نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية، تقريرا مفصلا ومؤيدا لأمر الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، مساء أمس، بالسماح للمرأة في المملكة بقيادة السيارة، وأمر باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية، بما فيها إصدار رخص القيادة، على الذكور والإناث على حد سواء.

ووصفت "جاريان" قرار الأمس بأنه "التغيير الأهم"، في النظام الاجتماعي السعودي، الذي عُرف بأنه "متحفظ".

ويعد هذا التحرك متوقعا على نطاق واسع، وسط تحول العديد من جوانب المجتمع السعودي الذي وصفه أحد كبار الوزراء بأنه "ثورة ثقافية".

وشهدت الأشهر الأخيرة عروضا موسيقية حية في الرياض، في حين تم تقليص صلاحيات الشرطة الدينية في كل مكان، بالإضافة إلى السماح للنساء بالدخول الى ملعب رياضي للمرة الأولى، للاحتفال بالذكرى السنوية 87 لتأسيس المملكة.

وكانت المملكة العربية السعودية آخر بلد في العالم تمنع النساء من القيادة، والتي استغلها البعض للادعاء بأن مواطنات المملكة يتعرضن للتميز.

ويأتي قرار ملك السعودية "التاريخي" بالأمس، بعد تاريخ طويل من المطالبة بقيادة المرأة، ففي نوفمبر 1990، قادت 47 سيدة سعودية سياراتهن حول الرياض للاحتجاج على حظر القيادة، وواجهن عقابا شديدا في ذلك الوقت، وعادت موجة المطالبات مرة أخرى منذ حوالي 10 سنوات، ليعود فتح هذا الملف الشائك مرة أخرى في 2008، عندما قادت الناشطة السعودية وجيهة الحويدر السيارة حول المقاطعات الشرقية، هربا من الاعتقال.

ووصلت حملات النساء الخاصة بحقهن في قيادة السيارة إلى ذروتها في عام 2013، عندما ألقت الشرطة القبض على العديد من النساء، اللاتي جلسن خلف عجلة القيادة على طرق البلد.

وأعطت قوانين الوصاية الصارمة، التي تعني أن الأزواج أو الآباء يمنعون زوجاتهم أو بناتهم من مغادرة المنزل، تغطية لحظر القيادة، الذي طالما قبله الكثيرون في المملكة المحافظة بشكل مكثف.

يذكر أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أعلن سلفا رغبته في السماح للنساء بقيادة السيارة، بالإضافة إلى مشاركتهن في الخطوات الإصلاحية بالمملكة، من خلال زيدة عدد الإناث في القوى العاملة.