رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هي

إيمان حكيم.. طبيبة بدرجة عميدة كلية في أريزونا: فاكرة ذكرياتي في مصر

كتب: آية المليجى - روان مسعد -

04:07 ص | الجمعة 08 مارس 2019

إيمان حكيم.. طبيبة مصرية بدرجة

كان عمرها 37 عاما، حينما ذهبت في إجازة علمية لإجراء بحث طبي إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1992، عدة سنوات صعدت خلالها درجات السلم بروية، ذهبت باحثة حاصلة على بكالوريوس طب الأطفال من جامعة القاهرة، والدكتوراه في صحة الطفل وتغذيته من جامعة عين شمس، ثم أصبحت عميدة كلية ميل وانيد زوكرمان للصحة العامة في جامعة أريزونا بالولايات المتحدة، لفترة تزيد عن 10 سنوات.

سنوات العلم والعمل، لم تنسَ دكتورة إيمان ذكرياتها في مصر، لا تزال تتذكر مرسى مطروح وبورسعيد، على تواصل وثيق مع أصدقائها في المركز القومي للبحوث في مصر، حيث كانت قبل سفرها أستاذا مشاركا في قسم صحة الطفل بالمركز، وترغب دوما في بناء تعاون قوي بين الجامعة والمركز، تجيء إلى مصر مرة أو مرتين سنويا.

بدأ نجاحها في أمريكا بحصولها على درجة الماجستير في الصحة العامة، والطب الوقائي من كلية الطب جامعة أريزونا عام 1994، أي بعد انتقالها لأمريكا للعلم بسنتين، ومنذ ذلك الحين، انتقلت الأسرة كلها للعيش في أمريكا، فهي متزوجة ولديها ابنتان، كلتاهما تعيشان معها في أمريكا.

خلال دراستها في أريزونا، التقت إيمان حكيم، البالغة من العمر 64 عاما، بمدير مركز السرطان بأمريكا والذي أقنعها بالتركيز على أبحاث السرطان، وأعطاها فرصة المشاركة في قيادة مشروع ضخم للوقاية من سرطان الجلد، فحظيت بالمكتب والدعم الذي احتاجته للنجاح في مركز السرطان، وفي عام 1997، حصلت على منحة أكاديمية مدتها 5 سنوات، من المعهد المحلي للسرطان، لتغيير مسيرتها المهنية من طب الأطفال إلى علم الأورام الوقائي.

خلال الخمس سنوات المنحة، ركزت إيمان على نفسها كباحثة في مجال الوقاية من أمراض مزمنة كالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، مع التركيز على البيئة الجينية وتفاعلات التغذية الجينية في الوقاية من الأمراض المزمنة، تقول دكتورة حكيم لـ"الوطن"، "قبل نهاية السنوات الخمس، أصبحت مدير قطاع علوم تعزيز الصحة العامة، في كلية ميل آند انكر زوكرمان للصحة العامة في أريزونا 2002-2007، ثم تم اختياري كعميد للكلية في عام 2007".

27 عاما عاشتها إيمان في أمريكا، على الرغم من ذلك روتينها اليومي يرتبط بمصر، تستيقظ في السادسة صباحا لتحادث والدتها في مصر، لمدة 10 دقائق، ثم تشرب قهوتها الصباحية لتذهب للعمل قبل الـ7 والنصف، معظم يومها تقضيه في كليتها ما لم يكن لديها مؤتمر دولي أو اجتماع عمل، وتعود لبيتها في المساء كي تلعب مع حفيدتها، وفي إجازة نهاية الأسبوع تستمتع بجولة سير لمدة ساعة في الهواء الطلق، وتتمتع بحماية اجتماعية جيدة مع عائلتها وأصدقائها.

وبجانب عملها الضخم، نجحت إيمان اجتماعيا وعلى المستوى الأسري، فزوجها هو أكبر داعميها للعمل، ونجحت كذلك في تربية بنتين إحداهما داليا طبيبة تبلغ من العمر 35 عاما تعيش في أريزونا مع زوجها وابنتها، وتعمل أستاذ الطب في جامعة أريزونا، وماريان 37 سنة؛ حاصلة على البكالوريوس في نظام إدارة المعلومات وماجستير في إدارة الأعمال، وتعيش في كاليفورنيا مع زوجها وابنها.

أصبحت إيمان مؤثرة في أطفالها وأحفادها، تعلمت الثقافة المختلفة مبكرا، بسبب موقف محرج وضعت فيه بعد وصولها أمريكا بعدة أشهر، حيث دعاها أحد الأطباء للعشاء في بيته، وبعد أن قضوا وقتا ممتعا شكرته وشكرت زوجته، لكنه نظر إليها قائلا إنها ليست زوجته، "ساعتها عرفت إني لازم أكون حريصة في كلامي، ومعملش أي افتراضات لأني اتصرفت حسب ثقافتنا احنا ودي كانت ثقافة مختلفة".

على الرغم من الاختلاف الثقافي، ترى إيمان أن المرأة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية ومصر تتمتع بحقوق متساوية، مثل الحصول على تعليم جيد وكذلك الفرص المتاحة لها لتحقيق حياة ناجحة، فضلا عن الوظائف المتوفرة، وتضيف: "لم تكن حياتي في مصر في السبعينيات والثمانينيات مختلفة، من حياتي في الولايات المتحدة الأمريكية".

تعدى تأثيرها المحيط الذي تعيش فيه، فبمجرد رؤيتها كسيدة في منصب قيادي في مكان حساس مثل تلك الكلية، تعتبر نموذجا قويا لأعضاء هيئة التدريس المبتدئين، وخاصة من الفتيات والنساء الأصغر سنا، تقول إيمان، "لما البنات بيشوفوني وأنا من مجتمعهم سواء العربي أو المصري، تصبح إمكانية تحقيق إنجازاتهم الخاصة أكثر واقعية"، قصة نجاح ورائها الكثير من المثابرة، والخوف، والصعوبات.

لا تزال تتذكر إيمان في بداية مسيرتها المهنية، وعند انتقالها للولايات المتحدة بينما كانت بناتها صغار، كان عليها أن تركز على عدة أصعدة بين تربية سليمة للفتاتين، وعدم الإخلال بمجال عمل يصعب عليها تخلي عنه بسهولة، على الرغم من ذلك قررت التركيز عليهما ورفاهيتهما وتقليل مشاركتها في الاجتماعات المتعلقة بالبحوث تقول إيمان: "كان ده اختياري، وغير كده، مكنش أي مشاكل، كما كان زوجي أيضا داعما للغاية".

وصلت إيمان لتكون واحدة من أهم الشخصيات في كلية ميل وانيد زوكرمان للصحة العامة في جامعة أريزونا بالولايات المتحدة، واحدة من أبرز كليات الطب على مستوى العالم، سيدة خاضت غمار الكثير من الصعوبات بحثا عن تحقيق ذاتها والتأثير في محيطها، مهامها اليومية ضخمة للغاية على الرغم من ذلك تسيرها على ثلاثة أصعدة لديها مهام تنفيذية، ومالية، أولها قيادة الكلية في تطوير وتنفيذ خطتها الأكاديمية للتميز في التعليم والأبحاث والخدمات وتحقيق أهداف الكلية، بما في ذلك التمويل ومنح البحث وإيرادات رسوم التعليم، وثانيا المساهمة في قيادة الخطة الاستراتيجية الشاملة للجامعة، وأخيرا التمثيل الخارجي للكلية والجامعة لغرض نمو الدخل.