رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

قصة أم مكلومة تبيع الخضار لعلاج ابنتها بعد وفاة طفلتها الأخرى بـ"السرطان"

كتب: منال سيد -

02:14 م | الأربعاء 27 سبتمبر 2017

صورة أرشيفية

تستيقظ الرابعة فجرًا لتنظم 10 كيلو من كل نوع خضار تجمعه من أرض "الحج سالم" التي تزرعها هي وأولادها مقابل حصد نصف المحصول، وتضيف عليهم بيض الدجاج والجبن الذي تشتريه من جيرانها أصحاب "البهائم"، لتلحق بقطار السادسة صباحا المتحرك من شبين القناطر للمرج محل بيع بضاعتها، التي تظل تنادي عليها حتى السادسة مساءً، وقبل أن ينتهي يومها تكون على علم بأي وسيلة ستعود لبيتها اليوم، فإما أن يأخذها "تروسيكل" ذاهب إلى القناطر أو تتفق مع زملائها لتأجير سيارة لشبين القناطر أو بالقرب منها، هكذا كان اليوم العادي لـ"أم محمد" لـ16 عاما قبل أن تصاب بنتيها الإثنتين بالسرطان.

لدى أم محمد بنتان وولد، وبعام 2009 بعد شهرين من زواج سهير ابنتها الكبرى، أصبحت تشتكي من قدمها وتأخذ مسكنات وحقن إلى أن "رفسها حمار" فكُسرت قدمها وعند التجبيس طلب الطبيب عمل أشعة مقطعية، وقالت أم محمد بلهجة حزينة: "ليا زباين واصلين لما عرفوا وقفوا جانبي وخلوها تتعلاج على نفقة الدولة بمعهد ناصر للأورام، وظلت سهير تأخذ كيماوي لمدة سنتين ثم تم إزالة مفصل الرجل المصابة فلا تستطيع إلى الآن ثنيها ويساعدها بالمشي عكاز".

وبينما لم ترتح "أم محمد" من شقائها مع سهير خلال رحلة علاجها، تفيق على  نفس البلاء -سرطان العظام- بابنتها الصغرى ندى، وبدل أن تسلك ندى طريق شفاء أختها، تاهت بدوامة التشخيصات الخاطئة: "قالوا عرق النسا واللي قالوا روماتيزم وخدت حقن، وبعدين عملت عملية اللوز الدكتور الله يسهله خد 1000 جنيه وفتح ملقاش حاجة، ودناها لاستشاري في بنها قال هنعمل عليها مؤتمر وأشعة مقطعية وقالوا التهابات مزمنة فرحت وقولت الحمد لله مش المرض الوحش".

وتابعت أم محمد: "لم يتوقف الألم فذهب بها أخوها لمعهد الأورام وهناك أجرت أشعة رنين وأشعة مسح ذري وفحوصات دم لتتأكد الشكوك بأنه المرض الوحش".

لم تستطع ندى، استكمال العلاج بمعهد الأورام فتأمين مدرستها حولها لمستشفى الدمرداش فأخذت الكيماوي عدة أشهر، ثم أجرت عملية إزالة المفصل وتركيب مفصل جديد ثم عمل جلسات علاج طبيعي التي في أثنائها لاحظ الطبيب ورم الرجل، ليعودوا للدمرداش ويجرون التحاليل التي تكشف عن ارتجاع الورم، "بقيت ألطم وأقع في الأرض لما الدكتور قالي لازم عملية بتر"_ هكذا قالت الأم المصدومة.

كما رفضت ندى أن تعاني أكثر من ذلك واقتنعت على مضدد باستمرارها بالكيماوي فقط دون بتر،ولكن مع تطور الحالة لم تجد ندى مفر من البتر لتجد نفسها داخل العناية المركزة التي ظلت بها 3 أيام بعد العملية راحة أبدية، وقالت أم محمد:"مصاريني بتتقطع لما بفتكر وجعها وعيطها، وماتت ندى من 4 شهور بعد أن بلغت 16 عاما بشهر"، ومازالت "أم محمد" تستيقظ مبكرًا لتصبح على ندى بقبرها وتسقي زهوره.

الكلمات الدالة