رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

أكبر أحفاد "شيخ مجاهدين سيناء" لـ"الوطن": البدويات سلمن 5 آلاف سلاح مفقود للجيش المصري

كتب: يسرا محمود -

11:13 ص | السبت 07 أكتوبر 2017

صورة أرشيفية

"وراء كل رجل عظيم امرأة".. مثال ينطبق على الزوجات الأربع لشيخ أكبر قبيلة سيناوية، الملقب بشيخ المجاهدين سالم الهرش، الآتي دعمن زوجهن، وشاركن في محاربة الاحتلال الإسرائيلي.

يروي محمد على، أكبر أحفاد "سالم الهرش" وشيخ القبيلة الحالي، دور نساء "الهرش" السيناويات خلال فترة الحروب، وإلى نص الحوار:- 

ما هو الدور الذي لعبته نساء زعيم المجاهدين خلال فترات الاحتلال؟

أخفين أجهزة الإرسال المسماه بـ"مورس" في ثيابهن، حتى لا يتحفظ عليها الإسرائيلين أثناء تفتيش المنطقة السيناوية، بالإضافة إلى خدمة ضابطان من المخابرات المصرية، اللذان عاشان في المنزل معهن، على أنهما أبنائه، للحصول على أكبر قدر من المعلومات، من بينهم اللواء عادل فؤاد، فضلا عن كونهن "زعميات" على سيدات القبيلة.

ماذا يعني زعامة زوجات شيخ المجاهدين على نساء"الهرش"؟

لعبت زوجات الهرش دور أمهات لبنات القبيلة، كن يطلبن منهن مساعدتهن في إعداد الطعام للضيوف من الجنود بمنزل "الهرش"، بالإضافة إلى مساعدتهن في تفصيل أزياء بدوية في فترة وجيزة لا تتعدى النصف ساعة، ليتخفى فيها مقاتلي الجيش المصري من الإسرائيلين.

ما هي المهام المسندة لنساء القبيلة خلال فترات الحرب؟

لعبت المرأة السيناوية أدوار عدة، تتمثل في الخروج مع الجنود المصريين أثناء سفرهم إلى بورسعيد بالماشية والأغنام لإخفاء آثر أقدامهم، حتى لا يتتبعهم الجنود الإسرائيلين، فضلا عن تقديم العلاج المصابين من رجال الجيش وتقديم الإسعافات أولية، وإعداد الطعام والشراب للجنود، كما اهتمت البدويات بالبحث عن الأسلحة المفقودة من جنود الجيش وإخفائها في ملابسهن. 

كم عدد الأسلحة التي عثرت عليها نساء "الهرش"؟

اكتشفت البدويات ما يقرب من 5 آلاف قطعة من الأسلحة الخفيفة، التي تتنوع بين المسدسات والبنادق والرشاشات الآلية، ثم يسلمها رجال سيناء إلى الجيش المصري في منطقة "قنطرة شرق".

ما هي أصعب اللحظات التي مرت على أكبر قبيلة سيناوية؟ 

عندما رفض جدي إعلان انفصال شبه الجزيرة العربية عن مصر، رغم الإغراءات الإسرائيلية لإقناعه بذلك الأمر، عن طريق وعده بتنصيبه ملك على تلك المنطقة، بتوفير حماية عسكرية له، وتقديم ميزانية لتلك الولاية الجديدة، وصك عملة تحمل صورته، وسط مساندة كبيرة من زوجاته.

وأعلن موقفه في المؤتمر الصحفي الذي عقده إسرائيل بوسط سيناء 1968، الطامحين من خلاله بث تخلي البدو عن سيناء، وقال زعيم المجاهدين في كلمته بالمؤتمر: "سيناء مصرية بنت مصرية ولا نملك فيها شبرا واحداً يمكننا التفريط فيه، أما أنا فلا أملك إلا نفسى وجسدى فافعلوا بهما ما تشاءون، أما سيناء فمن يتخذ قرارها هم حكام مصر"،  وبعدها ركب بسيارة جيب بصحبة المخابرات المصرية إلى مينا نوبيع لحمايته من مخطط الموساد لاغتياله، ثم إلى للأردن، ومن بعدها لمصر مرة آخرى، ليسقبله اللواء كمال الدين على وزير الداخلية في ذلك الوقت داخل "قاعة كبار الزوار" تقديرا لبطولته، فيما استمر قبيله في التعاون مع الجيش المصري ضد الاحتلال الإسرائيلي، لتعود عائلة جدي بعد أشهر من انتصار أكتوبر في 1973.

هل تغيرت الحياة بعد عودتكم مرة آخرى لسيناء؟

شعرنا بالفخر لعودة سيناء التي لم يفرط فيها سالم الهرش، مع اهتمامه بتعليم بناته الرغبات في اكتساب المعرفة والحصول على دراسات جامعية، والتي يصل عددهم إلى 10 فتيات، على عكس الاتجاه السائد المعتبر تعليم المرأة "عيب".

بعد وفاة شيخ المجاهدين في 1980.. هل كرمت الدول زوجات "الهرش" المساندات له، تقديرا لجهود المرأة السيناوية؟

حلصت "كوكب هجرس" الزوجة الثالثة لجدي، والوحيدة الباقية على قيد الحياة من قريناته حتى الآن، على تكريم واحد من القوات المسلحة، بسفرها لتأدية فريضة الحج على نفقة المؤسسة العسكرية، منذ 10 سنوات، فضلا عن شطب اسم جدي من سجل "المجاهدين"، بسبب ضياع الملف الخاص ببطولاته، ما أدى لعدم تكريم "كوكب" مع زوجات الأبطال المجاهدين.  

ما الفرق بين المرأة السيناوية الحالية والسابقة؟

هناك تغير جذري في مختلف المجالات، أصبحت المرأة السيناوية أكثر تمدنا وعصرية، وبدأت تشارك بشكل علني في العمل العام، مع اللتزام بالظهور بملابس محتشمة، إلا أن بعض القبائل لا تزال تحتفظ بالعادات والتقاليد السالفة التي تمنع المرأة من التعليم والخروج للعمل أو التنزه.