رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

المسنة المكافحة "أم هاني".. تعمل بمنزل صباحا وتبيع جرائد ليلا

كتب: نرمين عصام الدين -

09:47 م | الجمعة 22 سبتمبر 2017

ام هاني

بحكم عادة السيدات المكافحات اللاتي فقدن العائل لسبب أو لآخر، أو من يساعدن أزواجهن في مصاريف المنزل، يأتين النساء مترجلن من بيوتهن ويختارن إحدى زوايا الشارع لبيع الجرائد في الصباح الباكر، وآخريات يمكثن في أكشاك صغيرة منذ طلوع الشمس حتى غروبها.

لكن الأمر يختلف مع عدلية عبدالحليم، حيث تأتي بعد صلاة المغرب، لتفترش إحدى زوايا الشارع بمنطقة البحوث في الجيزة، حتى الـ2 صباحا من اليوم التالي لكي تبيع الجرائد والمجلات الورقية، لتكتفي بتلك الساعات القليلة التي تمضيها، وعن السبب في ذلك قالت: "أنا واخدة على كده بقالي أكتر من 20 سنة".

يأتي رزق "أم هاني" كما تلقبه مع الطبعة الثانية لبيع الصحف، والذي يختلف عن ابنها الذي يستقل كشك صغير، بنفس المنطقة لبيع الجرائد في الصباح الباكر.

تفوت يوما وتذهب بآخر، لتجمع قوت يومها من "خدمة البيوت"، وتقول لـ"هن": "أنا بروح أخدم عند واحدة وهي عارفاني، وبفوت يوم وبروح في التاني، وبتديني اللي فيه القسمة".

"عدلية" ذات الجذور التي تمتد لمحافظة سوهاج، نشأت في "بولاق" وتزوجت في الـ17 من عمرها، من رجل يكبرها بـ18عاما: "تزوجته غصب عني عشان أهلي صعايدة، واطلقت بعد 3 شهور".

انفصلت عن زوجها قبل أن تعلم بخبر حملها، وأنجبت ولدا اسمته "هاني" الذي لم يستمر بتعليمه المدرسي، بعد تولت تربيته: "كبر وجوزته، وعندي 3 أحفاد".

لم تتزوج "عدلية" مرة أخرى، رغم تعدد عرسانها طوال سنوات حياتها: "زواجي الأول عملي عقدة، وعشان ابني محدش يهينه".

لا تعرف المسنة البالغة من العُمر 60 عاما القراءة والكتابة، ولكنها تعودت على التفرقة بين أسماء الجرائد شكلا: "حاولت أتعلم القراية بس معرفتش، وبعرف أفرق بين جرنال الأهرام والجمهورية من شكله".

يداوم أحفاد "عدلية" الثلاثة "فارس، وكنزي، ومروان" على زيارتها بمكان بيع الجرائد ليلا: "بييجوا يسلموا عليّ، ويقولوا لي كفاية بقى يا تيتا".

"عدلية" تحصل على معاش قدره 320 جنيها، فهي تتولى مهمة الإنفاق على نفسها: "أنا اللي بصرف على نفسي، وعايزة القبض يزيد شوية".

وتؤكد أنها لا تتعرض لأي مضايقات خلال عملها ليلا، وكذلك تجلب غطاء من البلاستك عندما تفترش الرصيف في الشتاء: "الحتة أمان، وأنا هنا معروفة".

يكثر زبائن "أم هاني" من الكبار سنا، ويقل زبائنها من الشباب والفتيات: "عشان النت طبعا أثر على بيع الجرنال".

 

الكلمات الدالة