رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«سلمى وهالة».. فتيات تحدين المجتمع «بالاستقلال عن أسرهم»

كتب: آية المليجى -

02:33 م | السبت 30 سبتمبر 2017

سلمى العربي

أسئلة كثيرة ومفاهيم خاطئة ونظرات تتجه صوب أربعة جدران تضم بين أركانها فتيات أردن الاستقلال عن ذويهن وتأسيس حياتهن الخاصة، والبحث عن وظيفة بمصدر دخل ثابت وتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهن، "الوطن" تحدثت مع فتيات اخترن العيش بمفردهن ليروين تجاربهن المختلفة.

دعوات رددتها سلمى العربي، سائلة الله أن يستجيب والدها لرغبتها في السفر إلى القاهرة لاستكمال دراستها في الترجمة، تتعالى دقات قلبها منتظرة الموافقة، فلم تكن نشأتها وسط مجتمع محافظ بين أرجاء محافظة سوهاج، تجعلها تتوقع مطلقا أن تتبدل علامات القلق التي تملئ وجهها بفرحة عارمة عند سماح والدها لها بالسفر وبداية حياتها المستقلة.   

تذكرت "العربي" تخرجها من كلية الآداب بجامعة سوهاج، وبقائها بالمنزل حبيسة لمدة 3 أعوام حتى تملكها الملل، "فضلت أترجم أبحاث للأساتذة على الأنترنت"، لكن طموحها بالعمل والتمسك بمبدأ الاستقلالية الذي باتت تحلم به منذ الصغر كان كفيلان للخروج من هذا السياج، حتى قررت استكمال دراستها بعمل دبلومة الترجمة في القاهرة، بحسب حديثها لـ"الوطن".

منزل عمتها المحطة الأولى التي نزلت بها حينما سافرت إلى القاهرة، لكنها لم تمكث كثيرا بها حتى انتقلت إلى منزل للطالبات الذي تحكمه المواعيد المحددة " فكرت أغير السكن، محاضراتي بتخلص 9 وفي البيت لازم أرجع 7 ومكنش في خصوصية".

رحلة طويلة من البحث عن منزل تشعر فيه بالاستقلال، فمكثت مع فتيات تعرفت عليهن للمرة الأولى وبدأت في التعود على طباعهن المختلفة، "ممكن نختلف مع بعض وابدأ أشوف بنات تانية اعيش معهم ودا اللي بيحصل ديما"، فضلا عن الضغوط النفسية التي تعيش تحت تأثيرها حينما تتحدث أنها تركت أهلها وأتت بمفردها لاستكمال حلمها "إزاي أهلك سابوكي تعيشي لوحدك".

"أنا اللي كلت الجبنة"، هكذا وصفت "العربي" حال الفتاة المستقلة المحملة بمسئوليات عديدة، منها الالتزام بالإنفاق على نفسها بشكل كامل،  فجزء من قوة الشخصية التي تتمتع بها تعود إلى مسئوليتها المادية، بحسب رأيها "شهور مرت عليا من غير شغل، لكنى لم ألجا إلى والدي"، حتى أصبحت مترجمة بإحدى الأكاديميات لتعليم اللغة الأجنبية.

"في بنات لسة بتحارب عشان تستقل، ولسة في مفاهيم خاطئة" الرسالة التي يحملها الفيلم الوثائقي الذي تشارك في إنتاج بإحدى ورش صناعة الأفلام، للتعبير عن الاستقلالية ودورها في نجاح الفتاة.

حياة هادئة أخرى كانت تعيشها هالة عبد الفتاح، ابنة الـ31 عامًا، وسط مدينتها دمياط، فبعد أن تخرجت من كلية التجارة عملت في مجالها إلا أن شعور بالملل اعتراها، لتتغلب عليه بالتحاقها  في إحدى الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني. 

تنظيم المؤتمرات وإعطاء الدورات التدريبية في القاهرة عن الحياة السياسية، الوسيلة التي ساعدتها على السفر كثيرا "أهلي اتعودوا على أني اسافر" إلى أن أتت إليها فرصة للعمل بإحدى منظمات المجتمع المدني تمنحها فرصة الاستقرار في القاهرة، ليشجعها والدها على هذه الخطوة عكس والدتها التي انتابها شعور بالقلق، بحسب حديثها لـ"الوطن".

مسئولية كاملة وقعت على عاتقها منذ أن أتت إلى القاهرة، بداية من البحث عن منزل مناسب تعيش فيه وإحضار متطلباتها اليومية "حاسه إني في دوامة، فواتير بدفعها وبعمل أكل لكل يوم".

"زحمة القاهرة مش بتشجعني على الخروج" الحالة التي تعيشها الفتاة الثلاثينية بعد انتهاء عملها في السادسة مساء، لتذهب إلى منزلها الذي تحيطه نظرات الريبة "مبقتش اهتم بنظرات الناس ولا بلتفت إليها".

الكلمات الدالة