أملها في تغير الأحوال بالنسبة لذوي الإعاقة خاصة الذهنية بداية من تقبل المجتمع لهم وتغيير الصورة الذهنية عنهم والحصول على كافة حقوقهم سواء في التأمين الصحي والاجتماعي ليحظوا بأمان ورعاية داخل المجتمع.

وعن لقاءه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال مؤتمر الشباب الأخير، قالت ميرفت: "مؤمن فرح جدا بمقابلته هو بيحبه قوي، وبيعتبره مثل وقدوة لمصر ونفسه يشوفه تاني".