رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هي

من «بدرية السيد» لـ«صفوة».. ياسر العطار أحد ملاك «العوالم»: «إحنا مؤسسي الفرح الشعبي في الإسكندرية»

كتب: نرمين عصام الدين -

10:42 ص | السبت 16 سبتمبر 2017

بدرية السيد وصفوة

ترك «حمامة العطار» مُنظم الأفراح الشعبية بالشارع والمسارح، القهوة التي أسماها «بالعوالم» بعد وجوده فيها لأكثر من 60 عامًا، بأحد الأحياء الشعبية بمنطقة بحري في الإسكندرية.

مهنة «حمامة» توارثها 4 من 7 أبناء، وانشغل الباقي بمجالات عمل مختلفة، ثم انتقلت إلى أحفاد الجد، ويقف بها «ياسر العطار» ذو التعليم المتوسط، ومالك إحدى القاعات المخصصة للأفراح الشعبية.

4 أولاد، و3 بنات، أبناء «حمامة»، كانوا شاهدين لتفاصيل مِهنة والدهم، وللعمل بتنظيم الأفراح الشعبية، يقول ياسر: «سُميت القهوة بالعوالم أو الفنانين عشان العيلة بتعمل الأفراح من الرجال بس، وإحنا معندناش ستات بتشتغل في فرح، وكلهن ربات بيوت»، حسبما يوضح لـ«هن».

أثناء دراسته، كان والده لا يسمح له بالإجازة إلا يومين بالأسبوع: «كنت فيهم بروح وبفهم شغل الفرح، والعرض، والزفة، بتمشي إزاي وكنت بهتم بكل تفصيلة».

بوفاة والده قرر الأعمام أن يتولى «ياسر» شؤون المكتب: «اشتغلت طبال في الأول، وبعدين مسكت المكتب، وكنت بعمل بالـ 2 زفة في اليوم».

ويضيف، ياسر: «أعمامي في الأول كانوا بيشتغلوا مع بعض في تنظيم الأفراح، واللي معندوش كان بيعمل 10 و8 أفراح في اليوم في السبعينيات حتى الثمنينيات، ودخلت في المهنة وكملت في المكتب لغاية ما لقيت الشغلانة بتقل، والأفراح الشعبية موجودة بنسبة 5% فقط».

ويروي: «جدي كان بيوفر الطبال، والراقصة، والمونولوجست وكل اللي في المسرح، ودلوقتي الزبون فاهم كل تفصيلة، وهو اللي بيختار الفنانين والطبالين والموسيقيين».

ولذلك ظهرت الأفراح «المكممة»، على حد وصف الحفيد الخمسيني، أي التي لا تغطي تكاليف المشاركين فيها إلا بالكاد: «زمان كانت الأفراح مش مكممة يعني كنا بنكسب منها».

يرى ياسر أن هناك ظاهرة انتشرت جسّدها فيلم «الفرح» وهو تأجير عريس وعروس، لجمع «النقطة» من الزبائن؛ حتى وإن لم يكن لهم عرس أو حفلة زفاف: «دلوقتي الفرح بقى اسمه جمعية أو عزومة».

تحول إقامة الأفراح الشعبية إلى مكسب لمن لا عمل لهم يقول ياسر: «وعشان كده بقى بيزنس لأي حد في الشارع، أو قاعد على قهوة؛ لأن أنا كراجل معزوم مش فارق معايا عريس وعروسة، والزبون هو اللي بيعمل وبيتحمل تكاليف الفرح مش العريس والعروسة».

«بدرية السيد، وزيزي سالم صاحبة مطاعم «سمكمك»، وسهير زكي» من أشهر الراقصات اللائي ترددن على القهوة، وعملن مع «العطار»، وكذلك عدد من المطربين والفنانين من «شرفنطح» الذي كان ملازمًا لعلي الكسار، ومحرم فؤاد، أمثال كثيرة ذكرها ياسر لمن كان يتعاون معهم جده، منظم الأفراح الشعبية.

ويشير إلى أن هناك راقصات لم يعشن بالإسكندرية، ولكن أتين إليها للعمل بالأفراح الشعبية: «آخرهن الراقصة صفوة التي أتت إلى الإسكندرية، وعمِلت في الرقص الشعبي بالأفراح، وأسست فرقة حتى سافرت إلى أسوان للعمل بالفنادق العائمة، ثم إلى القاهرة ودخلت عالم التمثيل».

يقول ياسر إنه في المهنة ولكن بشكل غير مباشر على حد وصفه: «عندي قاعة مخصصة باسم «عجمستا» للأفراح الشعبية، وبأجرها للمكان فقط لا غير، ومش مزودة بأية خدمات إلا لو الزبون طلب، بس في الغالب هو بيختار كل تفصيلة لأنه بقى فاهم أوي».

يتراوح سعر تأجير القاعات الشعبية ما بين 8 لـ 35 ألف جنيه: «أنا ماليش أية نسبة من فلوس الزبون، ونقطة الزبون بتهرب مننا وفيه قاعات مش بتقبل بالأفراح البلدي».

ويضيف تنظيم الفرح في الشارع «موضة» اندثرت: «دلوقتي صعب لأنه لازم ياخذ إذن من قسم الشرطة».

رغبة الزبون في شرب الممنوعات والمحرمات، والإيجار بالساعة مما زاد التكلفة، أسباب ذكرها «العطار» تضيف إلى قلة من يتوجه لإقامة فرح بالشارع: «فيه ناس بتعملها ولكن في قاعات مقفولة للأفراح، والموضوع بقى تجاري».

كانت تصب «النقطة» من الفرح في إيد المتعهد؛ ليشمل حق كل ما يشارك به، ولذلك هناك فرق بين قديمًا وحديثًا في نوعية الزبائن، وحضور الأفراح: «دلوقتي عارف الزبون النمرة بكام جمهور، زمان كان عايز يفرح بس، وبيديك حق الفرح كامل، ونقطة الناس كانت معروفة على العريس والعروس، بالرغم أنه مخدش منها حاجة».

ويتابع: «ولكن النهاردة عايز يفرح ويلم فلوسه قبل ما يفرح، فكل القاعات بتعرض إضافات جذب للزبون».

وعند نزول العروس بالزفة وتناقلاتها في الشوارع، وصولًا إلى «الكوافير»، شؤون كان يتولاها منظم الأفراح التي قلما اتفق عليها في الآونة الأخيرة: «زمان كنا بنعمل السهرة في السطوح لبنتك قبل الفرح».

وعن الأجور التي كان يتقاضاها المطربين من «العطار» قديمًا: «عمر فتحي» 1300 جنيه، «محمود شكوكو» 2000 جنيه في الساعة، «عبدالباسط حمودة» 1850 جنيه في الفرح أيام مجده، وكل ده متسجل بعقود، فالفقرات كان بيختارها الزبون ويدفع، ودلوقتي المتعهد اللي قادر عليه أنه يعمل نمرة ميعرفهاش الزبون عشان يقتنع بيها».

الكلمات الدالة