لأكثر من 60عاما، تسكن في بيت صغير، بالدور الأرضي في أحد الأزقة، بحي باب الشعرية، تخطو زينب محمد خطوتين جانبها كل يوم، لتفترش بطول متر، لبيع الحلوى والبسكويت، والمياه الغازية.

جاءت زينب، من ريف "العياط"، منذ زواجها إلى القاهرة، مع زوجها لتسكن وتعمل معه، على عربة "كارو" يملكها لتوصيل ونقل البضائع من محل لآخر، لا يخرج بها خارج الحيز: "في الأول كنت بشتغل معاه بس مش دايما، ودلوقتي هو شغال لوحده عليها".

تقول زينب، إنها لا تصطحب العربة "الكارو" إلا بوجود زوجها: "لما كنت بنزل، كان لازم معاه".

تحافظ السيدة الستينية على ارتداء العباءة الملونة، لتعمل بها، لكن منذ أكثر من 3 أشهور، ارتدتها سوداء اللونة، لوفاة أحد الجيران: "إحنا هنا بنشيل خواطر بعض، ودي عادة من زمان".

لا تعرف زينب، القراءة والكتابة: "ماشية بالبركة طول حياتي"، تصاحبها ضحكة يعلو صوتها، وتستكمل: "أنا عندي 7 أخوات، وأيامها مكنش فيه تعليم".

لأكثر من3 سنوات تعمل بشراء وبيع الحلوى، حتى توفر احتياجات بيتها، جانب زوجها: "عشان نعيش بس، ومش بيطلع من عبوة البسكويت كام جنيه".

زينب، أم لخمس بنات، وولد واحد، ذوات التعليم المتوسط: "جوزت البنات، والولد شغال في محل".

"الشارع" بالنسبة لـ"زينب" أمر سهل، وأصحابه آخذين بها في الاعتبار لأنها تفترش في جانب ملاصق لبيتها: "ده سبب يخليني ممكن اشتغل 12ساعة، وأشيل الفرش بليل".